تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
البسيط يسقط مرة والغبى يسقط مرارًا "قلت دائمًا" العالم الإسلامى أجمع يقف ويتنظر تحرك الغرب ليؤكدوا على أنهم دمى فى سوق السياسة العالمية".
هذه حقيقة فقد انتظرت شعوب وملوك ورؤساء المنطقة الضربات الأمريكية لسفاحى داعش، معتقدين أنها تخلصهم من المارد الجديد الذي بكل تأكيد سيسحق نظمهم وتواطئهم مهما قدموا لهم من دعم.
ودارت وسائل الإعلام وسياسيين معجبين بالضربات الأمريكية معتقدين أنها- حسب تصريحات أوباما- لمنع تصفية ومذابح الأقليات "الأيذدية" من يد داعش، معتقدين أن كلمات الرئيس الأمريكى تعنى استيقاظ الضمير الأمريكى، وصاح الكل أن داعش ليست صناعة أمريكية ولا قطرية ولا تركية، مستشهدًا بالضربات التى أطلقتها الطائرات.
ولكن الواقع يؤكد أن داعش باق والضربات الأمريكية هى ستار لضغط الرأى العام الأمريكى على الرئيس الديمقراطى الذى أظهر أمريكا على حقيقتها، فهى تلعب بكل الأوراق لصالحها، وأن الضربات ليس فقط للرأى العام إنما هى درس لداعش نفسها ألا تخطو خطوة خارج الإطار المرسوم لها من قبل المخابرات الأمريكية والهدف الرئيس من الضربات هى الخوف من تخطى داعش الخطط المرسومة ومحاولاتها غزو كردستان العراق التى هى مقر لكبرى الشركات العالمية الأمريكية، وأهم منطقة نفوذ أمريكى للبحث عن البترول، وهذا هو السبب الحقيقي، هو حماية مصالحها فقط، وتصريحات أوباما غير صادقة ومحاولته ارتداء ماسك القيم الإنسانية وحماية الأقليات هذا كلام للإعلام فقط.
فأمريكا هى التى عضدت داعش والدول الخليجية فى سوريا لإسقاط الأسد، وإضعاف الجيش السورى، والدول الخليجية بأموالها ساهمت فى خلق داعش، وأمريكا أشرفت على تفريغ سوريا من مسيحييها وتهجير المسيحيين وقتل العديد منهم وهى أمريكا نفسها التى قامت بقبول استيلاء داعش على الموصل ونينوى وتفريغ المكون الرئيس.
أمريكا نفسها تسلك سلوك قطر تماما فالإعلام هناك مسيس وإدارة أوباما هى التى هددت فوكس نيوز ليصمت على مذابح المسيحيين فى سوريا والعراق، وجعلت سي إن إن تغمض العين على مذابح المسيحين وتتبنى سلوك وأفكار قناة الجزيرة فى مصر للدفاع عن الإخوان.
يخطئ من يحسن الظن بأمريكا، وعليه فقط أن ينظر لهذا الأسطول من السيارات التويوتا موديل 2015 الذي سلمته لداعش، بل وهناك سيارات هامر، يخطئ من يظن أن الإدارة الأمريكية استيقظ ضميرها اليوم فالسي إن إن قامت بتغطية الضربات الأمريكية للداعشيين أصبحت الميديا تتحدث عن اضطهاد المسيحيية وبل وذبح الأطفال المسيحيين والأيذديين هناك علاوة على قتل وتهجير الصابئة والمندائيين.. فجأة تحولت إلى صوت صارخ يظهر ويتحدث عن حقائق اضطهاد تصفية الأقليات وعن تطهير ومذابح.. الآن بعد أن كثر ضغط الرأى العام ولكن الحقيقة أن أمريكا لا تخدم إلا نفسها، وضرب داعش لن يستمر طالما داعش تسير على الخطة ولا تشكل أى تهديد للمصالح الأمريكية.
فلماذا لم تسلح أمريكا الجيش العراقي منذ البداية؟! ولماذا لم تخبر مخابراتها القيادات العراقية بتحركات وتجمعات داعش منذ البداية؟! لماذا تصمت على احتلال مدن وتصفية قرى بكاملها؟! وللأسف هلل العديد معتقدًا أنها نهاية للنظام الأكثر دموية فى القرن الواحد والعشرين، ولكنها ليست ضربات إنها شد أذن لكى يسير على الخطط وليظهر أوباما أنه رئيس دولة بالأخلاق وقيم ولكن الواقع أنها المصالح، وأن أمريكا ستبقى داعش لتهديد الدول الخليجية وإيران أيضا ليسير الكل حسب الخطط والرؤى الأمريكية لتقسيم المنطقة لتتطاحن وتتناحر الشيعة والسنة وتنهك كل القوى وتبقى قوة واحدة في المنطقة.
وللأسف مازال رؤساء الدول العربية بالمنطقة يصرون أن يكونوا مفعولا ولا يكونوا فاعلا، مازالوا يهللون للتآمر الأمريكى على المنطقة، ومازال العديد من الأغبياء يعتقد أن أمريكا دولة لها قيم وإعلام حر... فسياسة الرئيس الأمريكى الداخلية أكثر فجاجة وقهره للمعارضين من دول الشرق الأوسط، والكبح واللجم الإعلامى يسير على نهج الشرق تماما، والتنكيل بالمعارضين يسير على قدم وساق فى أمريكا ذاتها وسطوة الرئيس فاعلة ولكن الأقنعة سقطت ليظهر الوجة الحقيقي لإدارة أوباما.. ولا عزاء للشعب الأمريكي.