كانت انتخابات 1978 التكميلية فى دائرة
الجمرك بالإسكندرية، بعد فصل الشيخ عاشور نائب الدائرة، وقتها رشح حزب التجمع
الاستاذ احمد مصطفى فى مواجهة مرشحى الوطنى والوفد، كانت معركة لم تعرفها
الاسكندرية من قبل، مؤتمرات حزب التجمع وندواته كانت ثورة فى الشارع السكندرى،
دائرة الجمرك هى نصف الاسكندرية وبها أجمل المطاعم والمقاهى، وأجمل النساء، بنات
بحرى .. لم يكن الاستاذ أحمد مصطفى معروفا لدى سكان بحرى، لكن المعركة كانت بين
نائب الشعب فى كرموز المقاتل ابو العز الحريرى وبين النظام، حتى أن أحد المواطنين
صرخ فى احد المؤتمرات، لو الراجل ده لم ينجح تبقى الانتخابات اتزورت، لم يكن هذا
المواطن يعلم ان ابو العز هو نائب كرموز، وفاز فى مواجهة رئيس وزراء مصر ممدوح
سالم.. فى يوم قرر التجمع مسيرة تدور بحوارى بحرى، وقرر النظام ضرب حزب التجمع،
وكان القبض على ابو العز وهو يقود مسيرة أهالى بحرى، رغم الحصانة، لكن الأمن لا يعترف
بها إلا مع تجار المخدرات.. رجعنا إلى المقر الانتخابى فى منزل والدة مرشحنا احمد
مصطفى، كان يأكل ملوخية، وكأن شيئا لم يحدث، سأله عم عيد صالح رحمة الله عليه، فين
ابو العز يا أحمد، عم احمد مستغرق فى طبق الملوخية، عم عيد تانى، فين ابوالعز يا أحمد،
ما فيش فايدة، احمد مصطفى غرقان فى الملوخية، عم عيد صرخ، فين ابو العز يا احمد،
اخيرا نطق المرشح، ضربونا وخدوا ابو العز أمن الدولة .. ومن أمن الدولة إلى خارج
مجلس الشعب، لكنه يعود مرة اخرى فى الانتخابات التكميلية لدائرة محرم بك، ثم يعود
مرة ثالثة فى انتخابات 2000، ومرة رابعة فى 2011، ويظل رغم خسارته، فى اوقات
الظلام، هو نائب الشعب، ابو العز الحريرى .. الآن نائب الشعب يقاتل السرطان، مزيدا
من الدعوات والصلوات .
