الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

حماس كما تريدها إسرائيل.. الجرف الصامد عملية مفتعلة بالاتفاق مع الحركة الهدف منها تركيع "أبو مازن"

حماس
حماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد : ناهد صادق
إشراف : رشا رمزي


لم تسفر عملية الجرف الصامد التي أعلنتها اسرائيل قبل اسابيع عن اي انتصار حقيقي علي الارض، إذ منيت اسرائيل بخسائر بشرية ومادية لم تشهدها منذ سنوات، هذا علاوة على الضغط الدولي على حكومة بنيامين نتنياهو الذي اصبح ملزما بالجلوس على طاولة المفاوضات وهو ما لم يكن في حسبانه منذ البداية، إذن لماذا بدأ نتنياهو هذه العملية من الاصل وهو يعلم مقدار الخسائر التي سيتكبدها الجيش الاسرائيلي .. و لمصلحة من؟
*حماس بالشكل الذي تريده إسرائيل

حقيقة أن اسرائيل ادركت الان أن نتنياهو لا يريد إلا حاكما في غزة هو حكم حماس منفردة، لكن بأي صورة، هو يريدها مكسورة ومستضعفة، حيث يبرر وجودها لنتنياهو رفضه التفاوض مع السلطة الفلسطينية (حكومة محمود عباس)، و هذا ما دلل عليه "بن كاسبيت" الكاتب بصحيفة معاريف أن "رغبة نتنياهو تلك تعود لاعتقاده بانه اذا سقطت حماس فسيحل أبو مازن مكانها، ليصبح الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وعندها سيكون مطالبا بأن يدخل في مفاوضات حقيقية، ويرى نتنياهو أن منع المفاوضات أهم من حسم المعركة مع حماس، وهذه حقيقة معلنة لا ينفيها نتنياهو".
من هنا سعت حكومة اسرائيل حثيثة لضرب البنى الاساسية في غزة علاوة علي المساكن والابراج والمناطق السكنية مما أعاد غزة عدة سنوات بل عقود إلى الوراء، كما سعت العملية أيضا الي الاستيلاء على الاراضي بالضفة الغربية عبر الاستيطان في ظل عملية الجرف الصامد، رغم أن تلك الممارسات مخالفة للقانون الدولي، وتخالف القانون الاسرائيلي ومحكمة العدل الاسرائيلية العليا بممارساتها الاستيطانية الداخلية، منتهجة سياسة "دق المسامير اليهودية في المناطق الفلسطينية" لمنع أي احتمال لحل سياسي إلا بشروط تفرضها الحكومة الاسرائيلية بعد اضعاف الوفد الفلسطيني.

*الجرف الصامد هدفها انقاذ كل من حماس وإسرائيل

ويذكر أن فكرة الانسحاب من الاراضي المحتلة وتفكيك المستوطنات خط احمر، يهدد المس بهذه الحكومة، لذا فالمفاوضات التي انتهت بالفشل بعد تسعة أشهر مثلت ذعرًا اسرائيليًا لأنها تفاوض على خطوط67، مما يعني الانسحاب الى الخط الاخضر وتفكيك المستوطنات بالضفة الغربية، والقدس، وتعالت الأصوات خلال حملة الجرف الصامد بإعادة احتلال غزة وإسقاط حكم حماس فيها، وهو الأمر الذي يتعارض مع المسيرة السلمية وأهدافها بإعلان دولة فلسطينية على حدود 67، لذا كانت عملية الجرف الصامد والتي كانت أسبابها مفتعلة الى حد كبير فلم يعرف الى الان من اختطف المستوطنين الإسرائيليين الاربعة الذين قامت الحرب بسببهم اصلا؛ وهل تحمل الحل للخروج من نفق المفاوضات التي فشل جون كيري فيها ولضرب حكومة الوفاق الفلسطيني في مقتل؟
فعلي الرغم من نقل صحيفة "يديعوت أحرونوت" ردود فعل وزراء المجلس الوزاري المصغر الكابينيت، حول التسريبات الأمنية التي نشرها مراسل القناة الثانية الاسرائيلية "أودي سيغال"، والخاصة بالثمن الذي ستدفعه اسرائيل حيال احتلالها لغزة، واعتبار الوزراء تلك التسريبات مقصودة لإخافة الجمهور من خيار احتلال غزة، وكشفت معاريف عن أن "القيادة العليا في إسرائيل تتحدث عن عدد القتلى المتوقع في صفوف الجيش الاسرائيليين والذي يتراوح بين الـ600 – 800 إذا ما قررت القيادة السياسية اعادة احتلال غزة، أو إسقاط حكم حماس، ناهيك عن عدد القتلى المتوقع بين المدنيين الاسرائيليين، بالإضافة الآلاف من القتلى الفلسطينيين، مما سيسيء بشكل أكبر لصورة إسرائيل، وارتفاع تكلفة الحرب التي ستبلغ 50 مليار شيكل سنويا، علي الرغم من كل ذلك اتخذ نتنياهو قرار الحرب، مما ادي الي تساؤل "شالوم يروشالمي" الكاتب بصحيفة معاريف "هل هؤلاء الساسة الفاسدون معنيون بكل تلك الأمور؟"، مشددا على أن "هؤلاء الفاسدين لا يريدون إسقاط حماس، وانما يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية".

