يرى البعض أن نجاح رجب طيب أردوغان فى انتخابات الرئاسة التركية بنسبة تجاوز 51% بقليل هو مؤشر على توطيد رئاسيته فى تركيا ربما لفترتين (عشر سنوات)، وهو ما دفعه للكلام بثقة لا ينقصها الغرور عن تركيا (2023) سابحًا فى أنغام الأغنية التى ألفها له خلصاؤه ومريدوه بمناسبة الانتخابات:
(أشرقت شمس جديدة على بلادى وحل على أرضها أمل جديد بإرادة قوية وقلب كبير).
نعم.. نحن أمام رئيس سيتعامل برئاسية مطلقة مع مواطنيه، والدول الأخرى فى المنطقة، يدفعه إلى ذلك خلل نفسى كبير يجعل منه رجلا مصابًا بجنون العظمة "البارانويا" والعصبية الشديدة التى تسود تصرفاته.
ربما يظهر ذلك النزوع مبكرًا جدّا فى رغبته أن يجمع بين رئاسته للجمهورية ورئاسته لحزب العدالة والتنمية.. الأمر الذى لم يرتح إليه الكثيرون من أعضاء الحزب، كونه يعنى (الاحتكار السياسى) فى واحدة من أسوأ صوره وأخطرها، إذ أبدى الرجل الذى سيحتكر كل تلك السلطات من "نزوات السيطرة" الكثير – خلال أزمة "چيزى بارك" فى مايو 2013 وأشعر مواطنيه أنه رجل غير مأمون ديمقراطيّا.. وما زالوا – جميعا – يذكرون كيف وصف المعارضة بأنها: (حثالة)!
هو – حتى – لا يستطيع أن ينظر بقبول (تعددى) لوجود جماعة الخدمة الإيمانية التى يرأسها عبد الله جولن ويصفها بأنها (دولة داخل الدولة) لمجرد أنها تختلف معه.
نحن أمام رئيس كذاب لديه ألف قناع يختار من بينهم ما سوف يظهر به أمام الناس، فإذا كان على أبواب انتخابات ويريد دغدغة عواطف ناخبيه المعادين لإسرائيل، فلا مانع عنده من الحديث عن (الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل للفلسطينيين).. وإذا كان فى ظرف آخر فهو ينغمس فى التعاون العسكرى مع إسرائيل، ويتمرغ فى فضاءات عقد اتفاقات تدريب الطيارين، وتزويد بعض الطائرات التى تستوردها تركيا بأجهزة رادار إسرائيلية، لا بل وباتت مسألة التحالف الاستراتيجى بين الدولتين الشقيقتين (تركيا وإسرائيل) معروفة على الكلية والتفصيل.
أردوغان يتكلم عن صيغة يجمع فيها حكمه بين الإسلام والديمقراطية، وينتقل فيها بتركيا بين العلمانية الفرانكفونية الأتاتوركية الأصولية المتطرفة المعادية للدين والقوميات غير التركية، إلى العلمانية الأنجلوساكسونية (العلمانية المؤمنة) التى تعترف بالدين وبالقوميات غير التركية، ولكنه يرتبط إقليميّا بأشكال من التنظيمات المتأسلمة المتطرفة التى لا علاقة لها بأى من العلمانيتين، فهو حليف التنظيمات الجهادية المتشددة فى سوريا، ونصير منظمة الإخوان الإجرامية فى مصر.
هو – كذلك – يندمج فى استرضاء الأكراد الذين كان أحد مرشحى الرئاسة ينتمى إليهم (صلاح الدين ديمير طاش) مرشح حزب الشعب الديمقراطى، وأردوغان – أيضا – مندمج فى مفاوضات سلام معهم.. ويشترك مع كردستان فى سرقة النفط العراقى وهو (ثروة سيادية) لا ينبغى التصرف فيها إلا بإذن الحكومة المركزية، ولذلك فقد هاج نائب رئيس الوزراء العراقى السابق حسين شهرستانى، وقرر استئجار شركة قانونية دولية لمطاردة شركة (بوتاس) التركية التى تشترك مع الأكراد فى سرقة بترول كركوك ونقله إلى ميناء چيهان التركى، أو ميناء عسقلان الإسرائيلى.
ولكن – من جانب آخر – يرتدى أردوغان الكذاب قناع العدو ويساعد داعش التى راحت تتقدم إلى كردستان محاولة التمدد على أراضيها.
إذا قدر هذا الرئيس الكذاب (رقم 12 فى تاريخ تركيا) أن يبقى فى الحكم للدورتين اللتين خطط لهما، ستكون مدة رئاسته هى الأطول فى حكم تركيا بعد أتاتورك.. وإن حقق فيها مواصلة لإنجازه الاقتصادي الذى جعل من تركيا رقم 25 بين اقتصادات العالم، فإن النموذج الذى قدمته لنا تركيا ساده الفساد فى أوضح صوره، سواء بما عرفناه عن ابن شقيقته الذى زادت ثروته 150 مليون دولار فى الأسبوع الأول لتولى أردوغان منصب رئيس وزراء، أو بما عرفنا به عبر التسريبات التى استمعنا إليها فى تسجيلات مقرفة جدّا لأردوغان.
هذا الرئيس الكذاب لبس قناع تحسين العلاقات مع الجيش، وإطلاق سراح قادته الذين سجنهم، هو – كذلك – الذى ردد وكرر خلال حملته الانتخابية أنه مصرّ على إبعاد الجيش عن حلبة السياسة، ونذكر أن الإخوان المجرمين فى مصر استماتوا فى تحقيق ذلك النموذج وفشلوا، وينوب عنهم أردوغان – الآن – فى معاداة المؤسسة العسكرية المصرية، والتهجم على رمزها (الرئيس السيسى) بنحو يومى تقريبًا.
