إشراف: سامح قاسم
إعداد: إسراء عبد التواب
آمن أن محبة الوطن لابد وأن تكون مقرونة بالصدق حتى يستطيع دائما أن ينهض ويبقى ضد كل احتلال غاشم. هو شاعر المقاومة الذي كان نبض قلبه يرتجف على إيقاع الوطن. كتب ليقول:" إن ما تحبه صادقا هو الذي يبقى/ إن ما تحبه صادقا هو موروثك الحقيقي.
هو من جيل الرواد الذي يصارع سرطان الكبد منذ زمن طويل.، يهزمه تارة وينتصر عليه تارة، ليظل الآن راقدا في مدينة "صفد" في منطقة الجليل بالشمال الإسرائيلي وهو محاط بدعاء محبة الجماهير العربية. الشاعر العنيد في وجه الظلم والموت. مثل حجرا في زاوية الرعيل الأول لشعراء المقاومة الفلسطينية هو ورفيقه الشاعر الراحل محمود درويش كعلامتين بارزتين في تاريخ الشعر الفلسطيني. حفرا اسميهما بمداد ممزوج بالحنين الموجوع للبلاد، وظل حلم العودة يطاردهما في زمن الإبعاد...
لا يمكن أن نصف الشاعر الفلسطيني سميح القاسم إلا بأنه نبض فلسطين وروحها. قاوم الوحشية الإسرائيلية، فوجد نفسه في مرمى نار العدو قاومها بشجاعة نادرة فقام باعتقاله أكثر من مرة.
حاول التحرر من رؤية القيود ومن عبئ الجمهور وهو يتجاوزه، ويكتب عن فلسطين الأرض ويدخلها إلى ذاته الخاصة ليعيد اكتشافها من جديد فحملت أشعاره لونا من الغضب الثوري الذي أدرك جيدا المسافة ما بين القصيدة السياسية المفتعلة وذات الصوت العال، ومابين القصيدة التي تنتمى لقضية وتعبر عنها، وتمزج الخاص بالعام لتخلق فنا شعريا قادرا على تحدى الحدود للتعبير عن قهر الضحية
" وعندما كان الاحتلال يغتال روحه كان يكتب من زنزانته:
"من كوة زنزانتي الصغرى
أُبصر أشجارًا تبسم لي
وسطوحًا يملأها أهلي
ونوافذ تبكي وتصلي
من أجلي.. من كوة زنزانتي الصغرى"..
ظل يلاحق الشاعر ملامح وطنه في أشعاره. يبعث رسائل حماسية إلى شعبه أن عليهم أن يسلكوا طريق الانتفاضة ضد الإحتلال فيلقى قصيدة توفيق زياد ليفجر جرأة الصغار على المواجهة،
"أناديكم
أشد على أياديكم
أبوس الأرض
تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
بين الزرقاء ورامة.. طفولة مفقودة
لم يكن يعرف أن القدر سوف يجعل طفولته تولد تحت إحتلال غاشم.
كان يعربد بين أشجار الزيتون هو وأصدقائه حتى وجد نفسه عربي أمام احتلال يشن حملات اعتقال ومواجهة للفلسطينيين في موسم حصاد "الزيت والزيتون"، ومع بدء النكبة انقلب المشهد إلى دم أراده الكيان الصهيوني.
الطفل كان متمردًا ويمكن وصفه بأنه "الساخر الصغير" فمنذ طفولته كان لا يكف عن ملكة السخرية ممن لا يحب.
كان يسخر من معلمه الذي كان يضايقه فبدأ في هجائه بالشعر، وعلى يديه انطلق غضب الشعر ومارس عليه هجاء شعره، فبدأ في الهجوم بقصيدته عليه. هنا تنبه معلم نبيل يدعي إلياس الحذوري لنصحه وهو يقول له:" لا تأتي بالقصيدة دعها تأتي إليك"
ويلاحظ الشاعر عندما يولد وسط معلم يطبطب على كتف الموهبة ويدلها على الطريق الصحيح.
حتى لا يتبدد الجهد على من لا يستحق.
هنا تنبه "القاسم" أن عليه ألا يبدد شعره فيما لا يفيد ويخدم نضج موهبته، ومن الطفولة سيصادقه الألم ليفجر كل المعاني الجميلة والإنسانية، والتي لن يكف الاحتلال عن اغتيال براءتها في الأرض المحتلة ما أصعب أن تواجه طفولتك البريئة التي لا تعرف سوى الحب والسلام
لتكبر فجأة عندما ترى الدم لا يميز بين مسيحي ودرزي ومسلم. كيف تكون مخيله الطفل الفلسطيني الذي لم يغادر بعد حضن دبدوبة ولعبته الصغيرة.
