الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الخطايا الثورية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

1- الحوار
أول خطايا الثوار قبول الحوار مع الحكومات التي انطلقت ضدها الثورة؛ لأن الحكومات التي قامت ضدها الثورة تلبي الحوار من أجل شق صف الثوار بين مؤيد للحوار ومعارض له، وتلجأ الحكومات لإحداث حالة من الذعر في المجتمع للضغط على الثوار لقبول الحوار، وعادة الحكومات التي تقوم ضدها الثورات حكومات فشلت معها كل طرق الحوارات السابقة، فالقارئ لكل تحالفات الإخوان عبر التاريخ يرى أنها عادة ما تنتهي بغدر الإخوان، فعلوا ذلك مع الوفد ومع النقراشي باشا وتحالفوا مع إسماعيل صدقي ضد القوى الوطنية، وعندما طلبوا من عبد الناصر إلغاء هيئة التحرير ورفض تآمروا عليه وعادت الإخوان تضمر غير ما تظهر في الحوارات، غدروا بالسلفيين الذين أوصلوهم للحكم ولولا الدعم السلفي لهم لسقط مرسي أمام الفريق شفيق، ووصف عصام العريان السلفيين في زيارته لأمريكا بأنهم ظلاميون وتكفيريون وخطر على المجتمع الأوروبي وعاد وكرر مثل هذا الكلام في هذه الأيام عندما رفض أن يكون السلفيون بديلاً عن الإخوان.
2- التنازلات
تلجأ الحكومات المغضوب عليها من قبل شعوبها الثائرة إلى تقدير بعض التنازلات غير الأساسية والتي تبقي القوة في يد الحكومة، ولكنها تفرق شمل الثوار بهذه التنازلات التافهة، وخاصة إذا علمت أن الثوار نالهم الجهد فإذا قبل الثوار أو جزء منهم هذه التنازلات وذهبت الحشود إلى بيوتها فإن الحكومات سوف تتراجع عن هذه التراجعات، ولن يستطيع الثوار بعدها إعادة الحشد ضد الحكومة مرة أخرى والحكومات لن تعدم وسيلة في تصفية هؤلاء الثوار وإلصاق تهمة المؤامرة والتمويل الخارجي وتلجأ إلى تشويههم أمام الناس حتى لا ينقادوا تحت قيادتهم مرة أخرى ومن هذه التنازلات أن تقوم الحكومة بشراء بعض هؤلاء الثوار وتغدق عليهم من المال ما يريدون مقابل أن يكونوا رأس الحربة التي تطعن بها الثورة القائمة.
3- الانتهازيون
غالبًا ما يكون هؤلاء الانتهازيون معروفين بأنهم أفراد أو أحزاب معارضة للنظام الذي قامت ضده الثورة، ولكنهم فشلوا في إقناع الرأي العام بأنهم معارضة حقيقية ناجحة في تحقيق مطالب الجماهير الثائرة وفشلوا في تفجير وقود الثورة وفشلوا مع الحكومات في الوصول لنقاط ترى الشعب أو تهدئ من ثورته فهؤلاء سرعان ما يقفزون على الثورات على أنهم ممثلون للشعب حتى يحتكروا الثورة التي لم يستطيعوا تفجيرها لمصالحهم الشخصية أو الحزبية، ربما يكون بعض هؤلاء المعارضين مدعومًا من الخارج أو الداخل وهو ما يضعهم في موضع الصدارة حتى إذا أفاق الثوار من ثورتهم وجدوها في حضن انتهازي أو مجموعة من الانتهازيين الذين يتاجرون بالاحتياجات المسلحة للشعب التي فجرت ثورته لتحقيق مطالبهم الشخصية أو الحزبية وأقرب مثال على هذه الشخصيات فى ثورتنا هذه (أيمن نور وغيره).

4- الاختيارات الخاطئة
ربما يكون من فجر الثورة لا يصلح أن يقود مرحلة ما بعد الثورة وهو غالبًا يكون كذلك لأن الذي يفجر الثورات الشباب المثقف الذي ظلم من قبل حكومته والذي يرى أن سبب هذا الظلم هو الفساد الحكومي فيبدأ فى إشعال حركة التمرد ضد النظام القائم، فهؤلاء الشباب لا يكون لديهم الخبرات لإدارة مرحلة ما بعد الثورة، وربما تكون إدارتهم لمرحلة ما بعد الثورة كارثية وفاشلة، لأن الثورات هي مشروع شعب، قد يفشل بفشل الإدارة القائمة عليه، كما حدث في ثورة 25 يناير 2011 تأخرت نتائجها بسبب فشل حكومة الإخوان في إدارة مرحلة ما بعد الثورة لأسباب عديدة، منها أن الإخوان لهم أحلامهم الخاصة التي لا تتسق مع أحلام الشعب الثائر أو الثوار، فهنا يلجأ الثوار للاستغاثة بمن يظنون فيه أهل خبرة وحنكة ومؤيدا لهم فإن لم يكن هذا الاختيار به توافق شعبي وعليه خلاف فإن هذا الخلاف سوف ينتقل إلى الشعب الثائر فينقسم قسمين بين مؤيد لهذه الاختيارات ومعارض لها وسرعان ما يتحول هذا الخلاف إلى صراع وانشقاق في صفوف الثوار، مما يهدد الثورة بالفشل وسرعان ما تلتقط الحكومات هذا الخطأ وتعمل على تغذيته حتى تنجح في شق صف الثوار، فعلى الثوار الحذر كل الحذر من الاختيارات الخاطئة التي تقتل ثورتهم.
5- الإقصاء
هناك قوى فعالة ومؤثرة في حركة الجماهير تختلف إيدلوجيًّا أحيانًا مع مفجري الثورات، فعلى القوى الثورية ألا تظن أنها تستطيع استكمال ثورتها بتجاهل هذه القوى المؤثرة، فهذا خطأ لأن تجاهل هذه القوى المؤثرة وإقصاءها سوف يدفعها للخصومة مع الثورة، وسوف تعتبر أن الثورة قامت ضدها أيضًا وسوف تتخذ موقفًا عدائيًّا منها، فعلى الثوار التواصل مع هذه القوى المؤثرة والوصول معها إلى نقاط التقاء، ليقفوا معًا ضد الحكومات الفاشلة، وقد ترجم الذين قاموا بثورات سابقة هذه الملاحظة تحت عنوان مشهور وهو “,”عدو عدوي.. صديقي“,”.
6- الانزلاقات الخاطئة
مثل أن تنجر الثورة السلمية إلى العمل المسلح فهنا سوف تفقد الثورة الزخم الجماهيري لأن الزخم الجماهيري لا يستطيع العمل المسلح فيوثر الانسحاب من ساحة الثورة ولا يستطيع العمل المسلح إلا قلة من شباب الثوار سرعان ما تنهار إمكانيتهم القتالية أمام إمكانيات الحكومة.
فعلى الثوار الذين نجحوا في حشد الجماهير بطريقة سلمية المحافظة على سلمية الثورة، وذلك للمحافظة على تأييد الجماهير والقوى الشعبية في الخارج التي تؤيد مطالب الشعوب المناضلة ضد الحكومات الفاشية الفاشلة، هذا أهم ما رأيته واجب التنبيه عليه من قبل القوى الثورية التي أتمنى أن تقرأ هذه النصائح التي تراكمت عبر السنين لدى الثوار.