الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الأسير الفلسطيني ماهر عرار يكتب من سجن النقب: سيناريو ما بعد التهدئة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من اللافت في ضوء الحراك الدبلوماسي متعددة الأطراف الرامي إلى بلورة صيغة اتفاق مبادئ حول تهدئة طويلة المدى بين حركة حماس والجهاد وبين إسرائيل، أن هذه التهدئة لن تكون كسابقاتها، وإنما ستنطوي على خلق معادلة من شأنها أن تفرض قواعد لعب جديدة بين حماس والجهاد من جهة و إسرائيل من جهة اخرى ....في سياق ذلك تتحرك واشنطن على الصعيد الاسرائيلي بهدف إقناع نتانياهو بإحداث تغير في موقف إسرائيل من قضية الحصار وبالتالي فتح المنافذ البرية والسماح بحركة المرور إضافة إلى أعمار غزة، الأمر الذي على ما يبدو أن إسرائيل لا تجد مفرا من القبول به ضمن اتفاق من شأنه أن يحقق ولو نسبيا الهدف الذي خرج لأجله نتانياهو للحرب، لذلك طلب مزيد من الوقت لتحقيق أنجاز عسكري ما يحفظ به ماء وجهه أمام الجمهور الاسرائيلي، وهو ما يمكن قرأته في تصريح وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد لقائه نتانياهو حيث أشار إلى حصول تقدم في جهود بلورة عناصر اتفاق هدنة وفي الوقت نفسه استدرك قائلا إننا لا نزال نحتاج مزيد من الوقت للوصول لصيغة نهائية تقبلها إسرائيل وحماس، وهو ما يريده نتانياهو قبل بلوغ نهاية الحرب ....يظهر من حجم الحراك الدبلوماسي وتعدد الاطراف التي دخلت على خط الأزمة بشقيه الاقليمي والدولي، إذ إلى جانب دور الولايات المتحدة برز دور الأمم المتحدة التي من المقرر حسب عناصر الاتفاق المتوقع ،أن تأخذ دور في رعاية الاتفاق والجوانب المتعلقة في جزئية المعابر والإشراف عليها ، وهو ما يعد أمرًا جديدًا في معادلة غزة وإسرائيل، يظهر ذلك أنه ثمة قرار وتوجه برعاية أمريكية ، لنزع فتيل المواجهة المتجددة بين فترة وأخرى، وتتمثل في رفع الحصار ووقف الصواريخ من غزة ...توحي عناصر الاتفاق الذي تكثف الجهود في سبيل إنضاجه، أن الهدف الرئيسي يتركز على تحقيق ما فشلت إسرائيل في تحقيقه عسكريا خلال ثلاثة حروب، بمعنى آخر إن اتفاق التهدئة وتضمين شروط حركة حماس والجهاد ضمن مبادئه، هو بمثابة تقييد ناعم للقوة العسكرية التي بحوزة المقاومة ، إذ أن شروط الحركتين تقول بوضوح أن رفع الحصار وحرية الدخول والعبور واعمار غزة هو الكفيل بتحقيق استقرار على جبهة غزة ما يعني أن استنكاف الحركتين عن ممارسة أي نشاط عسكري على الجبهة الجنوبية، يتحقق بمقدار التزام إسرائيل ببنود الاتفاق الجاري طبخه برعاية متعددة وغير مسبوقة (رفع الحصار مقابل منع الصواريخ) ....إن من شأن التوصل إلى اتفاق، على قاعدة منح مزيد من الوقت لنتانياهو، وتضمين شروط حماس والجهاد من جانب أخر، أن ينتج سيناريو ومعادلة تخرج غزة نسبيا من معادلة الصراع مع الاحتلال، إذ أن اتفاق الهدنة الذي ستعمل واشنطن على إقناع إسرائيل بضرورة الحفاظ عليه لسنوات ، يقتصر على قطاع غزة وقضاياه الاقتصادية والمالية والحياتية، ولا يربط أو يشمل وقف العدوان في الضفة الغربية والقدس (من استيطان واعتقال وتهجير وقتل) بنصوص أو بنود الاتفاق، ما يعني أن تصعيد الاحتلال لعدوانه في الضفة والقدس بإشكاله كافة لن يمنح حماس والجهاد مبرر التصعيد على جبهة غزة طالما التزمت إسرائيل بقواعد الصراع على جبهة غزة حسب بنود الاتفاق...السؤال هل أخطأت حماس والجهاد عندما اختزلت واختصرت شروط الهدوء والاستقرار مع إسرائيل على جبهة غزة بغزة دون الضفة والقدس؟ وماذا إن التزمت إسرائيل بنص الاتفاق لفترة طويلة سيما بعد الخسائر التي تكبدتها، ماذا عن المقاومة هل ستبقى في حالة هدنة ومعركتنا الرئيسية في القدس المحاصرة والضفة التي ابتلعها الاستيطان ولم يبقي منها الا عتبات البيوت؟؟ هذا ما يجدر بقيادة محور غزة أن تجيب عليه، قبل أن تسوق انتصارها الذي ترى بأنه تحقق على حدود غزة.