ليجد أن عدوا يصر على أن يمنحه سنوات كبيرة فوق عمره دفعه واحده ليخرجه من الخيال والدهشة ويرميه إلى واقع عبثي وبائس لحد لا يطاق.. هذه الآلام لم يستطع "سميح القاسم " أن ينساها كطفل فلسطيني فكتب عن تلك الذكريات في سيرته الذاتية والتي حملت عنوان " إنها مجرد منفضة"، وهو يلونها بالأبيض والأسود.. سيكبر الطفل ويجد نفسه في مواجهه عدو خبيث يقوده "بن غوريون" وهو يحدث تفرقة طائفية وعرقية بين الفلسطينيين، وردا على هذه التفرقة.
سينفجر الشعر بقلب "سميح القاسم " فيكتب "مواسم الشمس " لينعي فيه عدالة الأرض ويقول:
"أنت تشرب القهوة على شرفة عمري
وأنا أحصي همومي ومواليدي
في خيام وكالة الغوث
لا عدالة في ذلك
ومع" مواكب الشمس" سينضم الشاعر إلى" جبهة الشبان الدروز الأحرار" شبه السرية تيمنا باسم ثورة الضباط الأحرار"،وردا على مواقفه من الاحتلال سيطرد من وظيفته كمدرس في وزارة المعارف فيكتب قصيدة " خطاب من سوق البطالة" لتشتهر القصيدة وتعرف لاحقا باسم "سأقاوم". ستنطلق مسيرته الإبداعية مبكرا، في الثلاثين من العمر وهو يكتب ست مجموعات شعرية متميزة،فتنال إعجابا كبيرا في العالم العربي.
درويش وسميح صديقان في الحب والموت.
ظلا توأمين في رحم القصيدة يحملان القلق أينما حلا وهما يدافعان عن الضمير الإنسانى.
هكذا كان مصير كلا من الرفيقين سميح القاسم، ومحمود درويش.
بكى " القاسم" على رفيقه عندما توفى كان يشعر أنه خانه فجأة حين رحل وأخذ معه كل ذكريات العمر دفعة واحدة ليستأنس بها في قبره، ويتركه في الحياة وحيدا دون أن تؤنسه روحه الرقيقة.
هنا بكى بكاءا مؤلما، وما أشد البكاء من الداخل. الدموع قد تتدفق لتطهرنا على حزن من نحب، لكن القصيدة تظل في الحلق غصة وهى تعبر عن ألم الرحيل. يستحث الشاعر ذاته على كتابتها حتى يتخلص من مسدات الوجع، ويظل يتتبع الكلمات حتى تنفجر بقلبه وتستحث قلمه على كتابتها وهو يرثى صديقه ويقول:"
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيدًا.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقًا،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟.. يصمت وهو يتذكر صديقه، وكل الذكريات التي رحلت معه فيكتب ماضيه معه بوجع...
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهةْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبحة
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسبحة
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموت
علاقة الصداقة بين "القاسم"،" ودرويش" بدأت من "حيفا" المدينة المدللة التي استقبلته، وهو في مقتبل العمر، فيها صادق رفيق كفاحه ليلتحقا الإثنين بالحزب الشيوعي، ويعملان في وسائل إعلامه. الرحلة بين شاعري المقاومة كانت مليئة بالحرمان وكثير من الضيق.
لم يستطع أن يهرب" القاسم" من تلك الأيام الصعبة وبحسه الساخر الذي ميز شخصيته وأسلوبه في الشعر. بدأ يوظف دعابته مع رفيقه، وهما يسخران من ضيق الحياة..
لجأ الرفيقان لما يمكن تسميته "فن التجاوز" بالشعر وهما ينحتانه من أجل ابتزاز ما يمكن تسميته عصافير بطنيهما عبر العمل في صحف الحزب الشيوعي. يقول في سيرته الذاتية، والتي حملت عنوان" إنها مجرد منفضة" عن تلك الآيام البعيدة.." ذاتَ يوم شكوتَ لمحمود جيوبك الخاوية، فبادلك الشكوى بأختها. وسخر منكما زميلكما على عاشور: نحنُ بجوار سوق الخضار. عبّئا صحّارةً من البلاستيك أو صندوقًا خشبيًّا بمختارات من شعركما الحديث وانزلا إلى السوق فقد تبيعان شيئًا يوفّر لكما ثمن وجبة الغداء لم ترقكما الفكرة، واقترح عليك محمود أن تستدين من محمد خاص. وَقفتَ بين يدي محمد منشدا:
" يا محمّد
يا أميرًا. يا ابن مَن كانت وتبقى
أبَدَ الدّهرِ أَميرة
أعطنا خمسينَ ليرة!
