اعتقد البعض أننا بنشر أسماء بعض الزملاء من جريدة الشروق وغيرها ممن يتعاملون مع صحف ومواقع الإخوان المسلمين فى الداخل والخارج، نسلمهم تسليم أهالى إلى الجهات الأمنية، وهو تفكير مراهق وفاشل وعاجز عن استيعاب ما كنا نرمى إليه.
إننا نعتبر من يعمل فى صحف
ومواقع الإخوان المسلمين هم ومن يلقون المولوتوف ويفجرون المنشآت ويقتلون الأبرياء
سواءً بسواء، فالذى يكتب تقريرًا كاذبًا عما يدور فى مصر يبغى من ورائه الفتنة،
ويرسل به إلى موقع إخوانى مناوئ للثورة المصرية، لا يختلف عمن يحول بيته إلى مصنع
مولوتوف ويبعث به من يعتقدون أنهم ثوار ليرهبوا به عباد الله الأبرياء.
لقد تعففنا عن ذكر الأسماء
الكاملة لمن يتعاملون مع موقع العربى الجديد كاملة، لكن من على رؤوسهم بطحة
انزعجوا، وكان الأولى بهم أن ينزعجوا لأنهم جبناء حتى النهاية، فهم يمارسون
الصحافة على طريقة العادة السرية، يستمتعون بعائدها المالى الضخم، ويخفون آثارها،
ولو كان هؤلاء مناضلين بحق لأعلنوا أنهم يعملون مع الإخوان وتحت رايتهم، يأكلون من
خبزهم ويشربون ماءهم المدنس.
لكن يبدو أن من يفعلون ذلك فى
جريدة الشروق لا يشعرون بأى تناقض فيما يفعلونه، فجريدتهم الغراء ومالكها تعانى
حالة من التأرجح بين تأييد الثورة (يظهر هذا بوضوح فى مقالات رئيس تحريرها الزميل
عماد حسين الذى لا يستطيع أحد أن يزايد على مهنيته ووطنيته).. وبين محاولات هدم
إنجاز المصريين فى 30 يونيو بكل الطرق (وهو ما يبدو واضحًا فى مقالات فهمى هويدى
المسمومة التى لا يكف خلالها عن التدليس والتضليل وممارسة كل طرق الصحافة الصفراء
فى تزييف الحقائق ولى أعناق الوقائع).
لقد عانى عماد الدين حسين
كثيرًا من كتابات فهمى هويدى، كتب ردًا عليه أكثر من مرة، فند أباطيله وتدليسه،
لكن هويدى صاحب الجلد السميك لم ينصرف، بل ذهب إلى ربيبه هيكل، وشكا له مما يفعله
عماد، سأل صديقه القديم: هل تريدون أن أترك الشروق وأكف عن الكتابة فيها؟ فخفف
هيكل من وطأة انفعاله، وقال له: لا أحد يريدك أن ترحل.. لكن حاول أن تتوازن فى
كتاباتك.
كان هذا أقصى ما يفعله
هيكل، ستقول إن الجريدة ليست مسئولة عما يكتبه كتابها، فهم أحرار فيما يكتبون،
فالجريدة لا تتحمل مسئولية آراء كتابها، سأقول لك، هذا كلام نضحك به على السذج من
القراء، ولا يمكن أن ينطلى علينا، فعندما انحرف بلال فضل فى مقاله واقترب من ذات
هيكل المقدسة أطاحوا به وطردوه شر طردة، دون أن يبكى عليه أحد.
إننا أمام حالة من النصب
المهنى والسياسى يمارسها إبراهيم المعلم مستغلاً فيها جريدته، ومن يعملون فيها
بداية من الرأس الكبير هيكل وتابعه فهمى ووصولاً إلى الشباب الصغير الذى كل همه هو
البحث عن لقمة عيش، يلعب إبراهيم المعلم على كل الحبال، وهى لعبة يجيدها بسبب
تنقله الطويل والمتكرر بين الأنظمة المتعارضة والمتناقضة، فهو عابر للعصور ومتوائم
مع كل الحكام، وخادم لكل رئيس.
لقد عاش إبراهيم المعلم
طويلاً على أموال هيكل، حاصرت الخسائر جريدته مؤخرًا، رفع أحمد هيكل يده، فلجأ إلى
شقيقه الهارب حسن، واتفق معه بالفعل على أن يشترى حصة شقيقه أحمد، وقبل توقيع
العقد تدخل هيكل، ومنع أحمد من الشراء، قال له انتظر حتى تنتهى من قضيتك (أحمد
هارب من وجه قضية غسيل أموال).. وليس معنى ذلك أن هيكل يتخلى عن صديقه وصاحب
الأفضال عليه إبراهيم المعلم، ولكنه فقط ينتظر حتى تتضح الرؤية، ويعرف ابنه رأسه
من قدميه.
لا يربح إبراهيم المعلم
طوال الوقت بسبب شطارته كتاجر وقدرته على التحول والتقلب، ولكن لأن الفساد فى مصر
أصبح هو اللغة السائدة.. إنه يستفيد من الجميع، يترك صبيانه فى الجريدة يتعاونون
مع صحف ومواقع الإخوان – هو يعلم ذلك جيدًا وليس بعيدًا أنه يرعاه بنفسه، ـ حتى
يكون فى يده كارت عند اللزوم، فحتمًا سيأتى وقت ليتاجر فيه بهؤلاء، وفى نفس الوقت
يفتح جريدته لتبدو أنها داعمة ومؤيدة للنظام، عماد حسين يفعل ذلك عن قناعة، لكنه
بالنسبة للمعلم ليس إلا ورقة أخرى يعرف متى وكيف يستخدمها.. إنه معلم اسمًا وصفة..
يعرف كيف يربح طول الوقت، حتى لو كان هذا على رقاب كل من حوله.