السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

برلمان جلد النمر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بدء العد التنازلى لإجراء انتخابات مجلس النواب الجديد والمنتظر أن تجرى نهاية هذا العام ولأول مرة منذ استقرار الحياة البرلمانية فى مصر منذ ثورة يوليو1952 لا يستطيع أحد من المحللين السياسين والخبراء البرلمانيين التنبؤ أو التوقع بتشكيل هذا المجلس رغم ما تشهدة الساحة الآن من تحالفات انتخابية وحزبية منها.
ويبدو أن المثل المصرى الشعبى المعروف بأن "كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح" يسرى الآن على حكايات وقصص هذه التحالفات، حيث إن أغلب اللقاءات والاجتماعات والاتفاقات تتم ليلا ومع طلوع الصبح تنفض كما حدث من قبل مع تحالف عمرو موسى وحاليا مع تحالف الأمة المصرية وانسحاب عمرو موسى أيضا.
فعلى مدار 30 عاما من حكم الرئيس السابق حسنى مبارك كان الجميع يعلم شكل وتكوين مجلس الشعب قبل إجراء الانتخابات وكانت التوقعات بنسبة 100% بأن الأغلبية الكاسحة للحزب الوطنى الديمقراطى المنحل والمعارضة الضعيفة موزعة بين عدد قليل من الأحزاب حتى ظهرت فى الصورة الجماعة المحظورة والإرهابية حاليا وعقدت الاتفاقات الأمنية والسياسية وحصلت على 88 مقعدا فى برلمان 2005-2010.
فالبرلمان المصرى على مدار هذه السنوات كان أشبه بجلد الأسد والذى يغلب عليه لون واحد ومنسجم ومتجانس بينما البرلمان القادم لن يغلب عليه لون جلد الأسد بل سيكون أشبه ببرلمان جلد النمر والذى تتوزع النقاط الملونة فوق جلده وهو ما سوف يحدث فى مجلس النواب القادم وستكون هناك العديد من الكتل البرلمانية والتجمعات السياسية والحزبية الصغيرة ولن يتواجد تكتل برلمانى كبير.
فالبرلمان القادم لن يكون أيضا أشبه بصورة البرلمان اللقيط فى ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية والذى غلب عليه أيضا لون واحد هو لون قيادات الإرهاب وقيادات أخرى ذات مرجعية إسلامية لم تعارض قيادات الإرهاب بقوة بل حصلت على نصيب من كعكة مقاعد هيئة المكتب ورئاسة اللجان مما أعطى انطباعا بأن هذا البرلمان اللقيط هو امتداد فى الشكل والمضمون لبرلمانات جلد الأسد فى عهد مبارك..
فبرلمان جلد النمر الذى سيجرى انتخابة مع نهاية هذا العام سيعكس رغبة واختيارات الشعب المصرى التى عانت من الأغلبية الحزبية الكاسحة فى عهد الحزب الوطنى المنحل والأغلبية الحزبية الدينية المستبدة فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية وسوف يسعى الشعب المصرى إلى تشكيل أغلبية جديدة من أفراد وتيارات وأحزاب ونقابات وقبائل وعائلات.
فبرلمان جلد النمر هو البرلمان الأمثل والأصلح لهذه المرحلة من تاريخ مصر وفى ظل الصلاحيات الدستورية الكبيرة التى منحها الدستور المصرى لهذا البرلمان بحيث تكون الأغلبية من الظهير الشعبى وليس الظهير الحزبى وستكون أقدر على الانسجام والاتفاق لعدم وجود أجندات حزبية ومصالح خاصة بها أو مقاعد فى الحكومة تسعى للحصول عليها..
فبرلمان جلد النمر سيكون فى ممارساته شرساً كالنمر على أى فريسة تسعى للعدوان على الدولة المصرية ولن يعرف المواءمات الحزبية والاتفاقات السرية كما يحدث من جانب الأحزاب وسيكون ولاء أعضائه لمصر الوطن والأرض وليس لرئيس الحزب وزعيم التحالف أو القيادى السلفى أو الارهابى بتحالف دعم الشرعية الإخوانية.
فعلى رؤساء الأحزاب السياسية الهشة وزعماء التحالفات الانتخابية الضعيفة أن يراجعوا مواقفهم لأن الشعب لا يريد برلمان جلد الأسد مرة أخرى، ولكنه يريد برلمان جلد النمر لحماية الوطن من الثعالب والأفاعى والذئاب التى تحوم حول حدود مصر وداخل هذه الحدود والتى تتحالف سراً مع بعض أعضاء هذه التحالفات الحزبية..
فالشعب المصرى يريد فى هذه المرحلة أسداً واحداً فقط يحمى عرين مصر ويحفظ أمنها واستقرارها ويضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإضرار بها ومحاولة هدمها وأن يكون مجلس النواب مسانداً وداعماً للأسد فى مهمتة وأن النمر هو الوحيد القادر على ذلك خاصة أن معنى كلمة نمر فى اللغة العربية نمار أى علامات ومن علامات نجاح الأسد المصرى هو ظهور وانتخاب برلمان جلد النمر.