نظر إليكما محمد شزرًا وتمتم:
أنا فقير مثلكما فانصرفا عنّي!
لم تيأس. وهتفت:
يا محمَّد
يا فقيرًا وابن مَن كانت وتبقى
أبَدَ الدّهرِ فقيرة
أعطنا.. عشرين ليرة!
لقد خَفَّضتَ المبلغ من خمسين ليرة إلى عشرين ليرة. غير أنّ هذا "التنازل" لم يهزّ مشاعر محمد خاص الذي صرخ فيكما:" اغربا عن وجهى "...يستعيد " القاسم ذكريات تلك الليلة في سيرته الذاتية، وهو يقول: عدت إلى مواجهته باحثا عن استعطاف جديد، لكنه استبق كلامه قائلا: معي عشرات ليرات خذاها وأمرى لله!! وحين استفسرتما عن سرّ تحوّله هذا المفاجئ فقد قالَ بيأس:
بعدَ قافية أمير وأميرة، فقير وفقيرة، جاءَ دور الحقير والحقيرة، فقرّرتُ النجاة بجلدي وبجلد أمي.. آخذًا الليرات العشرة وأجري على الله...!!
قصائد سميح القاسم كانت حافلة بمعاني العوز والحاجة، وهو ما ظهر بوضوح في قصيدته "سأقاوم" ليكتب عن هذا الضيق..
حَمَلتُ الجوعَ زُوَّاده
وَرُحْتُ مُبكِّرًا للشُغلِ كالعادة
فلَم أعْثُر على عملي
وَلا وَردي وَلا خُبزي ولا أَمَلي
أَنا جُنديُّكِ المجهولُ يا أسوار طروادة!
.ظلت لغة الشاعر سميح تختلف كثيرا عن درويش كانت أشد غضبا وثورية وقنوطا وميزتها لغته اللاذعة القادرة على أن تبكي أعدائه من الهجوم.
ظل يشاكس ضيقة وواقعه الفلسطيني المسروق وهو لا يكف عن الحلم.
ظل سنوات طويلة في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وبعدما اتهم بالشوفينيه القومي خرج منه واستقال
ومع مجلة" الكرمل" التي تولاها محمود درويش بدأت رحلته الشعرية فيها هو ما يحكيه " القاسم" في سيرته الذاتية عندما أراد أن يبحث عن تمويل خارجي للمجلة، رفضه " درويش" ذلك. كان يريد أن تكون المجلة منزهه عن أي تمويل خارجي حتى تكون مستقلة.
كان يعرف أن السياسة صارت ملوثة والأنظمة، والأموال كذلك، وأن الشيء الوحيد الذي يجب أن ينجو من هذا التلوث هو الثقافة.
لذا أرادها درويش أن تكون خالصه من أي تمويل حتى يحتفظان باستقلالهما وهو ما أمن عليه " القاسم" بعد ذلك، وهو يقتنع برؤية صديقه....
محطات كثيرة مرت بشاعر المقاومة وهو يسلك طريق الصمود هو ورفيقه كلا منهما بقصيدته. لتصير كل قصيده لها لون، ورائحه مختلفة عن الآخر. أدرك الصديقان أن عليهما أن يجتمعا على القضية، ويختلفا على شكل القصيدة ليتأكد استقلالهما، ولكن سميح القاسم لم يستطع أن يواجه النكسة فأدخلته في غيبوبة، وشعر معها بانكسار كبير، فانقطع عن الشعر، وظل معزولا بخيبته في الجيوش العربية. لكنه سرعان ما يخرج من شرنقة الإحباط ليعود مجددا إلى الشعر التواق للحرية ولتحرير فلسطين وروحه من الكيان الصهيوني
لا يمكن التطرق إلى علاقة الشاعرين دون النظر إلى الرسائل المتبادلة بينهما، والتي بدأت بعد ترك درويش لفلسطين في السبعينيات. هنا لم يجد" سميح" مجالا للتواصل مع صديقة سوى بالرسائل التي نشرت في الصحف، والتي كانت تحتوي على كل ما كان يتبادلانه من أحاديث، ومع تواصل الرسائل ظل هناك إقبالا واسعا من القراء على متابعتها بشغف، وعلى مائدة محمد حسنين هيكل في القاهرة أفصح الصحفي الكبير بأنه من متابعي الرسائل ومن المتحمسين لتقديمها إلى القراء في كتاب، وأبدى أكثر من فنان رغبته في مسرحة الرسائل التي "تؤرّخ" روحيًا لفترة مهمة من حياة الشاعرين "القاسم ودرويش"
أيها الموت أريدك أن تأتيني وأنا نظيف........
