عدت توا من أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعد زيارة عمل استغرقت ثمانية أيام ، ورغم قيامي بزيارة أبو ظبي مرتين سابقتين على وجه السرعة ، إلا أنني هذه المرة اكتشفت فيها ما لم أكتشفه من قبل .. اكتشفت فيها رصانة الدولة وعاصمة الحكم وعمق الأصالة وعبق التاريخ ، وهو ما لم أكتشفه في دبي رغم سحرها وتفردها وإقبال السائحين عليها من كل دول العالم .. أبو ظبي مدينة لها مذاق مختلف وطبيعة حنون تشعر أنها تحتضنك منذ نزولك إلى المطار وحتى مغادرتك له.
نزلت في أبو ظبي في فندق "جراند ميلينيوم" Grand Millenium وهو أحد الإنشاءات الضخمة لنادي "الوحدة" الإماراتي ضمن مجموعة إنشاءات ضخمة أخرى مجاورة منها "الوحدة مول" ومبنى مخصص للمؤتمرات والاجتماعات واللقاءات ومبنى ثالث للشقق الفندقية ، وهو ما يدر عائدا ضخما ينفق من خلاله على نادي الوحدة ، وهو ما لم يفعله أي رئيس ناد مصري رغم أن معظمهم من رجال الأعمال !!.
زرت في أبو ظبي معلميْن رائعيْن أولهما "مسجد الشيخ زايد الكبير" ، وهو تحفة معمارية بكل المقاييس ، ومعجزة في العمارة الإسلامية بقبابه ومآذنه وثرياته ونقوشه، ووجدت فيه عندما زرته وفودا من مختلف دول العالم تحرص على زيارته والتقاط الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو له ، وثانيهما "قصر الإمارات" الذي يعيد للأذهان قصور ألف ليلة وليلة، وهو الفندق الأشهر الذي ينزل فيه ضيوف الدولة من الرؤساء والملوك والأمراء ، علاوة على من يستطيع أن يدفع تكلفة الغرف والأجنحة الفندقية ، والتي تتراوح بين 5 آلاف درهم (حوالي 10 آلاف جنيه) و 61 ألف درهم (حوالي 122 ألف جنيه) لليلة الواحدة ، ومهما حكيت عن "قصر الإمارات فلن أستطيع وصفه لأنه أسطورة تستحق المشاهدة ، وهو مفتوح للزيارة كمزار أثري معماري ليس له مثيل في دولة الإمارات أو المنطقة بأكملها ، وقد نشرت على صفحتي الشخصية على الفيس بوك صورا رائعة لهذين المعلميْن ، وهو ما لاقى استحسانا من عديد من أصدقائي في مختلف الدول العربية.
وقد يقول قائل إن عوائد البترول هى التي يمكن أن تخلق كل هذه الأجواء الأسطورية في هذا البلد العربي الشقيق , ولكن هذا غير حقيقي , وإلا كانت الدول الخليجية الأخرى قد حققت لنفسها ما حققته دولة الإمارات لنفسها ولمواطنيها، فالأموال وحدها لا تفعل الشىء الكثير دون عقول واعية توجهها الوجهة الصحيحة . إنني اكتشفت أن السر يكمن في التعليم الذي يشهد طفرة كبيرة في دولة الإمارات ، فقد أنشئت عديد من الجامعات الجديدة خلال العقد الماضي , وتحرص هذه الجامعات على أن تقدم تعليما متميزا وخريجا مؤهلا لسوق العمل , كما تحرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة وهيئة الاعتماد الأكاديمي التابعة لها على ضمان جودة التعليم , وما لم يعرفه كثيرون أن دولة الإمارات كان لها قصب السبق في الاهتمام بجودة التعليم وتطبق في سبيل ذلك معايير صارمة يتابع تنفيذها بنفسه في مختلف البرامج التي تقدمها مختلف الجامعات في الدولة أ.د. محمد بدر الدين أبو العلا مدير هيئة الاعتماد والجودة ، وهو أستاذ مصري قدير محب لدولة الإمارات ويتفانى في أداء واجبه نحوها, ولعل هذا التعليم المتميز هو ما يعطي هذه الدولة كل هذه الثقة في خطواتها الواثقة نحو المستقبل.
وإذا أردت أن تخبر دولة فاسأل عن العمران فيها كما علمنا عالم الاجتماع العربي ابن خلدون ، وبالفعل سألت ، وكانت الإجابة مذهلة ، فقد اكتشفت أن ثلاث جزر تابعة لإمارة أبوظبي كانت مجرد رمال صفراء منذ ثلاث سنوات فقط ، وهى اليوم جزر عامرة بها المباني والطرق والحدائق والخدمات والشركات والعمالة الوافدة ، وتستضيف إحداها أحد أشهر سباقات السيارات في العالم وهى جزيرة ياس ، واستطاعت هذه الجزر أن تستوعب العمالة الوافدة من دبي في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
إن عديدا من الدول لازالت للأسف تعتمد على تاريخها وتعاني عديدا من المشكلات في الحاضر وليس لديها رؤية للمستقبل ، وهى بذلك تظل تتأمل نقوشا على زمن قد ولى وفات ، في حين أن دولة مثل الإمارات ترنو بناظريها الى المستقبل وتضع الخطط لترسم خارطة الدولة في العام 2030 ، وهى بالتالي حريصة على أن تحفر نقوشا بارزة وعلامات مضيئة على زمن آت، لتظل نبراسا لكل من يريد أن يتطلع الى المستقبل في المنطقة والعالم.
