تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
المصالحة فقهًا لها شروط.. فلا يمكن أن تمتد المصالحة لمن يحملون السلاح بينما يعرض عليهم رئيس الوزراء المكلف د. الببلاوي حقائب وزارية باعتبارهم شركاء سياسيين وإخواننا في الوطن.. بالتأكيد لا أقصد دفن الإخوان وتطبيق قانون الحرمان السياسي أو العزل ضد المنتمين للجماعة كما فعلوا مع الحزب الوطني.
رفض الإخوان كل دعوات المشاركة في حكومة د. الببلاوي، كما رفضوا ومازالوا كل دعاوي المصالحة ليس كما يبررون ادعاءً أنهم أصحاب شرعية ويريدون استعادة حق مغتصب، ولكن السبب الحقيقي وراء الرفض الإخواني أنهم يدركون جيدًا مدى تورطهم في إراقة دماء المصريين وأن المصريين لن يقبلوا إلا بمحاسبتهم قانونًا، وأن مرشدهم البيطري هو والبلتاجي والعريان وآخرون يجب أن يمثلوا أمام النيابة للتحقيق معهم في تهم التحريض والقتل لكل من سقطوا حتى أعضاء وشباب الجماعة، دمائهم في رقبة هذه القيادات التي أعلنت النفير والجهاد ضد الجيش في موقعة الحرس الجمهورية.
إن قيادات الجماعة لا تتظاهر سلميًا في إمارة رابعة الإسلامية.. هذه الأرض التي حرروها من المصريين ولكنهم يقيمون معسكرًا لإرهاب المصريين وسط العاصمة وفي أرق أحيائها.. هؤلاء لا يبحثون عن شراكة سياسية.
الإخوان الآن لن يقبلوا إلا بأمرين إما سلطة كاملة.. فهم الأعلون بصندوق الانتخابات- هذا ظنهم- رئاسيًا وبرلمانيًا أو لا شيء.. ولديهم تفسير خاص بمفهوم “,”لا شيء“,” لأنهم على قناعة تامة أنهم سيودعون السجون اعتقالاً بلا تحقيق، هم لا يدركون أن الشارع المصري تغير فلن يقبل أحد ظلم الجماعة أو تلفيق القضايا ضدهم .. يعيشون أوهام الاضطهاد.
لا تدرك قيادات الجماعة المعزولة في معسكرها الجهادي بـ“,”رابعة“,” أنهم معزولون شعبيًا ولا يدركون أن كل المصريين يريدون محاكمتهم بشفافية وإدانتهم أو تبرئتهم.. لا نريد أن يهربوا من الجرائم التي ارتكبوها ولا أتمنى إدانتهم بما لم يفعلوا فهذه جريمة كبرى.. أمامنا فرصة تاريخية لنتعامل كمجتمع وقضاء مع ظاهرة عمرها 84 عامًا ظاهرة هرمت وشاخت ولا نستطيع أن نعرف عنها شيئًا رغم أنها تعيش بيننا لكنها تتلون وتراوغ وتدعي دائمًا أنها مظلومة وتتعرض للاضطهاد من كل نظام سياسي “,”عبد الناصر- السادات- مبارك“,” وأنها تملك مشروع إسلامي لنهضة مصر ولو حصلت على فرصة سوف تنقلنا إلى مصاف الدول الكبرى.. وفي عام واحد انفجرت “,”البالونة“,” واكتشف كل المصريين حجم الجماعة وفشلها وكذبها السياسي والديني فسقطت أخلاقيًا وشعبيًا وأساءوا للمشروع الإسلامي وقدموا أسوأ نموذج.
المصالحة مع الفشلة والإرهابيين لم تتم بشروط يعرف خلالها الفرقاء حجمهم الطبيعي، ومحاسبة من تلوثت بأيديهم دماؤنا ستكون موالسة وليس مصالحة سيكون خضوعًا وابتزازًا وليس شراكة.. يجب أن ترفع الجماعة أولاً الراية البيضاء إذعانًا لإرادة شعبية رغبة في الوفاق، وليس استسلامًا في معركة خسرتها.. لن ينبطح المصريون ولن يركعوا خوفًا أمام التطرف ولا جبنًا أمام السلاح.