الموت كان لسميح القاسم مجرد ضيف يريد زيارته، ومع إستقباله كان يريد أن يراه نظيفا وأنيقا وجميلا ومرتبا. لذا صرح في كثير من حواراته أنه لا يطلب من الموت سوى أن يمهله لإنهاء بعض الأمور العالقة يقول هو عن تلك الأماني البسيطة التي تؤكد أنه يعشق الحياة ولا يخاف في الوقت نفسه من الموت لا: " أريد أن أزوج ابني ياسر، وأن أصدر عدة كتب أخرى أعمل عليها، ومن الممكن أن أكتب “شغلة” أخرى، ممكن.. ولكنه إذا جاء “طز عليه”!.. وآملُ أن يكون الموت مرتبا.. يعني أن تكون طاولتي وأوراقي مرتبه أن تكون الكتب التي أرغب بطبعها في المطبعة، ألا أكون مدينًا، أن يكون أولادي مرتبين في أعمالهم وحياتهم. أن يكون بيتي مُرتبًا.
وليأتِ الموت وأنا مُستحمٌّ ومُرتدٍ ملابسَ جميلة ومرتبة".
جرأة مواجهه الموت غابت عن كثير من الشعراء ولكنها حضارة عند قلب الشاعر الجسور الذي علمنا أن الحياة لابد أن تعاش بكل ما فيها، وان رحلة النهاية لابد أن نمشيها بكبرياء وقامتنا تنظر إلى السماء وهى منتصبة، فهو الذي قال:" منتصب القامة امشي.. مرفوع المهمة امشي...في كفي قصفة زيتون... وعلى كتفي نعشي، وانا امشي وانا امشي"...
يحتل الموت لديه مساحة من الدهشة كلما تجول بين بحوره يتغرب أكثر فيكتب..
أشدُّ من الماء حزنًا
تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسة
أشدُّ من الماء حزنًا
وأعتى من الريح توقًا إلى لحظة ناعسه
وحيدا ومزدحما بالملايين،
خلف شبابيكها الدامس
تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض
أنت ستمكث
"لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض"
لكن ستمكث أنت،
ولا شيء في الأرض، لا شيء فيها سواك،
وما ظل من شظف الوقت،
بعد انحسار مواسمها البائسة...
ملامح الانتفاضة تتلون في قصائده...
يعترف الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أن كثيرا من النقاد ساعدوه بشكل كبير على اكتشاف ذاته. ربما هذا ما شجعه على كتابة القصائد التي حرضت على الانتفاضة ليصير فيما بعد يعرف بأنه " رئة الشعر الفلسطيني المقاوم ".التراث الذي امتلكه الشاعر ساهم كثيرا في إثراء تجربته الشعرية.
بيئته المدهشة والمتنوعة، والمتعددة ساعدته على أن يلون قصائده بالموروث الشعبي فالطفل الذي ولد لجد فقيه وأب علماني، وقرأ تراث الموحدين وجد في هذا التنوع براحا غير عاديا أضاف لزخم قصيدته، لذا وجدنا تنوعا ما بين القرآن الكريم وأبي ذر الغفاري وكارل ماركس وابن خلدون لتعبر عن التناقضات، ومع نضج التجربة الشعرية. بدأ الشاعر في اللجوء إلى كتابة ما يعرف بالسريبة، وهو مجموعة من القصائد المطولة...فكل قصيدة كانت تواجهه كان ورائها فوران وغضب شبابي وعاطفي في الوقت ذاته لتخرج القصيدة لتعبر عن الانتفاضة، وهذا ظهر في سربيته " إرم".
يعترف القاسم أنه لم يعتمد هذا إلا كشكل أساسي في عقديه الأخيرين بل يؤكد:" السربية تعتمد على التداعي ولاتقوم على وحدة الشكل، تقوم على تعددية الحالات واللمحات والإيقاعات والأشكال، لكن ينتظمها هاجس واحد أساسي من بدايتها حتى نهايتها مع تشعبات واستطرادات كثيرة في الشكل وفي المضمون وفي الصور.
هذا هو الشكل الذي أسميته بالسريبة والذي كما يبدو استراح له عدد من الشعراء، من أصدقائي الشعراء، ومنهم شعراء كبار تبنوا هذا الشكل وكتبوا به.. لذلك أصبحت عناويني أقل غزارة".
يكتب هو عن هذا الحماس الذي يظهر جليا في قصيدته لحث الفلسطينيين على النضال والانتفاضة، وهو يقول في سربيته المطولة:"
تقدموا.. تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الشيخ والطفل
ولايستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن قضاء مبرم..