هذا ما كتبته عن دولة الإمارات منذ حوالي ستة أشهر وأُعيد نشره اليوم بمناسبة زيارتي الحالية لإمارتيْ أبوظبي ودبي.
نزلت في أبو ظبي في فندق "جراند ميلينيوم" Grand Millenium وهو أحد الإنشاءات الضخمة لنادي "الوحدة" الإماراتي ضمن مجموعة إنشاءات ضخمة أخرى مجاورة منها "الوحدة مول" ومبنى مخصص للمؤتمرات والاجتماعات واللقاءات ومبنى ثالث للشقق الفندقية ، وهو ما يدر عائدا ضخما ينفق من خلاله على نادي الوحدة ، وهو ما لم يفعله أي رئيس ناد مصري رغم أن معظمهم من رجال الأعمال !!.
زرت في أبو ظبي معلميْن رائعيْن أولهما "مسجد الشيخ زايد الكبير" ، وهو تحفة معمارية بكل المقاييس ، ومعجزة في العمارة الإسلامية بقبابه ومآذنه وثرياته ونقوشه، ووجدت فيه عندما زرته وفودا من مختلف دول العالم تحرص على زيارته والتقاط الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو له ، وثانيهما "قصر الإمارات" الذي يعيد للأذهان قصور ألف ليلة وليلة، وهو الفندق الأشهر الذي ينزل فيه ضيوف الدولة من الرؤساء والملوك والأمراء ، علاوة على من يستطيع أن يدفع تكلفة الغرف والأجنحة الفندقية ، والتي تتراوح بين 5 آلاف درهم (حوالي 10 آلاف جنيه) و 61 ألف درهم (حوالي 122 ألف جنيه) لليلة الواحدة ، ومهما حكيت عن "قصر الإمارات فلن أستطيع وصفه لأنه أسطورة تستحق المشاهدة ، وهو مفتوح للزيارة كمزار أثري معماري ليس له مثيل في دولة الإمارات أو المنطقة بأكملها ، وقد نشرت على صفحتي الشخصية على الفيس بوك صورا رائعة لهذين المعلميْن ، وهو ما لاقى استحسانا من عديد من أصدقائي في مختلف الدول العربية.
وقد يقول قائل إن عوائد البترول هى التي يمكن أن تخلق كل هذه الأجواء الأسطورية في هذا البلد العربي الشقيق , ولكن هذا غير حقيقي , وإلا كانت الدول الخليجية الأخرى قد حققت لنفسها ما حققته دولة الإمارات لنفسها ولمواطنيها، فالأموال وحدها لا تفعل الشىء الكثير دون عقول واعية توجهها الوجهة الصحيحة . إنني اكتشفت أن السر يكمن في التعليم الذي يشهد طفرة كبيرة في دولة الإمارات ، فقد أنشئت عديد من الجامعات الجديدة خلال العقد الماضي , وتحرص هذه الجامعات على أن تقدم تعليما متميزا وخريجا مؤهلا لسوق العمل , كما تحرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة وهيئة الاعتماد الأكاديمي التابعة لها على ضمان جودة التعليم , وما لم يعرفه كثيرون أن دولة الإمارات كان لها قصب السبق في الاهتمام بجودة التعليم وتطبق في سبيل ذلك معايير صارمة يتابع تنفيذها بنفسه في مختلف البرامج التي تقدمها مختلف الجامعات في الدولة أ.د. محمد بدر الدين أبو العلا مدير هيئة الاعتماد والجودة ، وهو أستاذ مصري قدير محب لدولة الإمارات ويتفانى في أداء واجبه نحوها, ولعل هذا التعليم المتميز هو ما يعطي هذه الدولة كل هذه الثقة في خطواتها الواثقة نحو المستقبل.
وإذا أردت أن تخبر دولة فاسأل عن العمران فيها كما علمنا عالم الاجتماع العربي ابن خلدون ، وبالفعل سألت ، وكانت الإجابة مذهلة ، فقد اكتشفت أن ثلاث جزر تابعة لإمارة أبوظبي كانت مجرد رمال صفراء منذ ثلاث سنوات فقط ، وهى اليوم جزر عامرة بها المباني والطرق والحدائق والخدمات والشركات والعمالة الوافدة ، وتستضيف إحداها أحد أشهر سباقات السيارات في العالم وهى جزيرة ياس ، واستطاعت هذه الجزر أن تستوعب العمالة الوافدة من دبي في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
إن عديدا من الدول لازالت للأسف تعتمد على تاريخها وتعاني عديدا من المشكلات في الحاضر وليس لديها رؤية للمستقبل ، وهى بذلك تظل تتأمل نقوشا على زمن قد ولى وفات ، في حين أن دولة مثل الإمارات ترنو بناظريها الى المستقبل وتضع الخطط لترسم خارطة الدولة في العام 2030 ، وهى بالتالي حريصة على أن تحفر نقوشا بارزة وعلامات مضيئة على زمن آت، لتظل نبراسا لكل من يريد أن يتطلع الى المستقبل في المنطقة والعالم.
هذا ما كتبته عن دولة الإمارات منذ حوالي ستة أشهر وأُعيد نشره اليوم بمناسبة زيارتي الحالية لإمارتيْ أبوظبي ودبي.