تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
استعراض مسلح باسم كتائب حلوان يذكرنا باستعراض ميليشيات الأزهر، وكأن مصر بلد التجارب للإرهاب، ولكن المؤكد أن التعامل مع تلك الصور بسخرية وخفة يؤدي لكوارث يدفع ثمنها الأجيال القادمة، وأن اجتثاث تلك المشاهد وصانعيها هو الحل الوحيد من أجل مصر مدنية حديثة.
العالم كله يستكثر علينا ذلك الحلم البسيط، فيدفعون بكل ما أوتوا من شر نحو تحويل مصر إلى بركة دماء طائفية، لكننا متمسكون بحلمنا الإنساني الراقي وسيتحقق.. لسبب بسيط وهو قوة إرادة الحالمين بمصر الحقيقية، مصر التي علمت الدنيا الحضارة من أسرار الزراعة لعلوم الهندسة، مصر التي أقسم موتاها في الزمن القديم أنهم لم يلوثوا النيل، بكل هذا الرقي نجد أنه من المستحيل أن يقبل أبناؤها الآن أن تلوث صفحتهم بهمجية ودموية التأسلم السياسي.
نعرف أن المخطط الذي حيك لمصر بليل واسع وشامل، ولكننا نعرف أيضاً قدرة الفرعون المصري على دحر الغزاة، وعلى هزيمة أعداء الحياة، أما الذين ارتدوا السواد في حلوان وغطوا وجوههم فسوف تفضحهم المرحلة القادمة، وقتها لن تكون الفضيحة والعار لمن ارتكبوا ذلك الجرم وحدهم، ولكن من المؤكد أنه سيتم كشف وفضح من وراءهم سواء كانت دول معادية أو تنظيمات دولية عميلة، وقتها سترفع بلادي رأسها عالياً منتصرة، ووقتها نعلن انتصار الحضارة والتنمية على التخلف والظلام، بالرغم من وقوعنا الآن بين سندان الإرهاب ومطرقة الفساد.
والمعركة التي تدور رحاها الآن لن يفهمها المبتسرون في السياسة والنهابون في الاقتصاد من رجال الأعمال، لأنهم ببساطة لا يعرفون معنى الوطن، هانت عليهم مصر فخانوها وقت الأزمة، وفي اعتقادي أن هذا جرم عظيم، وأشير بالتحديد هنا لفضائيات تسير عكس الاتجاه ، تدعم الفوضى وتفقد البوصلة وتدعم الخراب من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
وأشير أيضاً إلى رجال أعمال، اكتنزوا الثروات من خير هذه البلد ويحاولون اليوم الهروب من الميدان ليبحثوا لأنفسهم عن ملاذ آمن يتسترون فيه من الفضيحة، حتى لو كان هذا الملاذ هو من خطط لتسليم مصر للإرهاب والخراب.
الحقيقة واضحة ولكنهم يرفضون الاعتراف بها، حقيقتنا هي أن مصر قادمة وبسرعة، تلك السرعة المحسوبة ستدهس ولا شك كل تلك الأشكال الطفيلية، ولن تنفعهم في تلك اللحظة لا أمريكا ولا غيرها.
ومن المهم هنا الإشارة إلى سوس صغير يعتقد أنه بعيد عن الصورة وأن جرائمه قد يفلت منها باختبائه المؤقت الذي يمارسه الآن ، ذلك السوس الذي عاش لسنوات حليفاً للإرهاب المتأسلم ومدافعاً عن حقوقه في إطلاق النار على المصريين ، ذلك السوس هو طابور المتمولين أصحاب الكروش المطاطية.
ولكن العجب العجاب هو أن الدولة المصرية، بينما تخوض حرب المواجهة ضد الإرهاب، وحرب التقشف من أجل التنمية، إذا بها في غفلة من الزمن قد صعدت ببعض من تلك الوجوه المشبوهة إلى عضوية مجالس مهمة يدفع مكافآتها الشعب المصري من ضرائبه المؤلمة، وتلك مفارقة غريبة ومثيرة وموضوع للحوار بين الكثيرين، فهل نفهم أن متخذ القرار قد خضع لابتزاز عصابة؟ هذا أمر غير مستقيم، فإذا قبلنا بمرور تلك السقطة فضمائرنا لا تسمح بتمرير المواجهة بالقطاعي، كتائب حلوان والسوس الصغير وفضائيات العار ورجال أعمال الخيبة، كلهم وجوه مختلفة لعملة واحدة، اسمها عملة الغدر فى المعركة والهروب من الميدان.