فنانون وإعلاميون وأقباط في خدمة المرشد.. فرع الأخوات يلجأ لحنان ترك وآثار الحكيم
هيكل للجماعة: لا
تتركوا الميدان حتى لا تعلَّقوا على أعواد المشانق
جميع الأبناء يسعون
لإنقاذ الجماعة الأم من العزلة الشعبية وغياهب السجون.. وفى ذلك فليتنافس المتنافسون
بمبادرات تتصاعد ثم تنكسر لخلافات بين شباب الجماعة وقياداتها الحبيسة أو الهاربة لأحضان
الدوحة أو أنقرة، ليس هذا هو السبب الوحيد للفشل بل الرفض الشعبى الذى هو أعلى صوتًا
من شراذم هنا وهناك فى النخبة تتمسح فى فضيلة التسامح وضرورة اتساع المشاركة للجميع،
ونسى هؤلاء أننا جميعًا تم عزلنا وإقصاؤنا لأننا لسنا أبناء السمع والطاعة وتقبيل يد
المرشد- ولا أنسى هذا المشهد عندما ذهبت إلى التوفيقية؛ حيث مقر جماعة الإخوان بصحبة
وزير إعلامهم السابق صلاح عبدالمقصود عام 1994 عندما انحنى الأخ عبد المقصود على محمد
حامد أبو النصر- مرشد الجماعة وقتها ليقبل يده.. هذا المشهد لا أنساه فهو جعلنى أعيد
موقفى تمامًا من جماعة الإخوان بعد أن تخرجت من الجامعة بعامين.
-1) الحرباء تبحث عن السلطة:
لجماعة الإخوان ألف
وجه تتلون كالحرباء ولا تسقط بالضربة القاضية، تعيش فى الظلام مثل الخفافيش وتحت الجلد
كأورام سرطانية، ما أن يتم استئصال ورم حتى يظهر أشد ضراوة.. تتكاثر فى المناخ الفاسد
ولا تستطيع الأمصال أو العمليات الجراحية العاجلة أن تكتب نهايتها فهى تتكيف حسب البيئة
والظروف والزمن من عصر الملك فاروق الذى ساندته، وثورة يوليو التى حاربتها الجماعة، ونظام
عبد الناصر الذى لم تقو على أن تقوض أو تهز أركانه، واقترب منها السادات ومنحها قبلة
الحياة بعد سنوات الاعتقال فاغتالته غدرًا.. واستأنسها مبارك وسمح بوجودها فى النقابات
امتدادًا لما بدأه السادات، وزاد نفوذها فتسللت إلى البرلمان حتى وصل عدد ممثليها إلى
88 نائبًا فى 2005، ثم انقلبت على مبارك فى 25 يناير بعد أن اتفقت مع قيادات أمن الدولة
واللواء عمر سليمان على عدم المشاركة أو النزول للشارع، وهو القرار الذى اتخذته بناء
على ترتيب مسبق مع واشنطن من ناحية ونصيحة "الأستاذ هيكل" الذى قال لقيادات
الجماعة: إنه "سيتم تعليقكم على أعواد المشانق إذا خرجتم من الميدان".
2) - مبادرات من أجل البرلمان:
لا يمكن أن نسمي
ما تطرحه الجماعة وأنصارها مبادرات للمصالحة، ولكنها لا تعدو "إشارة خضراء"
للوصول إلى البرلمان، فلا يتخيل مكتب الإرشاد الذى حكم مصر عامًا بعد انتظار 84 عامًا
أن يخرج من السلطة إلى السجون ومحاكمات يرتدى فيها مرشدهم "محمد بديع" بدلة
حمراء، ذاقت الجماعة "حلاوة السُّلطة" ورفاهية القصر الرئاسى وأمسكت فى يديها
صولجان الحاكم وأصبحت تملك "سيف المعز وذهبه".. إذن المبادرات ليست مصالحة
وهدفًا، بل وسيلة للعودة من جديد رقمًا فى معادلة السلطة، وهم فى سبيل ذلك يستأجرون البلطجية
وكل جماعات العنف المسلح ليواجهوا الدولة والشعب فى حرب مفتوحة ليجبروا الدولة على
الجلوس لمائدة "التنازل" لتصبح "الجماعة" والدولة رأسًا برأس..
الإخوان لا يعنيهم "مرسى" ولا عودته من قريب أو بعيد، هم يريدون البرلمان..
