الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كيف تتصرّفين عند بكاء طفلك؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بكاء الطفل عبارةٌ عن أوّل أداة يستعملها للتعبير عن مشاعرهم: الجوع، الألم، الانزعاج، الوحدة، الخوف وغيرها، وبما أنّ الأطفال أذكياء، فهم قادرون على فهم العلاقة الواردة بين بكائهم وردّة فعل أهلهم.
لا يبكون عندها لأنّهم يشعرون بالضيق فقط، ولكن أيضًا لأنّهم يريدون منك إصلاح الوضع الذي يزعجهم.
يمسي البكاء وسيلةً للتواصل والتعبير، فيصبح الأهل قادرين على تكهّن سبب البكاء بحسب الطريقة التي يتمّ به. إنّها مهارة حياتيّة ولكن لغاية عمرٍ محدّد.
عندما تسمعين بكاء طفلك، عليك أن تعالجي المسألة، بأيّ طريقةٍ من الطرق.
حين يكبر الطفل ليصبح ولدًا ويجد وسائل أخرى للتعبير، يصبح البكاء أكثر تعقيدًا في التعاطي معه، لأنّه يصبح من دون جدوى إلّا أنه عبّر عن محنةٍ عاطفيّة. معظم الأهل يشعرون بالأمر ويميلون إلى التصرّف بطريقةٍ سلبيّة تجاه بكاء أولادهم، أو على العكس بطريقةٍ حمائيّة أكثر من اللازم، ولكن قد لا يكون هذين التصرّفين الطريقة السليمة للردّ. هناك بعض الخطوات التي يجب اتّباعها:
تحديد سبب البكاء
هل حدث أمرٌ ما؟ هل وقع الولد؟ هل أخذ أحدهم لعبته؟ من الضروري التعرّف إلى السبب لأنّه سيساعد كثيرًا في المرحلة القادمة.
إلى ذلك، سيساعدك في الحصول على ردّة فعلٍ سريعة في حال الطوارئ.
في بعض الأحيان، تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة السبب هي عبر السؤال.
 ولكن هذه الحركة تتطلّب بعض الحذر، عندما تسألينه "ما بك؟"، حاولي ألّا تعيريه الكثير من الانتباه وألّا تكوني شديدة القلق بحيث تعظّمين المسألة.
فبقيامك بهذا الأمر، أنت تؤكّدين لطفلك أنّه حين يبكي سيسيطر عليك سيطرةً تامّة.
 لا أعني أن تخفّفي من ردّة فعلك وتكوني غير مهتمّة وغير مبالية، أفضل الحلول أوسطها.
فجرّاء هذا القلق والاهتمام الشديدين، نجد الأهل يوقفون أعمالهم ويهرعون لمساعدة أطفالهم عند البكاء، قبل أن يعوا حتّى المشكلة.
تحديد وظيفة البكاء
نميل إلى أن نفترض سريعًا أنّ البكاء يعني المعاناة أو أنّه دليل ضعفٍ.
 الأمر يدفعنا إلى التحوّل إلى أهلٍ حمائيّين جدًّا أو أهلٍ قاسين يعتقدون أنّ ولدهم ضعيف أو رقيق.
في كلتي الحالتين، نكون قد تخطّينا عمليًّا التفكير النقدي السليم في الحالة.
 لذلك إنّ معرفة سبب البكاء يمكن أن يساعدنا، علينا أن نعرف إن كان الطفل يحاول تحقيق أمرٍ ما عبر البكاء.
في بعض الحالات، قد يعبّر الطفل ببكائه عن القلق أو الخوف، ولكن قد يكون محاولًا أيضًا أن يبعد عنه ما يزعجه، أو السيطرة على محيطته أو أهله، أو ببساطة لجذب الانتباه.
إنّ السبب وراء البكاء أمرٌ هامٌّ لأنّه سيساعدك على إيجاد حلٍّ يمكنك الالتزام به.
 مهما كانت الحالة، وحتّى إن جعل البكاء الأهل يقولون نعم، إنّه سيغضبهم نهايةً، بالطريقة نفسها التي نغضب بها حين يكون علينا أن نضغط مطوّلًا على زمّور السيّارة لنجعل سيّارةً أخرى تتحرّك. لكن لا تقلقي إنّه لا يدفع إلى الغضب إلى حدّ إخافة طفلك.
