قبل أيام تداول مرتادو مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم الافتراضى "فيس بوك" صورة لأطفال وصبية وبعض من شباب يلهون تحت مياه نافورة بميدان المؤسسة على مشارف القاهرة وهى تنتهى الى منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، هربا من درجات الحرارة المرتفعة فى أيام العيد، واعتبرها البعض صورة غير حضارية تخدش حياء العاصمة وتخومها، وبادر محافظ الإقليم بقطع المياه عنها لينفض الأطفال من حولها.
فإذا بالعديد من الشباب يستحضرون لقطات مماثلة من عواصم العالم الغربى من الولايات المتحدة الى اسبانيا مرورا بإيطاليا وفرنسا وحتى البرازيل، لأطفال وصبية وشباب يمرحون تحت رذاذ نافورات ميادينها، ولم يقل احد أنها صور غير حضارية، مع فارق الإمكانات، ومع توافر اماكن الترفيه والنوادى والحدائق العامة والمتنزهات.
ظنى أن صورة اطفالنا فى نافورة شبرا الخيمة تحمل رسالة غاية فى الأهمية للمسئولين عن رعاية الطفولة والشباب، ووزارات الشباب والثقافة والتعليم والإدارة المحلية، ورجال الأعمال الوطنيين، للانتباه الى تقاعسهم فى الالتفات الى قطاع الأطفال والشباب والذى يمثل طاقة يمكن أن تكون قيمة مضافة للوطن وتقدمه.
ولدينا قاعدة متوفرة يمكن أن تنطلق منها وهى "مراكز الشباب" المنتشرة فى ربوع الوطن فى كل مدنها وقراها وأحيائها، والتى تنعى حالها بعد ان تحولت الى مغائر وكهوف وبنايات تمثل قنابل موقوتة، ولم تنجح فى تحقيق الهدف أو الأهداف التى أنشئت من اجلها؛ فى تنمية قدرات الشباب الإيجابية ودعم مواهبهم، وتشكيل وعيهم الفكرى والثقافى من خلال ما توفره لهم من نشاطات رياطية، ومكتبات علمية وأدبية وسياسية، وما تعقده من ندوات وأمسيات فنية وثقافية، وما تقدمه من عروض مسرحية وغيرها من ادوات التنمية الذهنية، فتحميهم عبر التوعية المستدامة من الوقوع فى براثن الإنحراف والإدمان.
وهى تعانى من عدم توفر التمويل اللازم الأمر الذى يدفع ادارتها فى أغلب الأحوال إلى طرق ابواب التمويل الذاتى فتتحول قاعاتها المتوفرة الى قاعات افراح وحفلات لا تخضع لأية ضوابط أو معايير، أو تتحول الى مقاه لفئة من المنحرفين، أو تستخدم لخدمة من يقوم بادارتها فى أعمال تجارية خاصة فى أفضل الأحوال، لذا تخلق حالة من النفور فى محيطها المجتمعى.
الأمر يتطلب التعامل مع هذه المراكز برؤية جديدة متحررة من قيود الدولاب الحكومى، عبر تخطيط مدرك لخطورة بقاء الحال على ما هو عليه من تسيب وانحراف فى مرحلة فارقة تبنى آمالها، فى الخروج من نفق التخلف والفساد، على طاقة الشباب والأجيال الواعدة، فى انتفاضة حقيقية تتعاون فيها الجهات التى اشرت اليها قبلاً، بشئ من التنسيق والترتيب وتوفر الإرادة والوعى بحتمية اعادة هيكلة منظومة هذه المراكز، وقد يكون من المناسب تشكيل مجلس أعلى لمراكز الشباب يضم هذه الجهات، يتبعه مجلس امناء يضم رجال الأعمال باعتبارهم الرعاة الرسميين لهذه المراكز على مستوى اقليمى، يضع تصور واضح لخطة العمل التى تتضمن وجود ملاعب مناسبة قدر الطاقة والمتاح، وقاعات للسينما والمسرح، ومكتبة عامة بالإتفاق مع وزارة الثقافة وآلياتها المختلفة، ويمكن ان تتوزع هذه الأنشطة على المراكز التى تقع فى نطاق جغرافى متقارب، فتعيد الثقة بينها وبين المستهدفين من الشباب والصبية، وساعتها سيبادر اهل الحى او القرية بدعم هذه المراكز على مستويات متعددة.
ويتطلب الأمر اعادة النظر فى القوانين واللوائح المنظمة للعمل فى هذه المراكز وطرائق ادارتها، لتتفق مع المستهدف منها، بتجنب السلبيات التى انتجتها تجارب سابقة، ولا تقع فى حبائل الشللية أو تحولها الى مراع ومخازن وأوكار مشينة، ويذكر فى هذا السياق التغطية الإعلامية الرصينة التى بادرت بها جريدة "الأهرام المسائى" ونشرتها فى 16 مايو 2013، تحت عنوان "مراكز الشباب : صالات أفراح وأسواق للباعة الجائلين" استطاعت فيها كتيبة من المحررين الشباب (أحمد حسين صادق، إسراء عطية ، أشرف الجبالي، جمال عطا الله، رشا النجار، عبدالحق جاد، محمد طلعت طايع) كشف اسرار العديد من هذه المراكز فى الأقصر والبحر الأحمر حتى إلى شلاتين، والشرقية والإسكندرية والفيوم والدقهلية والغربية، وقدمت صورة كارثية عما آل إليه واقع مراكز الشباب.
