الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بالفيديو.. في مثل هذا اليوم.. إعدام الإخواني سيد قطب

 إعدام الإخواني سيد
إعدام الإخواني سيد قطب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اسمه كاملاً سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، وهو كاتب ومنظر مصري ينتمى لحركة الإخوان المسلمين، ونعرفه اختصاراً باسم سيد قطب، وهو مولود في ٩ أكتوبر ١٩٠٦م بقرية موشه، وهى إحدى قرى محافظة أسيوط، ويعد من أكثر الشخصيات تأثيراً في الحركات الإسلامية منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي.

 

أتم قطب دراسته الابتدائية في قريته في ١٩٢٠ وسافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية، ونال شهادة الكفاءة ثم التحق بتجهيزية دار العلوم في ١٩٣٢م، وحصل على البكالوريوس في الآداب من دار العلوم وعمل مدرساً لست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة، وعين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة «مراقب مساعد» بمكتب وزير المعارف آنذاك إسماعيل القباني، ثم قدّم استقالته على خلفية عدم تبنى اقتراحاته، وفى ١٩٣٣م أنهى دراسته في دار العلوم، وعُيّن مفتشاً للتعليم، وزاد شغف «سيد» بالأدب العربي، وقدم مؤلفات شعرية وروائية ونقدية، ثم تحول إلى الكتابة، وفيما يتعلق بكتاباته يذكر أن سيد قطب كان من أهم كتاب مجلة "التاج المصري" المعروفة بأنها لسان حال المحفل الماسوني المصري آنذاك ومن كتاباته الشهيرة في عدد الجمعة 23 أبريل سنة 1943، كان المقال الافتتاحي الذى كتبه سيد في مجلة «التاج المصري» بعنوان «لماذا صرت ماسونيا؟»، طرح فيه السؤال على نفسه وحاول الإجابة «.. السؤال سهل ميسور، والجواب من القلب إلى القلب، فعرفت عندئذ أنني صرت ماسونياً، لأنني أحسست أن في الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذي الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة بل شعلات تضيء لي طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما في الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهدا مع المجاهدين وعاملا مع العاملين».

 

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، لكنه يقدم اكتشافا جديدا لنفسه عن نفسه هو.. يقول: «لقد صرت ماسونيا، لأنني كنت ماسونيا، ولكن في حاجة إلى صقل وتهذيب، فاخترت هذا الطريق السوى، لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل، فنعمت اليد ونعم البنائين الأحرار». ويقول أيضا: «ليس الماسوني من أجريت له المراسيم بذلك، واكتسب هذه الصفة عن هذا الطريق، وإنما الماسوني من يعمل، ولكن في صمت دون ضجة أو إعلان، هو من يفتح قلبه للجميع يتساوى لديه في ذلك الصغير والكبير، هو من يعمل الواجب لأنه واجب والخير لدواعي الخير، دون أن يبغى من وراء ذلك جزاء أو يطمح لنيل مطمح، هو من ليس له حق، وإنما عليه واجب».

 

ويحاول أن يقدم تعريفا خاصا للماسونية على هذا النحو «الماسونية هي التي تجمع بين مختلف الأديان، ولا تعرف للتخريب معنى، ولن تجد كلمة التعصب مكانا في قاموسها، هي التعويذة السحرية التي تؤلف بين القلوب جميعها في أقاصي الشرق أو أدنى الغرب، هي المكان الوحيد الذى يستطيع فيه الجميع، الصغير منهم والكبير، أن يتصافحوا مصافحة الأخ لأخيه، ويجلسوا جنبا إلى جنب دون نظر إلى فارق اجتماعي أو مركز أدبى ولا غرور في ذلك إذ إن دعائمها وأسسها مشيّدة على الحرية والإخاء والمساواة، فما أعظمها دعائم وما أقواها من أسس وما أنبلها وأسماها من مبادئ».

 

ولن تجد أحدا كتب عن الماسونية بهذا الانبهار أو الإعجاب المبالغ فيه، فقد كتب الشاعر د. أحمد زكى أبو شادي كتابين عن الماسونية، وكان ماسونياً في محفل بورسعيد، وكان مؤمنا بحق بالماسونية، ورغم ذلك لم يكتب بمثل هذا الانبهار الساذج.

 

وظل سيد قطب حائراً يعاني من التيه لسنوات حتى انه وصل الى الإلحاد إلى أن حصل على بعثة دراسية لأمريكا عام ١٩٤٨م، ومن هناك تعرف على حركة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا، وبالأخص بعد الدوى الذى أحدثه اغتيال البنا، وفى ١٩٥٢م عاد من أمريكا ليعمل في مكتب وزير المعارف.

 

ونقلته الوزارة أكثر من مرة فقدم استقالته في أكتوبر ١٩٥٢م، وفى مصر كانت حركة الإخوان تعمل على استقطاب المثقفين، وكان لقطب مشروع مفاده أنه «لابد أن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص»، وانطلقت علاقته بالإخوان المسلمين من كتاب «العدالة الاجتماعية في الإسلام»، حيث كتب إهداء في الطبعة الأولى يقول: «الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمون يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ.. يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون»، وفهم الإخوان المسلمين أنه يخصهم بهذا الإهداء فاهتموا به وصادقوه إلى أن انضم إلى الجماعة.

 

وفى ١٩٥٤م وعلى خلفية محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت عبدالناصر في المنشية تم اعتقال الكثيرين منهم، وكان قطب أحدهم الذى اعتقل لمدة ١٥ عاماً، وكان قطب أثناء سنوات الاعتقال قد أتم كتبه الثلاثة (في ظلال القرآن) و(معالم في الطريق) و(المستقبل لهذا الدين)، وكانت الشرطة المصرية قد اعتقلته مجددا في ١٩٦٥م، وحُكم عليه بالإعدام مع ٦ آخرين، على خلفية التخطيط لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقلب نظام الحكم، وتم تنفيذ حكم الإعدام في فجر الاثنين في مثل هذا اليوم ٢٩ أغسطس ١٩٦٦م.