الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الأوقاف تؤكد على تنوع مواضيع خطب الجمعة في المساجد ما بين الترابط وفريضة الحج وفضل خواتيم الأعمال

 وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حددت وزارة الأوقاف عناوين وموضوعات خطب الجمعة لهذا الشهر، فكانت خطبة الجمعة الأولى بعنوان "المشروعات الاقتصادية الكبرى بين الأمل والعمل"، والثانيـة بعنوان "ماذا قبـل الحــج"، والثالثـة "الديــن المعاملــة"، والرابعة "العشر الأول من ذي الحجة"، في غياب كامل لإرساء تعاليم الدين الحنيف الذي ينبذ العنف في مواضيع الخطب، وهو ما استنكره عدد من المواطنين مؤكدين عن رغبتهم في تحديث مواضيع الخطبة، حتى ترسي قواعد الدين الإسلامي الحنيف.
وتناولت المساجد التابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية فضل خواتيم الأعمال، حيث تعرض الأئمة لضرورة الإسراع إلى تنفيذ الفروض الدينية وممارسة الطاعات قبل مداهمة الموت، وتطرقت الخطبة إلى ضرورة نشر الود والحب والابتعاد عن العنف والشغب، محملين كل الأطراف المتصارعة عواقب ما يحدث في شوارع مصر المحروسة.
وأكد خطباء المساجد بمحافظة القليوبية أن مساعدة الفقراء والمنكوبين والجهاد بالمال من أجل قضاء حوائج الناس أفضل من تكرار فريضة الحج، وذلك لحديث أبى هريرة رضى الله عنه، قال: سئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم جهاد في سبيل الله، قيل ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور.
وأشار الخطباء إلى أن الحج والعمرة ليسا واجبين بعد أدائهما مرة، بل يكونان تطوعا ونافلة في التقرب إلى الله وقواعد الشريعة وحكمة الله تعالى في توجيه عباده إلى فعل الخير على أساس تقديم الأهم والأصلح، ويقتضى ذلك بأن يقدم الإنسان مصلحة وحاجات إخوانه المسلمين المعدمين شديدي الاحتياج إلى ما يؤويهم وقضاء حوائجهم الضرورية، فليس لله حاجة للحج ببيته من شخص يترك إخوانه البائسين فريسة للفقر والجهل والمرض، دون أن يساندهم لأن الإسلام أوصى أن يكون المسلمين جميعا، يجب أن يكونوا يدًا واحدة يتعاونون على البر والتقوى والتراحم.
وأكدت خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، التي ألقاها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، ضرورة إنهاء القطيعة والخصومات مع موسم الحج، وطالبت الحجاج المصريين أن يدعوا لمصر أثناء الحج بأن يرفع الهم والغم عنها ويجنبها الفتن، وقال شومان للحجاج المصريين: "كونوا أوفياء لأوطانكم، وادعوا في كل بقعة من الأرض المقدسة لرفعة الوطن".
وتابع: "إذا كان الحج خاتم الأركان، فإنه على من كتب الله له حج بيته أن يهيئ نفسه تهيئة صحيحة بأخذ أسباب المغفرة ليكون حجه حجا مبرورا، يعود منه وقد غفر له ذنبه، ولابد أن يكون حجه بعيدا عن الرياء، وعلى من يسر الله له الحج، فعليه أن يحرص أن يكون ماله مالا طيبا، وأن ينهي خصومته قبل حجه.
وأضاف: "المرأة إن كانت ستحج فعليها أن تأخذ موافقة زوجها، فإذا رفض خروجها وكان حج نافلة لزمها عدم الخروج وإلا فلا حج لها وهي آثمة، مشيرا إلى أنه على الحاج أن يترك وصية قبل خروجه للحج، وأن يقضي جميع ديونه"، كما أضاف: إن من حج بالدَّيْن صحيح، ولكن تبقى عليه الديون حتى ولو مات، حيث إن نفس المؤمن رهينة الدين يوم القيامة وتمنع صاحبه من دخول الجنة.
كما تحدث شيوخ الأوقاف بالإسكندرية في خطبة الجمعة عن "الحج"، خاصة مع اقتراب موسم الحج في شهر ذي الحجة المقبل، وأكد شيوخ الأوقاف على أهمية الحج، وأنه ركن من أركان الإسلام، ولابد أن يطهر المسلم قلبه ويخلص لله تعالى قبل أداء مناسك الحج، وأن يكون المال حلالًا، كما تحدث شيوخ الأوقاف عن ضرورة قضاء الدين أولًا ثم أداء فريضة الحج، والتعجيل بها لكونها ركنًا أساسيّا في دين الإسلام.
