الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

باحث آثرى يستعرض مظاهر الاحتفال بالعيد وصناعة "الكعك" في مصر منذ خمسة آلاف عام

الاحتفال بالعيد وصناعة
الاحتفال بالعيد وصناعة "الكعك"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الباحث الاثرى سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية أن البداية الحقيقة لظهور "كعك " العيد كانت منذ نحو خمسة آلاف عام فقد اعتادت زوجات الملوك في مصر القديمة تقديم الكعك للكهنة القائمة على حراسة هرم خوفو، وكان الخبازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة كاللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير حتى وصلت أشكاله إلى ما يقرب من 100 شكل نقشت بأشكال متعددة.

وقال الزهار إنه على مدى العصور تطورت صناعة كعك العيد ولم تندثر، ففى عهد الدوله الطولونيه (868-905م ) كان يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر" وقد احتل مكانة مهمة في عصرهم وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، أما في عهد الدولة الإخشيدية ( 935-969م ) كان أبو بكر محمد بن على المادراني وزير الدولة الإخشيدية صنع كعكا في أحد أعياد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية وأطلقوا عليه اسم كعكة"انطونلة".

وأضاف أنه بالنسبة للدولة الفاطمية ( 969-1171م ) فكان الخليفة الفاطمي يخصص مبلغ ما يقرب من 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر حيث كانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب وملء مخازن السلطان به، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه.

وأوضح أن صلاح الدين الايوبى " الدولة الايوبية 1171-1250م ) حاول جاهدا القضاء على كل العادات الفاطمية ولكنه فشل في القضاء على عادة كعك العيد وباقي عادات الطعام التي ما زالت موجودة إلى اليوم.

وأكد الزهار أن صناعة الكعك استمرت في العصر العثماني (1261-1517م )،

واهتم سلاطين العثمانيين بتوزيع الكعك في العيد على المتصوفين والتكيات والخانقات، المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين وظل التراث العربي معبرًا عن حاله حتى يومنا هذا خاصة بمصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي.

واستعرض الباحث الاثرى مظاهر الاحتفال بعيد الفطر عند الفاطميين، موضحا انهم كانوا يعتمدون على الحسابات الفلكية في تحديد بدايات الشهور الهجريه لبراعتهم في علوم الفلك، إلا إنه في عهد الحاكم بأمر الله خرج المصريون واجبروه على اعادة استطلاع الهلال ورؤيته.. وقد كان هذا في شهر رمضان.

وتابع أنه كان يتم اعداد كحك العيد في دار تسمي ( دار الفطر ) وذلك من منتصف رجب إلى منتصف رمضان وأيضا اعداد "سماط العيد " أي الولائم التي سيأتي اليها كبار رجال الدوله وكانت ترصد ميزانيات ضخمه، بلغت في بعض السنوات 20 ألف دينار ذهب لشراء الدقيق والسكر والمكسرات والعسل وماء الورد والمفارش الحريرية للاسمطه والفوط التي يغطى بها الكعك.

وأوضح أن الاحتفال بعيد الفطر كان يبدأ بعد صلاة العشاء الأخيرة في شهر رمضان فكان الوزير يحضر الفطار الأخير في شهر رمضان مع الخليفة في آخر اسمطة رمضان ثم يبدأ القراء والمبتهلون التوافد لقصر الخليفه ويقومون بعمل ختمة قرآنيه وابتهالات وتواشيح وكانت ترسل سيدات القصر اواني الماء لتوضع امام القراء لتشملها بركة ختم القرآن وبعد انتهاء التلاوة والتكبير يقوم الخليفة بنثر الدراهم والدنانير عليهم وتوزع عليهم اطباق القطائف وملابس العيد ومبالغ نقدية ثم تجرى بعض العروض العسكريه واستعراض الخيول والحلوي والالات الموسيقيه.

وأضاف أن أهم المظاهر هي صلاة العيد حيث اعتاد المصريون تأدية الصلاة في الساحات خارج اسوار القاهرة الشمالية أي خارج باب النصر فيتحرك الخليفة بموكبه إلى المصلى ويخرج من باب في القصر يسمي باب العيد ويدخل إلى المصلى فيستريح فيه بعض الوقت ثم يخرج ومعه الوزير وقاضي القضاه خلفه ليصلي صلاة العيد، وعقب الانتهاء منها يصعد المنبر لخطبة العيد ويجلس في اعلى المنبر، ويعطي الوزير الخطبه مكتوبه إلى الخليفه ليقرأها بنفسه على الناس وبانتهاء الخطبه يعود الخليفه من الطريق الذي جاء منه، وعندما يقترب من القصر يتقدمه الوزير ليمهد له الطريق ثم يدخل من باب العيد الذي خرج منه فيجلس في الديوان الكبير وبه سماط فيه انواع الكحك المختلفه ليأكل من يأكل ينقل من ينقل وذلك حتى صلاة الظهر.

وأشار إلى أنه بعد صلاة الظهركانت تبدأ الاحتفالات الشعبية في الشوارع ومن أهم مظاهرها كانت طائفة تعرف بصبيان "الخف " يقدمون ألالعاب البهلوانية واستعراضا للخيول وفي أيديهم الرايات وكانت تستمر الاحتفالات في شوارع القاهره طول ايام العيد الثلاثة.