معركتهم القادمة كيف يجدون لأنفسهم موضع قدم تحت القبة.. من سيمثل الجماعة من سيكون
مندوبها ويتحدث بلسانها، هل من بين أبنائها من الصفوف الخلفية أم أحزاب هى بنت الجماعة
"الوسط، ومصر القوية"، أم الأحزاب الشقيقة والحليفة مثل: البناء والتنمية
والوطن؟!
وهل تلجأ الجماعة
إلى رموز سياسية وإعلامية وفنية ممن يطلقون على أنفسهم "المتعاطفين مع الجماعة-
بس مش إخوان" .
3) - مفاجأة الإخوان الانتخابية:
وجوه فنية ورموز
إعلامية نسائية تتقدم بورصة الترشيحات الانتخابية لتكون ظهيرًا للإخوان فى البرلمان،
أبرز هذه الوجوه الفنانة آثار الحكيم صاحبة أكبر ضجة مفتعلة مع "رامز جلال قرش
البحر" فى رمضان الماضى، عندما اتهمت رامز وفريق عمل البرنامج أنهم تعمدوا الإساءة
إليها وتصويرها تحت المية، "بل إنها ادعت على فريق البرنامج قائلة: أتحدى أن يكون
أى شخص يعمل فى هذا البرنامج بيصلى أو بيركع لربنا".. هكذا قدمت آثار الحكيم نفسها
واعظة تشعر باستياء من استغلال النجوم وفضحهم فى اتهام صريح للبرنامج بأنه فضائحى ويغتال
القيم والأخلاق، واتجهت آثار للقضاء الإدارى لتحصل على ما تعتقد أنه حقها لتوقف البرنامج،
رغم أن الكثيرين نصحوها أن تعيد الـ 35 ألف جنيه التى حصلت عليها من القناة مقابل عدم
إذاعة الحلقة، وخسرت آثار الدعوى واستمر البرنامج وتم منع إذاعة حلقتها وكانت آثار
تردد فى المحكمة وكل البرامج التى استضافتها نفس المفردات ونفس الأفكار بنفس الترتيب
وكأنها تؤدى دورًا على مسرح الحياة!!
هذه الزوبعة كانت
هدفا فى حد ذاتها لتعيد النجمة التى انحسرت عنها الأضواء إلى المشهد من جديد.. وكان
طبيعيّا أن تجند آثار نفسها لمحاربة اللبنانيات الفاسقات لتمنع عملهن فى مصر، ثم تطالب
رئيس الوزراء المهندس محلب بوقف فيلم "حلاوة روح" حفاظًا على الفضيلة.. بالتأكيد
نحن لا نلوم الفنانة على مواقفها التى تتسق مع توجهاتها السياسية عندما أعلنت فى
2012 أنها تؤيد عبد المنعم أبو الفتوح فى الانتخابات الرئاسية، بل وأصبح خطابها مثل
كل الأخوات فى جماعة الإخوان، وجلست فى الصفوف الأولى بالمؤتمرات التى كان ينظمها أبو
الفتوح وأعلنت اعتزالها الفن، إلا أنها "لن تترك جمهورها الذى ارتبط بها بل ستلتقي
به عبر برامج تليفزيونية"، بالتأكيد هناك ارتباط بين دعمها لمرشح إخوانى واعتزال
الفن.. هذه هى فاتورة الاقتراب من الجماعة أو العمل تحت عباءتها!!
فلاش باك: بدايات
آثار الفنية كانت فى ملهى "همبرا" بفندق شيراتون؛ حيث تقدم الفنانة نجوى
فؤاد فقرتها الاستعراضية، وقبل أن تبدأ نجوى تظهر آثار لمدة عشرين ثانية تقدمها للجمهور
وفى جملة واحدة: نتمنى لكم سهرة سعيدة!!
-4) أخونة حنان ترك:
"ما حدث فى 30 يونيو انقلاب وليس ثورة"..
هذا هو إيمان الفنانة المحجبة حنان ترك، التى تعتقد تمامًا أن الإخوان لم يفشلوا فى
حكم مصر ولكن الدولة العميقة هى التى ضربت مشروعهم وتسببت فى انهيار الثقة بينهم وبين
الشعب.. لتعتقد حنان ما تريد فلا أحد يملك مصادرة رأيها لكن هذا الرأى تشكل لأسباب
شخصية جدّا.. وتبدأ القصة بوفاة علاء ولى الدين الذى هز رحيله الوسط الفنى كله وأثار
حزنا شديدًا لدى محبيه، فأصيبت حنان بارتباك شديد وعاشت فترة تخبط بين نجومية حققتها
وتحريم الفن.. وعندما وصل الإخوان إلى الحكم بدأ التحول الحقيقى فى مواقف حنان التى
دعمت "مرسى" فى ترشحه للرئاسة، وانحازت للجماعة والتى عانت من وجهة نظرها- من
اضطهاد النظام السابق- وشهدت هذه الفترة خلافات بين حنان وأصدقائها لدفاعها المستميت
عن الإخوان على صفحات "تويتر".