*الغزو الاسرائيلي أفضل من السلام

ومن جهته نصح رئيس الاستخبارات العسكرية الاسبق "عاموس يادلين" ومدير مركز دراسات الامن القومي الاسرائيلي أن اتخاذ خطوة احادية الجانب افضل من ابرام اتفاق سيئ، وقال يادلين في مقالته بمركز الدراسات، إن الخطوة احادية الجانب ستجعل اسرائيل غير ملزمة، وحرة في خياراتها حيث يمكنها مواصلة ضرب حماس واضعافها، وهذه الخطوة لن تنجح إلا بالتنسيق الجيد مع الولايات المتحدة ومصر، شريطة ان يعتمد التنسيق مع مصر على العداء لحماس، اما التنسيق مع الولايات المتحدة فسيكون مشروطا باستعداد اسرائيل للسماح بالمساعدة لحل الازمة الانسانية على المدى القصير واستعداد اسرائيلي للتقدم في مسيرة سياسية – في المدى المتوسط.
وتاهت اراء المحللين السياسيين ما بين موقف نتنياهو، ومواقف وزراء الكابينيت فذهب كثيرون بقذف رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" واعتباره مجرد ارهابي وأنه الوجه الآخر للرئيس الفلسطيني السابق "ياسر عرفات"، وانه لا يصلح للتفاوض او ان يتسلم السلطة بغزة، واعتبره اصحاب هذا الفريق بانه ضعيف ولن يستطيع حماية السلطة حال قامت حماس بانقلاب آخر، بينما اعتبروا ان حماس لن تكون ضعيفة إلا بنزع سلاحها، وتصفية من رأتهم صقور فيها كـ"خالد مشعل"، و"محمد ضيف" بشكل خاص، وعلى الطرف الآخر، اعتبر فريق ان السلطة في غزة عن طريق الدعم المصري والاردني ودول الخليج سيكون أفضل لإسرائيل، وسيوطد علاقة اسرائيل بمحور الاعتدال بالمنطقة.

*ميناء غزة و ممر أبو مازن ضد المصالح الاسرائيلية

وحول مطالب حماس لوقف اطلاق النار، ورأي المحللين الاسرائيليين شأن اقامة ميناء عميق لغزة، فاعتبر اللواء احتياط "اليعيزير ماروم" قائد سلاح البحرية سابقا، بصحيفة "معاريف"، أن الدافع وراء مطلب حماس انشاء ميناء عميق بغزة هو لتأمين تهريب البضائع والأسلحة لها، مشيرا الى ان الميناء سيتحول الى ميناء ايراني – تركي، مما يمس بأمن اسرائيل القومي مباشرة، موضحا انه في حال اقامة ميناء في غزة سيطالب ابو مازن هو الآخر بممر بري حر من المراقبة الاسرائيلية مع الاردن وميناء جوي ايضا، ونصح ماروم بتنمية دولية لميناء العريش، ليكون الميناء المركزي لشمال سيناء وغزة، حيث سيحقق الهدف لغزة، وسيساعد مصر على تعزيز التعاون مع القطاع واسرائيل، ويستمر ميناء غزة كما هو ميناءً للصيد .
واعتبر المحللون السياسيون بالإجماع أن فشل المفاوضات الجارية في مصر حول وقف إطلاق النار سيقود حتما الى جر حماس اسرائيل الى حرب استنزاف، وهو الأمر الامر الذي تؤكد القيادة العسكرية على أنه لن يحدث، وان اسرائيل ستوجه ضربات حاسمة لغزة، في اطار سعي اسرائيل لترسيخ حالة الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية، وقد حرر جهاز الامن العام الاسرائيلي، الشاباك وثيقة تدعي بأن حماس بالضفة الغربية سعت الى القيام بانقلاب على السلطة الفلسطينية ومن ثم السيطرة على السلطة في الضفة ايضا، وتزامن ذلك التسريب مع قيام رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" بزيارة "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" بقطر، لحثه على قبول المبادرة المصرية بوقف اطلاق النار، واكدت وثيقة الشاباك على ان الانقلاب المزعوم كان بالتنسيق بين مشعل بقطر، و"صالح العاروري" القيادي بقطر، إلا أن مساعي تمديد الهدنة لـ24 ساعة نجحت، مع التلويح بانه اذا فشلت مساعي القاهرة فان مجلس الامن الدولي سيصدر قرارا ملزما بوقف النيران.