ولا يمكن تصور نجاح خطط التنمية بالاعتماد فقط على الموارد المالية دون الالتفات الى قطاع الشباب وما قبله من سنى الصبى والطفولة، وتنشئتهم وفق معايير التنوير عبر ثقافة حقيقية ومناخ صحى آمن، يقطع الطريق على استقطابهم من قبل التيارات المتطرفة والقوى المناوئة للخروج من نفق التخلف، فهل من مجيب؟
فإذا بالعديد من الشباب يستحضرون لقطات مماثلة من عواصم العالم الغربى من الولايات المتحدة الى اسبانيا مرورا بإيطاليا وفرنسا وحتى البرازيل، لأطفال وصبية وشباب يمرحون تحت رذاذ نافورات ميادينها، ولم يقل احد أنها صور غير حضارية، مع فارق الإمكانات، ومع توافر اماكن الترفيه والنوادى والحدائق العامة والمتنزهات.
ظنى أن صورة اطفالنا فى نافورة شبرا الخيمة تحمل رسالة غاية فى الأهمية للمسئولين عن رعاية الطفولة والشباب، ووزارات الشباب والثقافة والتعليم والإدارة المحلية، ورجال الأعمال الوطنيين، للانتباه الى تقاعسهم فى الالتفات الى قطاع الأطفال والشباب والذى يمثل طاقة يمكن أن تكون قيمة مضافة للوطن وتقدمه.
ولدينا قاعدة متوفرة يمكن أن تنطلق منها وهى "مراكز الشباب" المنتشرة فى ربوع الوطن فى كل مدنها وقراها وأحيائها، والتى تنعى حالها بعد ان تحولت الى مغائر وكهوف وبنايات تمثل قنابل موقوتة، ولم تنجح فى تحقيق الهدف أو الأهداف التى أنشئت من اجلها؛ فى تنمية قدرات الشباب الإيجابية ودعم مواهبهم، وتشكيل وعيهم الفكرى والثقافى من خلال ما توفره لهم من نشاطات رياطية، ومكتبات علمية وأدبية وسياسية، وما تعقده من ندوات وأمسيات فنية وثقافية، وما تقدمه من عروض مسرحية وغيرها من ادوات التنمية الذهنية، فتحميهم عبر التوعية المستدامة من الوقوع فى براثن الإنحراف والإدمان.
وهى تعانى من عدم توفر التمويل اللازم الأمر الذى يدفع ادارتها فى أغلب الأحوال إلى طرق ابواب التمويل الذاتى فتتحول قاعاتها المتوفرة الى قاعات افراح وحفلات لا تخضع لأية ضوابط أو معايير، أو تتحول الى مقاه لفئة من المنحرفين، أو تستخدم لخدمة من يقوم بادارتها فى أعمال تجارية خاصة فى أفضل الأحوال، لذا تخلق حالة من النفور فى محيطها المجتمعى.
الأمر يتطلب التعامل مع هذه المراكز برؤية جديدة متحررة من قيود الدولاب الحكومى، عبر تخطيط مدرك لخطورة بقاء الحال على ما هو عليه من تسيب وانحراف فى مرحلة فارقة تبنى آمالها، فى الخروج من نفق التخلف والفساد، على طاقة الشباب والأجيال الواعدة، فى انتفاضة حقيقية تتعاون فيها الجهات التى اشرت اليها قبلاً، بشئ من التنسيق والترتيب وتوفر الإرادة والوعى بحتمية اعادة هيكلة منظومة هذه المراكز، وقد يكون من المناسب تشكيل مجلس أعلى لمراكز الشباب يضم هذه الجهات، يتبعه مجلس امناء يضم رجال الأعمال باعتبارهم الرعاة الرسميين لهذه المراكز على مستوى اقليمى، يضع تصور واضح لخطة العمل التى تتضمن وجود ملاعب مناسبة قدر الطاقة والمتاح، وقاعات للسينما والمسرح، ومكتبة عامة بالإتفاق مع وزارة الثقافة وآلياتها المختلفة، ويمكن ان تتوزع هذه الأنشطة على المراكز التى تقع فى نطاق جغرافى متقارب، فتعيد الثقة بينها وبين المستهدفين من الشباب والصبية، وساعتها سيبادر اهل الحى او القرية بدعم هذه المراكز على مستويات متعددة.
ويتطلب الأمر اعادة النظر فى القوانين واللوائح المنظمة للعمل فى هذه المراكز وطرائق ادارتها، لتتفق مع المستهدف منها، بتجنب السلبيات التى انتجتها تجارب سابقة، ولا تقع فى حبائل الشللية أو تحولها الى مراع ومخازن وأوكار مشينة، ويذكر فى هذا السياق التغطية الإعلامية الرصينة التى بادرت بها جريدة "الأهرام المسائى" ونشرتها فى 16 مايو 2013، تحت عنوان "مراكز الشباب : صالات أفراح وأسواق للباعة الجائلين" استطاعت فيها كتيبة من المحررين الشباب (أحمد حسين صادق، إسراء عطية ، أشرف الجبالي، جمال عطا الله، رشا النجار، عبدالحق جاد، محمد طلعت طايع) كشف اسرار العديد من هذه المراكز فى الأقصر والبحر الأحمر حتى إلى شلاتين، والشرقية والإسكندرية والفيوم والدقهلية والغربية، وقدمت صورة كارثية عما آل إليه واقع مراكز الشباب.
ولا يمكن تصور نجاح خطط التنمية بالاعتماد فقط على الموارد المالية دون الالتفات الى قطاع الشباب وما قبله من سنى الصبى والطفولة، وتنشئتهم وفق معايير التنوير عبر ثقافة حقيقية ومناخ صحى آمن، يقطع الطريق على استقطابهم من قبل التيارات المتطرفة والقوى المناوئة للخروج من نفق التخلف، فهل من مجيب؟