وأسفرت هذه التحولات
والمواقف عن ارتباط وزواج بين حنان ترك ومحمود مالك، ابن حسن مالك، القيادى الإخوانى
الشهير وأحد أبرز ممولى الجماعة، وكان طبيعيّا حتى تتم أخونة حنان أن تعتزل التمثيل
نهائيّا بعد مسلسل "الأخت تريزا"، وكانت حماة حنان تدعوها لحضور جلسات ودروس
دينية والمشاركة فى بعض الأعمال الخيرية والنزول إلى المناطق الفقيرة لتوزيع سلع ومواد
غذائية "كجزء من حملة الترويج للجماعة بزجاجات الزيت والسكر".
-5) أهل الذمة والأخوات إيد واحدة:
شعبة الأخوات فى
الجماعة تنافس شعبة الطلبة والشباب نشاطا وحضورًا وتحركات على الأرض.. ثلاث سيدات من
الشعبة أعلنّ استعدادهن لخوض الانتخابات البرلمانية، وتأتى فى المقدمة جيهان الحلفاوى
زوجة إبراهيم الزعفرانى أمين عام اتحاد الأطباء العرب، الذى شغل المنصب خلفًا لعبد المنعم
أبو الفتوح، وترتب جيهان أوراقها لتكون أول من تدفع بهم الجماعة فى دائرة محطة الرمل،
فى حين لم تقرر الدكتورة استشهاد ابنة البلتاجى حتى الآن الدائرة التى تخوض فيها الانتخابات،
سواء كانت فى القاهرة أو أسيوط، بينما شنت وفاء ابنة المرشد الأسبق مصطفى مشهور هجوما
لاذعًا ضد قيادات الجماعة واتهمتهم بالفشل فى إدارة الأزمة مع الدولة، الاسم الرابع
من الأخوات الذى تعول عليه الجماعة فى الترشح هى عزة الجرف النائبة السابقة وإحدى قيادات
الإخوان "حزبًا وجماعة" والشهيرة بـ"أم أيمن"، والتى اختارتها
الجماعة لتترشح فى انتخابات 2010 فى محافظة 6 أكتوبر، وكنوع من التعريف بها والدعاية
لها قدمتها موسوعة الجماعة التاريخية كزوجة للصحفى بدر محمد، ومتخصصة فى شئون الأسرة
والعلاقات الزوجية وحل المشكلات الاجتماعية، وكلها مواصفات لا تؤهلها لعمل نيابى أو
سياسى!!
الأقباط من وجهة
نظر الإخوان مجرد "أهل ذمة" ونصارى مشكوك فى عقيدتهم ووطنيتهم، وفى بعض الآراء
أصحاب ضلالة وكفر، ولكن "كله يهون" من أجل السلطة، فالحرام حلال والممنوع جائز
والتقية مذهب يلجئون إليه وقت الحاجة.. لذلك لن ننزعج إذا رأينا فتاة مسيحية
"نيفين ملك" تم اختيارها بعناية لتكون عضوًا فى تحالف "دعم الشرعية"،
وهى أيضا عضو أمانة الإعلام بحزب الوسط، ويتم تلميعها فى قناة "الجزيرة" بلقاءات
مكثفة؛ فهى قبطية تدعم الجماعة ولا يستطيع أحد أن يتهم الجماعة بالتطرف أو كراهية المسيحيين،
وهى خدعة قديمة استخدمها الإخوان من قبل فى دوائر انتخابية، وكان الدكتور رفيق حبيب
الوجه القبطى الذى يستعين به الإخوان لغسل سمعتهم من عدائهم العقيدى لأقباط مصر.. نيفين
تتنقل بين الدوحة وإسطنبول عاصمتى تمويل ودعم الإخوان ووكلاء تنفيذ المخطط الأمريكى
فى المنطقة لتقوم بدورها المتفق عليها سياسيّا وإعلاميّا.