الخميس 04 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

محمد صبحي يناقش قضية الثأر في "الأفاعي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول العرض المسرحي "الأفاعي"، الذي وعد الفنان محمد صبحي بدعمه وتمويله على نفقته الشخصية، قضية الثأر، ليؤكد على أن ثقافة الثأر لا تبرز في الصعيد وحده، لكنها تعتمد على ثقافة قائمة لا في العالم العربي وحده أيضًا ولكن في الثقافة الإنسانية بشكل عام، أو لعل الثأر في الصعيد مجرد مظهر بدائي ومباشر وصغير من مظاهرها الأخرى المنتشرة فيما نعتبره مناطق متحضرة كالمدن الكبرى، والتي تتقنع فيها ثقافة الثأر بملامح أكثر فًنا ودهاءً وتوحشًا؛ فعادة الثأر لا تختص بها منطقة دون سواها، بل لها وجودها الواضح عند كل الشعوب.
فما بين وصية "كليب" لأخيه الزير سالم للأخذ بثأره من قاتله ملك "التبع" وهو يدافع عن إبنة عمه وحبه "الجليلة" وحرب البسوس التي دارت رحاها لمدة ٤٠ عامًا بين قبيلتي تغلب وربيعة بسبب فرار ناقة، وظهور شبح الملك "هاملت" لإبنه هاملت أمير الدنمارك يطلب منه الانتقام لمقتله، كلها قصص محفورة في نسيج الموروث الشعبى لتعبر عن الثأر الذي يتربع فيه الصعيد، وتراث مثقل في الصعيد نجد أن الثأر قيمة وممارسة اجتماعية لها مكوناتها وتقاليدها، حيث إنه مستقر في معظم أرجاء الصعيد ويُعد الوجه الآخر لهيبة العائلة وكرامتها داخل مجتمعها، والعائلة بجميع أفرادها مسئولة عن الأخذ بالثأر، لما تحتله من مكانة متقدمة على أي انتماء آخر، فالعائلة تأتي قبل الفرد وقبل الدولة، فالأسرة هي المرجع الرئيسي لأفرادها، وهذا ما يحفل به العرض.
وتدور الفكرة الرئيسية لعرض "الأفاعي " حول الانتقام التي تحول الشخص السوي إلى إنسان حاقد متخم بالكره والسوداوية والعزوف عن الحياة حتى ينفذ إنتقامه فنري "مرة" التي تجبرها أمها على الزواج من خادمها لا تخلع ردائها الأحمر ليلة عرسها وتتمسك به كمعادل موضوعي عن طلبها وسعيها وراء الأخذ بالثأر ورفضها إرتداء الأسود حدادا لأن ثأر أبيها لم يأخذ بعد، في الوقت الذي تغذي فيه لدى شقيقها " هجرس" مشاعر الضغينة والحقد والإنتقام، هجرس طالب الجامعة والذي يلعب دور "هاملت "في مسرح الجامعة ويرفض رفضا تاما أفكار أخته عن الإنتقام والثأر ولكنه في اللحظة التي من المفترض ظهور شبح والد هاملت الملك يظهر شبح "سالم " والده هو طالبا منه الإنتقام له ممن قتله.
ويقرر هجرس العودة إلى قريته ويقابل " أبو قردان" الشاهد الوحيد الذي رأي مقتل " سالم" على يد " جساس" ويصاب بحالة من الجنون ويردد في أرجاء البلدة قصة مقتل سالم على يد جساس، ويذهب هجرس للقاء أخته التي لا تعلم أنه مازال حيا ويخبرها أنه صديق شقيقها وأنه يعمل ممثلا في دور " هاملت" ويخبرها بقصة دوره فتعجب ب" هاملت" لأنه رجل لم يترك ثأر أبيه، يكشف لها شخصيته الحقيقية وأنه هجرس أخيها فتطالبه بثأر أبيهما لكنه يرفض ويعود لحياته المتمدنة في الوقت الذي تبث " مرة" الشائعات عن عودته وأنه سيقتل "جساس" لتذهب إليه وتأخذ هي ثأر أبيها في اللحظة التي تنتاب "هجرس" مشاعر الذنب فيرجع ليجنب شقيقته عقاب السجن، وفي كولاج مسرحي متوازي بين القصص الثلاث ينتهي العرض بقتل جماعي، جساس على يد هجرس، هاملت بسيفه المسموم في المبارزة.
ثلاث حكايات متناصة متداخلة تؤكد أن فعل القتل مجرد ذريعة لظهور عداء قائم أصلًا، ولكنه بحاجة لعود كبريت كي تشتعل النار من جديد.