الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التقرير والفض وبكارة الحقوقيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمخض الجمل وولد فأراً، هكذا أرى تقرير منظمة المخابرات الأمريكية المسماة بـ"هيومن رايتس ووتش"، حيث ذهب تقريرهم عن فض اعتصام الإرهاب المسلح في إشارة مسجد رابعة العدوية إلى متناقضات كثيرة، فبينما يرمي باللوم على تقنية الفض ويلف ويدور ليحاول إدانة دولة 30 يونيه، نجده يرجع ليعترف أن خمس عشرة بندقية آليه كانت بحوزة المعتصمين، المهم هنا ليس التقرير ولا ما جاء به، وذلك على اعتبار أن المنظمة التي تصمت على جرائم إسرائيل في أراضينا المحتلة وتحاول التلاسن على دولتنا، التي نحاول بناءها بعد أن خربها المتأسلمون، هي منظمة لا تستحق عناء النظر إليها.
المهم في هذه القصة هو التأكيد من جديد أن بمصر طابورا من الذين باعوا وطنهم بحفنة دولارات قذرة، يضم هذا الطابور من سموا أنفسهم "نوشتاء" و"حكوكين" – حسبما ينطقها من يستمع إليهم تندرا- حيث كشف هؤلاء عن وجههم القبيح بمجرد أن نطق سيدهم الساكن في البيت الأبيض، فبعد أن تواروا خجلاً منذ شهور، جاء التقرير ليفتح علينا قمقمهم من جديد ليخرجوا مروجين لأكاذيب التقرير ومؤكدين على عمق خيانتهم لتراب هذا الوطن، ليس هذا فقط بل ذهب بعضهم في غيه للمطالبة بالتدخل الأجنبي في مصر، حدث هذا في لقائهم مع بعض رؤوس الفتنة الغربيين الذين زاروا القاهرة.
ولو كانت المعركة ضد تيار التأسلم الإرهابي وحده لكانت معركة سهلة ولكان حسمها مضمون بيد الشعب لا بسلاح دولته، ولكن المعركة متعددة الأطراف مربكة، فما زال بيننا من يتشدق بالجملة الثورية داعياً للعيش والحرية بينما يرتع هو في جاتوه التمويل مستمتعاً بعبودية الممول، هذا النفر الحقير من الناس صار خطراً حقيقياً، ليس لقدراته الخرافية – نعم مشتقة من خروف – ولكن من قدراته المؤثرة كنخر السوس.
تلك الذيلية التي يعيشها تيار الحكوكيين تجعل المتابع يلعن اليوم الذي تعلم فيه هؤلاء حروف الابجدية، لم نر منهم فكرة منصفة ولا خطوة جادة لعمل حقيقي على الأرض ولا رؤية عادلة للأحداث المصيرية في مصر.
صار ذلك الطابور المشبوه دعاة حقيقيون للإرهاب فعندما نتذكر تصريح البلتاجي بتوقف العنف في سيناء في ذات اللحظة التي يتراجع فيها السيسي عن قرار عزل مرسي وبين سعادة الحكوكيين بتواصل استشهاد أفراد الجيش حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة فصمتهم تأييد للقتل، نعرف من ذلك أنهم وجهان لعملة رديئة واحدة.
تقرير المنظمة الأمريكية وأزلامها بمصر لن يغير من مستقبل بلادنا شيئاً ولكنه سيضع العار على رأس المتخاذلين عن معركة مصر في مواجهة الإرهاب، نعم العار الذي أدمنوه كشذوذ اتجاهاتهم، ولو أرادوا معرفة موضع أقدامهم أتحداهم لو استطاعوا عرض تقريرهم على أي مقهى شعبي في أي مكان بطول مصر وعرضها، لثقتي أن هذا الشعب سيلقنهم درساً بليغاً طباشيره الأحذية والسبورة هي أجساد المتمولين.
الذاكرة المصرية لم تمت وما زالت تصريحات منصة رابعة التي أهدرت دماء المصريين ترن في أذن من لديه حس حقيقي، واللحية المشوهة التي قالت سنواجههم بالانتحاريين والسيارات المفخخة قد صدقت وعدها فلماذا إذًا ردت الدولة كرامة أبنائها.. غضبت الووتش وصبيانها بالداخل.
تدور المعركة بينما يغلق المتربصون عيونهم عن إنجازات حقيقية تولد على أرض المحروسة ليس الحد الأدنى والأقصى للأجور أولها ولا ازدواج قناة السويس آخرها، نسعى لبلد ترفرف عليه راية التقدم والمدنية والمواطنة والعدالة، بلد ينبذ العنف والإرهاب والتخلف والتبعية والخيانة، وطالما عرفنا الطريق فنحن عليه سائرون، وعلى الطريق سيتساقط الكثير من الاقنعة فلا تبكوا عليها وانطلقوا نحو الهدف المنشود، ووقتها فقط سيعلم النوشتاء أن معركتهم من اجل الحفاظ على صنبور التمويل مفتوحا بأي ثمن قد انتهت، وان النهاية جاءت بسبب انتصار العقل الجمعي المصري الحقيقي في الحارات والشوارع والمصانع، ولأن المصريين ليسوا كما توهم هؤلاء الحكوكيين مجرد علب صفيح صدئة دورهم ان يغطونها بطلاء طيني ليدفع الخواجة.