الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

خالد "مشعل" الحرائق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم أتعجب من الموقف الغريب للمدعو خالد مشعل تجاه مصر ، فبعد إقرار الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلى برعاية مصرية لوقف القتل في غزة ، وقف ذلك الكاره في مؤتمر يوزع التحيات والتهاني وواجب الشكر لكل من هب ودب ، غير معترف بالدور الجبار الذي بذلته أم الدنيا ومبادرتها العفية التي أنجزت اتفاقًا منصفًا لأهلنا في غزة.
أقول لم أتعجب من ذلك الموقف الكاشف لمشعل ، لمعرفتي القديمة والعميقة لأرواح المتأسلمين وتوجهاتهم ، مجموعة من الانتهازيين في السياسة والكارهين للحياة ، لذلك تعاملت مع رد فعله بسخرية فهو لا يليق معه إلا الإهانة والتحجيم والفضح المتوالي ، ولا يليق مع تلك الكائنات التي طفت على سطح الواقع العربي فزادته تمزقًا ودماء إلا المواجهة بشجاعة دون خوف من اتهام أو ابتزاز.
ولكن مبعث تعجبي في رد الفعل على تفاهة مشعل جاء من هنا من الداخل المصري ، حيث خبط بعض المثقفين جباههم في حسرة ولسان حالهم يقول " كده ماينفعش يا مشعل " ، هذا النفر من المثقفين المصريين في غيبوبة حقيقية ، زايدوا علينا مرارًا وتكرارًا عندما قلنا إن أي فكرة عنصرية هي فكرة إرهابية ، وأن حماس ذلك الفرع الإخواني نموذج لذلك ، لم يكن المثقف المصري وحده هو المزايد ولكن تنظيمات سياسية بكاملها راحت في ذات الاتجاه وفقدت البوصلة ، وكان طبيعيًا أن يكون الختام هو ذلك المشهد من ذلك التافه مشعل الذي أكل على كل الموائد وخانها.
وهنا لابد من إعادة الحسابات من جديد على المستوى الشعبي والنخبوي ، الشعب المصري وبعض من طلائعه كانوا يعرفون جيدا منذ انقلاب حماس على السلطة أن حماس سوف تلعب لصالح اسرائيل ، تدعم الانقسام لتحقق حلم نتنياهو في فصل الضفة عن غزة ، وينتهي شعار دولتين لشعبين لأن حماس بفضل حماقتها جعلت الشعار ثلاث دول لصالح شعب اسرائيل وهي دولة غزة ودولة الضفة ودول الكيان الصهيوني.
يتراجع ترتيب الاهتمام بالقضية الفلسطينية في العالم ، وتتحول الصورة الرمز في ذهن العالم من الكوفيه الفلسطينية والعلم الفلسطيني إلى هؤلاء الملثمين أصحاب الملابس السوداء ، وحتى المكاسب الهزيلة التي تحققت في زمن ياسر عرفات من أوسلو وغيرها يتم السطو عليها لصالح الكيان الاسرائيلي ، فالمطار الغزاوي والميناء في زمن عرفات كانا موجودان على الأرض ، والصيد كان بعمق 13 ميلاً بحرياً وكانت الأمور تتجه نحو مزيد من المكاسب في ذلك الزمن المعتل ، ولكن حماس ابنة التنظيم الدولي للإخوان رأت أن ذلك لا يحقق لتنظيمها شيئًا فذهبت إلى وضع العصا في العجلة.
بحسابات السياسة نقول إن ممارسة حماس على أرض غزة هي ممارسات خائنة للشعب الفلسطيني وخادمة للعدو ، وأن مشعل مجرد رئيس عصابة للسطو والقتل ، عينه على أرصدة البنوك وتعليمات التنظيم الدولي أما الشعب الفلسطيني فهو وقود تلك المعارك الحمساوية الخائبة.
في كل المعارك التي تعرض لها شعب غزة هتفنا هنا في القاهرة والمحافظات " اللى ف غزة دول إخواتي .. طبقة فقيرة زي حالاتي " .. وما أصدقه من هتاف فنحن مع الشعب الفلسطيني الصامد والبطل وضد تجار الدماء والدين حمساوية الغبرة.
ولذلك لم تلتفت مصر الكبيرة للحرب الإعلامية القذرة التي أدارها نفر حمساوي سواء من منصة قطر أو منصة أردوغان وذلك لعلم مصر أن ذلك النفر هم مجرد أدوات ستزول يوماً عندما تتوقف اللعبة ويلفظهم أسيادهم فسارت مصر الكبيرة نحو مبادرة وقف القتل بكل عزيمة وكبرياء وكان همهما الشعب الفلسطيني ، لم يؤثر في موقف مصر وجود عشرات الحمساوية الآن كمتهمين وداعمين للارهاب في الداخل المصري حيث يجري التحقيق معهم ، لم يؤثر فيها مدح أو ذم من هنا أو هناك ، فعندما يتكلم التاريخ سيعرف المجرمون أنهم مجرد شوائب على سطح الحياة ولا يصح في النهاية إلا الصحيح.