الأحد 27 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الزواج عند بدو جنوب سيناء.. عادات وتقاليد ورثوها من مئات السنين.. يفضلون الزواج المبكر ومن الأقارب.. حالات الطلاق نادرة.. و"القصلة والبرزة والحمولة" أهم الطقوس في الوديان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعادات وتقاليد متوارثة منذ مئات السنين يكون "الزواج" عند بدو جنوب سيناء، وبروح هذه العادات يحيون ليالي العرس والزفاف، فبرغم مظاهر الحياة الاجتماعية الحديثة التي بدأت تتسلل إلى حياتهم، ومن أبرزها البيوت المزودة بالكهرباء وأجهزة الـ"ستالايت" وانتشار أجهزة الهاتف الجوال، إلا أن "القصلة والبرزة والحمولة" تتمتع بخصوصية شديدة عند أهالي وديان جنوب سيناء.
وقال رمضان أحمد الجبالي، من قبيلة الجبالية في مدينة سانت كاترين: "يفضل البدو الزواج المبكر، وعادة ما يتم الزواج من الأقارب وأقرب قريبات الرجل التي يحل له الزواج منها هي ابنة عمه أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك فيختار فتاته من الأنساب الكبيرة، لافتا إلى أن الزواج يبدأ للشاب من 18 سنة والفتاة من 16 سنة.
وأضاف "الجبالي": إن فترة الخطوبة تكون ما بين سنة إلى خمس سنوات وأحيانا عندما تكون الخطوبة لبنت العم وهي صغيره ينتظر حتى يصل سنها 16 سنة، وطوال فترة الخطوبة وفي خلال المواسم يقدم الشاب للفتاة الهدايا ويشتري لها ملابس العيد.

"القصلة"
إذا وافق والد الفتاة- أو وليها- على الخطبة، أخذ عصا خضراء وناولها إلى الخاطب، وقال له "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه" فيتناول الخاطب القصلة ويقول: "قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله".
وأكد "الجبالي" أن القصلة ما زالت موجودة في الوديان ولم يعد لها وجود في المدينة.

المهر
كان قديما مهر ابنة العم جمل أصيل أو خمسة جمال، أما مهر الأجنبية فهو من خمسة جمال إلى عشرين جملًا، وأصبح من الضروري الدفع وفي معظم الأحيان يكفي الربط بالكلمة واشتراط المهر ويكون كفيل بذلك الشاب على يد الشهود وإذا لم يوجد عنده ذلك يكون مكفول عليه على يد شهود، والجديد في المهر هو الذهب يكون بمبلغ من المال بدلا من الإبل.

"البُرْزة"
البرزة هي خيمة تقام للعريس بالقرب من خيام أهله، ويطلق عليها "البُرْزة" حيث تتم بها مراسم الزفاف.
وأوضح "الجبالي" أن البرزة كانت تستخدم قديما ولم يعد لها استخدام الآن وهي عبارة عن خيمة للعروس يقضي فيها العريس ثلاث أيام مع زوجته.

"الذبائح"
يقوم أهل العريس بنحر الذبائح من الغنم لأهل الفرح عند باب البُرْزة وتسمع زغاريد النساء.
وبعد الأكل، يذهبون بعيدًا عن البُرْزة حيث يتسامرون إلى ما بعد منتصف الليل. ويدخل العريس مع عروسه ويمكث معها في البُرْزة من يوم إلى ثلاث أيام، ثم تخرج العروس مع زوجها إلى الخلاء بعيدًا عن خيام قومه وأهله، ويقوم أهل العريس بإرسال الطعام لهما لمدة من أسبوع إلى شهر، ثم يذهب أحدهم ويأتي بها إلى منزلها الجديد.

"الحمولة"

ويقدم أقارب العريس الهدايا له، وهي عبارة عن ذبائح من الغنم وهي دين عليه لابد له من وفائه وتسمى "الحمولة" أو "النقوط"، وأحيانا تكون النقطة يوم الفرح في شكل أموال للذين لا يمتلكون ثمن الماعز.

"الطلاق عند البدو"
نسبة الطلاق قليلة جدًا بين أهالي سيناء، ونادرًا ما يقدم الرجل على طلاق زوجته، لكنه إذا أراد أن يطلقها أخذها إلى أحد الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة والسمعة الحسنة "من كبار القبائل"، وقال لها في حضرته "أنت طالق وهذا كفيل طلاقك"، وعندئذ يأخذها الكفيل إلى بيت والدها.
إلاّ أن أغلب حالات الطلاق تكون بناء على طلب الزوجة، فإذا أرادت المرأة الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب ذهبت إلى أحد أقاربها، لا إلى أبيها، واستنجدت به للخلاص من زوجها، فيأخذها قريبها إلى "العقبي"، وهو قاضي الأحوال الشخصية، الذي يقوم أولًا بتهدئتها، ومحاولة إرضائها، وردها عن عزمها، وتهوين الأمر عليها، ويحكم على الزوج في الغالب بأن يأتيها ببضع نعجات، ورحاية، وغربال، وتجلب عليه الماء، وأن يجعل خيمتها بين خيمتين من خيام أقاربها، فإذا فعل الزوج ذلك، وبقيت الزوجة كارهة له، مصرة على طلاقها، طلقها "العقبي" منه.
ولفت "الجبالي" إلى أنه في حالة إذا كان "الغضب" من الزوج يدفع المهر كاملا بحسب ما كان مشروطا، وإذا كان الغضب من الزوجة يدفع والدها مصاريف الزواج للزوج.