التصرّف بحسب الحالة
هنا يتوقّف التفكير، ويبدأ العمل كأهلٍ. إنّه لأمرٌ مرهق، ولكن معرفة أنّك تقومين بما تحسّين به سيشعرك بالثقة عندما يكون عليك الالتزام بقرارك. الجزء السهل هو عندما يبكي الطفل لأنّه تعرّض للأذى فعندها عليك أن تساعديه.
من جهةٍ أخرى، إن كان يبكي لأنّك رفضت طلبًا له كشراء فردٍ لعبة في محلّ الألعاب، هنا يبدأ التحدّي الفعليّ. السبب وراء البكاء سهل: رفضك لطلبه، أمّا وظيفة البكاء هنا فتكون جعلك تستسلمين وترضخين لطلبه.
عندها تكون ردّة الفعل الصحيحة واضحة: لا ترضخي له مهما لزم الأمر. فالطفل لا يتألّم، ليس هناك من موضوعٍ صادم، ولا مشاعر قلق كبيرة، إذًا لا داعي لأن تغيّري قرارك.
ولكن إنّ البكاء يصعّب علينا الأمر، فالكلّ يراقب، أصبح الموضوع مزعجًا ونحن نريد أن المضيّ قدمًا في النهار. المشكلة تكون أنّه بالاعتماد على ردّة فعلك، سيتعلّم طفلك شيئًا ما عن مدى فعاليّة تصرّفه هذا وعن إن كان سيستعين به أو لا مستقبليًّا.
 وبالتالي إن استسلمت لطلباته يمكنك أن تضمني أنّه سيعيد الكرّة.
قد تصادفين أيضًا بعض الحالات حيث لا يمكنك أن تقاتلي نوبة غضبه، وفي مثل هذه الحالات عليك أن تضعي مخطّطًا مسبقًا. إن كنت تعلمين أنّ ولدك يحبّ الحلويات أو الألعاب مثلًا وهذه الأغراض موجودة حيث عليك التواجد معه، حاولي تجنّب المرور من جانبها أو لا ترفضي طلبه.
 في كلتي الحالتين، ومهما كان قرارك، حاولي الالتزام به وتجنّبي تغييره بسبب البكاء.
 يمكن للأمر أن يكون قاسيًا في البداية، ولكنّه سيسهّل حياتك على المدى البعيد. الأمر نفسه ينطبق عندما يكون البكاء للفت النظر وجذب الانتباه. لا تظهري لابنك أنّه يمكنه التحكّم بك عبر بكائه.
تابعي وواظبي
أهلًا بك في أصعب مرحلة في العمليّة: حرب الإرادات.
عندما تتأكّدين من قرارك، أنّ طفلك غير معرّض للأذى وغير معرّض لأيّ ضغوطاتٍ، وأنّه يحاول ممارسة الضغط عليك، عليك أن تقفي وتلتزمي بقرارك حتّى النهاية.
فالبكاء سيزداد وبعض الأولاد يتركون انطباعًا بأنّهم يتعرّضون للتعذيب. وإن استسلمت في هذه المرحلة، فأنت تقولين لابنك أنّ عليه البكاء بكثرة لترضخي لطلباته، وعندها عليك أن تنتظري بكاءً أكثر في المرّة القادمة. إنّه أمرٌ قاسٍ في لحظته ولكن ذكّري نفسك دومًا أنّه سيسهّل الأمور عليك في المستقبل.
بعد مرور عاصفة الغضب، يمكن التحدّث لابنك عمّا حصل، وإعطاؤه طرقًا أفضل للحصول على مراده، ولكن في النهاية إن مانع الأهل أمرًا ما فإنّه أمرٌ ممنوع لا محال.
 لا أقول أن ليس لطفلك الحقّ في محاولة إقناعك، ولكن فقط أنّه لا يمكنه الفوز بمعركةٍ ضدّك. فالثمن المدفوع لا يساوي الراحة لفترة من بكاء طفلك.