يبدو اننا أصبحنا في بلد
"الكباري والطرق" أهم لديها من صحة المواطن، حيث تعيش مناطق كثيرة تحسب على
العاصمة مأساة لا تنتهي، بسبب عدم وجود صرف صحي مغطي، والاعتماد على عربات الشفط والرمي
في "الرشاحات"، حيث تقوم المنطقة كلها على مجموعة من الرشاحات والترع الصغيرة.
منذ أن تطأ قدمك منطقة المرج، تري مياه الصرف تغطي الارض وتعوق الحركة،
ولو تعمقت أكثر لرأيت مشاهد غير إنسانية، بيوت غارقة في المجاري، واسر كاملة تعيش على
ضفاف "الرشاح" والذي يمتلأ بالقمامة وروث المصانع والمدابح الموجودة بالمنطقة.
يعلم جلال السعيد، محافظ القاهرة، أن منطقة
المرج مرورا بمؤسسة الزكاة، لديها تلك الأزمة، ففي أول أغسطس عندما قام بزيارة كوبري
مؤسسة الزكاة والذي يربط بين حي المطرية وحي المرج بطول 1000 متر وعرض 17 مترا، بتكلفة
إجمالية 150 مليون جنيه !!!، وصلت سيارة شفط قبل وصوله لسحب مياه الصرف الصحى التي
تراكمت بداية من قطاع المرج للأمن المركزي.
فيما قام أحد المواطنين بعرض فيديو مصور،
يوضح له وضع انتشار مياه الصرف الصحي بالمنطقة، وأضرارها على الأهالي.
أكد لنا المواطنون أن الأمر هنا اصبح بائس
وقد اشتكوا مرارا من ذلك، فالحي يعلم بذلك والمحافظ زار المنطقة منذ ايام وتم عرض الأمر
عليه، إلا إن شكواهم كل مرة تصبح "شو روتيني" للمسؤولين.
3 آلاف جنيه
وأكد أحمد السويسي، أحد سكان المنطقة، أن المنطقة هنا تقوم على نفوذ "العرباوية"، مشيرا إلى انها مقسمة إلى ثلاث مناطق، منطقة الشيخ "عيد أبو رشيدة" ومنطقة "الشيخ سعيد حوشان" ومنطقة الشيخ "ناصر الصعيدي"، وهم من يقومون بحفر الصرف الصحي الأهلي بعد أخذ ثلاثة آلاف جنيه من المواطن البسيط، وهناك مواطنون لا يقدرون على دفع ذلك المبلغ.
وأشار مواطن آخر أنه لا يستطيع دفع ذلك
المبلغ لأنه عامل "استورجي" وعمله ليس له ربح ثابت، ويعول اسرته وامه.
فيما أكد آخر، أنه مستعد أن يقوم بجمع
أموال من المنطقة في سبيل أن يتم عمل صرف صحي حكومي وليس أهلي، موضحا انهم يقومون بإحضار
عربات شفط كل أسبوع، واحيانا الناس تترك المياه بجانب بيوتها وتكون "رشاحات"
صغيرة، لأنها غير قادرة على الدفع كل أسبوع.
تبعية المنطقة
والجملة الشهيرة للمواطنين بالمنطقة
"احنا مش على الخريطة"، موضحين انهم يتبعون كهرباء حي السلام والمياه لحي
المرج وهو أمر يربكهم احيانا، مشيرين إلى أن الأمر ليس مقتصر على هذا فقط بل يقوم أيضا
على نظام "الممارسة" في الكهرباء والذي يتضمن الاتفاق بين المواطن وشرطة
الكهرباء على سداد رسوم كل 3 أشهر، مقابل توصيل التيار دون ربط قيمة هذه الرسوم بالقيمة
الفعلية للاستهلاك، مما يؤدي إلى تحايل البعض على القانون وسرقة البعض للتيار الكهربائي.
مهما شرحنا لكم حجم المعاناة التي يعيشها
سكان منطقة "مؤسسة الزكاة" بالمرج فلن تستطيع أن تتخيل منظر البيوت التي
يعيش فيها البعض منها، وسنترك الصور توضح لكم، عل وعسي يصحو ضمير مسئولي الحي والمحافظ.