هذه هى بعض ملامح السنوات التركية القادمة فى ظل الكذاب أردوغان رئيسًا.
(أشرقت شمس جديدة على بلادى وحل على أرضها أمل جديد بإرادة قوية وقلب كبير).
نعم.. نحن أمام رئيس سيتعامل برئاسية مطلقة مع مواطنيه، والدول الأخرى فى المنطقة، يدفعه إلى ذلك خلل نفسى كبير يجعل منه رجلا مصابًا بجنون العظمة "البارانويا" والعصبية الشديدة التى تسود تصرفاته.
ربما يظهر ذلك النزوع مبكرًا جدّا فى رغبته أن يجمع بين رئاسته للجمهورية ورئاسته لحزب العدالة والتنمية.. الأمر الذى لم يرتح إليه الكثيرون من أعضاء الحزب، كونه يعنى (الاحتكار السياسى) فى واحدة من أسوأ صوره وأخطرها، إذ أبدى الرجل الذى سيحتكر كل تلك السلطات من "نزوات السيطرة" الكثير – خلال أزمة "چيزى بارك" فى مايو 2013 وأشعر مواطنيه أنه رجل غير مأمون ديمقراطيّا.. وما زالوا – جميعا – يذكرون كيف وصف المعارضة بأنها: (حثالة)!
هو – حتى – لا يستطيع أن ينظر بقبول (تعددى) لوجود جماعة الخدمة الإيمانية التى يرأسها عبد الله جولن ويصفها بأنها (دولة داخل الدولة) لمجرد أنها تختلف معه.
نحن أمام رئيس كذاب لديه ألف قناع يختار من بينهم ما سوف يظهر به أمام الناس، فإذا كان على أبواب انتخابات ويريد دغدغة عواطف ناخبيه المعادين لإسرائيل، فلا مانع عنده من الحديث عن (الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل للفلسطينيين).. وإذا كان فى ظرف آخر فهو ينغمس فى التعاون العسكرى مع إسرائيل، ويتمرغ فى فضاءات عقد اتفاقات تدريب الطيارين، وتزويد بعض الطائرات التى تستوردها تركيا بأجهزة رادار إسرائيلية، لا بل وباتت مسألة التحالف الاستراتيجى بين الدولتين الشقيقتين (تركيا وإسرائيل) معروفة على الكلية والتفصيل.
أردوغان يتكلم عن صيغة يجمع فيها حكمه بين الإسلام والديمقراطية، وينتقل فيها بتركيا بين العلمانية الفرانكفونية الأتاتوركية الأصولية المتطرفة المعادية للدين والقوميات غير التركية، إلى العلمانية الأنجلوساكسونية (العلمانية المؤمنة) التى تعترف بالدين وبالقوميات غير التركية، ولكنه يرتبط إقليميّا بأشكال من التنظيمات المتأسلمة المتطرفة التى لا علاقة لها بأى من العلمانيتين، فهو حليف التنظيمات الجهادية المتشددة فى سوريا، ونصير منظمة الإخوان الإجرامية فى مصر.
هو – كذلك – يندمج فى استرضاء الأكراد الذين كان أحد مرشحى الرئاسة ينتمى إليهم (صلاح الدين ديمير طاش) مرشح حزب الشعب الديمقراطى، وأردوغان – أيضا – مندمج فى مفاوضات سلام معهم.. ويشترك مع كردستان فى سرقة النفط العراقى وهو (ثروة سيادية) لا ينبغى التصرف فيها إلا بإذن الحكومة المركزية، ولذلك فقد هاج نائب رئيس الوزراء العراقى السابق حسين شهرستانى، وقرر استئجار شركة قانونية دولية لمطاردة شركة (بوتاس) التركية التى تشترك مع الأكراد فى سرقة بترول كركوك ونقله إلى ميناء چيهان التركى، أو ميناء عسقلان الإسرائيلى.
ولكن – من جانب آخر – يرتدى أردوغان الكذاب قناع العدو ويساعد داعش التى راحت تتقدم إلى كردستان محاولة التمدد على أراضيها.
إذا قدر هذا الرئيس الكذاب (رقم 12 فى تاريخ تركيا) أن يبقى فى الحكم للدورتين اللتين خطط لهما، ستكون مدة رئاسته هى الأطول فى حكم تركيا بعد أتاتورك.. وإن حقق فيها مواصلة لإنجازه الاقتصادي الذى جعل من تركيا رقم 25 بين اقتصادات العالم، فإن النموذج الذى قدمته لنا تركيا ساده الفساد فى أوضح صوره، سواء بما عرفناه عن ابن شقيقته الذى زادت ثروته 150 مليون دولار فى الأسبوع الأول لتولى أردوغان منصب رئيس وزراء، أو بما عرفنا به عبر التسريبات التى استمعنا إليها فى تسجيلات مقرفة جدّا لأردوغان.
هذا الرئيس الكذاب لبس قناع تحسين العلاقات مع الجيش، وإطلاق سراح قادته الذين سجنهم، هو – كذلك – الذى ردد وكرر خلال حملته الانتخابية أنه مصرّ على إبعاد الجيش عن حلبة السياسة، ونذكر أن الإخوان المجرمين فى مصر استماتوا فى تحقيق ذلك النموذج وفشلوا، وينوب عنهم أردوغان – الآن – فى معاداة المؤسسة العسكرية المصرية، والتهجم على رمزها (الرئيس السيسى) بنحو يومى تقريبًا.
هذه هى بعض ملامح السنوات التركية القادمة فى ظل الكذاب أردوغان رئيسًا.