وتناولت خطبة الجمعة بمسجد بدر بالطابية في مدينة أسوان، السمات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المسلم ويتبعها قبل أداء فريضة الحج، ومن أهم العناصر التي نصت عليها الخطبة الإخلاص وتطهير القلوب، والمبادرة إلى التوبة النصوح، وتحرى المال الحلال، وأداء الديون، مع نبذ الخلافات والفرقة، والتعجيل بحج الفريضة وقضاء الحوائج وتقديمه على حج النافلة وعمرة النافلة.
وذكر الإمام أن في هذه الأيام المباركة المسلمون مقبلون على عبادة من أعظم وأجل العبادات في أفئدة المؤمنين الصادقين وهى حج بيت الله الحرام، حيث مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وإجابة الدعوات وسكب العبرات وطاعة الله.
وأضاف: أن من أراد الحج يجب عليه تحرى المال الحلال لنفقات الحج والعمرة وسائر العبادات ليكون له آثر طيب في قبول العبادة، وسداد ما عليه من ديون وحقوق للآخرين والصلح والتسامح مع الناس، مشيرا إلى أن من أدى فريضة الحج مسبقًا وعزم على أدائها هذا العام، ويريد حج نافلة يجب أن يعلم وجود ما هو أولى من حج أو عمرة النافلة، مثل قضاء الحوائج وإخراج الصدقات على المرضى الفقراء والمحتاجين والأرامل واليتامى، لأنهم أحق بقضاء حوائجهم.
والتزمت المساجد الحكومية التابعة لمديرية أوقاف البحر الأحمر، بخطة الوزارة في خطبة الجمعة، اليوم، والتي تحدثت عما يتم اتخاذه من إجراءات قبل نية الحاج لأداء الفريضة.
وأكد الشيخ رفعت ثابت، وكيل وزارة الأوقاف، بالمحافظة لـ"البوابة نيوز"، أن المديرية تلتزم بتوجيهات الوزارة في إلقاء خطب الجمعة بالمساجد التابعة، موضحًا أن جمعة اليوم كانت بعنوان "ما قبل الحج"، مشيرا إلى أن جميع الخطباء بالمحافظة التزموا بالخطبة، مضيفًا أن الخطبة التي تقوم الوزارة بتوزيعها على خطباء الجمعة غير مكتوبة، وما يلتزم به الخطيب هو عنوان الخطبة فقط وعدم الخروج عنها.
ومن جانبه، تحدث الشيخ عبد الحليم محمد إمام، وخطيب مسجد ذو الجلال والإكرام بحي المناخ ببورسعيد، في خطبة اليوم، الجمعة، إن أسباب التحرش تتلخص في غياب منظومة القيم الدينية والاجتماعية، هذه القيم التي غابت عن الأعمال الدرامية والسينمائية التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى أعمال عهر ودعارة، مضيفا أنه يجب أن يقاوم المتحرش بالقانون الرادع لسلوكه العدواني، وكذلك يجب مقاومته بالفكر الديني المستنير، وعلي وسائل الإعلام أن تتكاتف مع منظمات المجتمع المدني للوقوف يدا واحدة ضد هذه الظاهرة العدوانية.
وأكد خطيب بورسعيد، أن الإسلام دين عقيدة وشريعة ومرتبط بمنظومة الأخلاق الحميدة، وبدون الأخلاق لا يوجد إيمان حقيقي، فالنبي صلي الله عليه وسلم حدد الغاية من بعثته قائلا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، والشعائر الدينية لا تنفك عنها الأخلاق بحال، فالله تعالي قال: "إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر"، والنبي أخبرنا أن الذي لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
وعرف الشيخ التحرش قائلا: إن التحرش هو كل قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذى منه ولا يرغب فيه، وقد طفت هذه الظاهرة السلبية على السطح في مجتمعاتنا المنسوبة إلى التدين، دون أن نري انتشار هذه الظاهرة العدوانية في المجتمعات التي نسميها مجتمعات كافرة، وما هذا إلا لأن مجتمعاتنا العربية مصابة بالكبت والحرمان والتلصص على الغير، وكل هذا تحت مسمي "مجتمع متدين بطبعه".
وأشار "عبد الحليم" إلى أن ثقافتنا الدينية المزيفة ذكورية قولا واحدا، فبينما القرآن الكريم يكفل للمرأة حرية التعبير عن الرأي وحق العمل والمساواة مع الرجل، نجد الثقافة الموروثة تحط من قدرها وتزدريها، فكاشفة الشعر تنعت بالعهر، والمتظاهرة المطالبة بالحقوق توصف بالشبقة، والخارجة بدون رفقة رجل تُعرف بالمتهورة، وبعد كل هذا الازدراء يختزلون أسباب التحرش العدواني في ملابس المرأة، وبكل جهل وعوار يجعلون المجني عليه جانيا، وما هذه إلا ثقافة بالية رجعية، كمن يبرر للص سرقته بحجة أن المسروق منه لم يخفي ماله ولم يستتر به بعيدا.