تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"إنه لا يتسوس الفول لكن تتسوس العقول" هذا ما يمكن أن نقوله لمن اثار موضوع المساعدات الغذائية التي قدمتها مصر للفلسطينيين وتصوير الأمر على أن كارثة بل إن مصريين ركبوا الموجة، وراحوا بكل ما يمتلكون من أمراض إهالة التراب على أي خطوة تتقدمها مصر نحو فك الاشتباك الكابوسي في غزة.
يقول واحد من المرضى المفصولين عن الواقع، "مساعدات الجيش المصري الغذائية الفاسدة الى غزة كان هدفها مشاركة الجيش الإسرائيلي الشقيق في إبادة الشعب الفلسطيني العميل"، هنا ينتحر المنطق، ويقف المتابع باحثاً عن المستفيد من هذا العبث سواء كان بأيادي مصرية أو بخبث حمساوي معاد لمصر.
وحكاية العدوان على غزة معقدة لا يمكن النظر إليها في صورة الدماء والصواريخ والجثث، ولكن لا بد من النظر إليها باعتبارها مسلسلاً كريهاً، يدفع ثمنه الأبرياء من الشعب الفلسطيني بغزة، يدفع ثمن حماقات حماس ودموية نتنياهو، وإذا لم ننتبه لتلك الثنائية في هذه اللحظة، فاستعدوا بقوافل الإغاثة من جديد بعد شهرين أو سته أو سنة، فالحروب صار لها تجار وصار لها أثرياء وصار لها بزنس إقليمي فاجر، وما يهمني في الأمر كمصري أولاً وقبل كل شىء هو تأثير استمرار تلك الأوضاع بينما نحن نسعى لبناء دولتنا الجديدة، دولتنا التي غابت عنا أربعين عاماً بفعل الخيانة والفساد والاستبداد، مصر التي تشرق شمسها فيقف لها الخصوم بالمرصاد.
لا يزايد علينا أحد في موقفنا ضد العدوان الهمجي على الشعب الأعزل، وفي ذات الوقت لا يطلب واحد منا أن نصمت عن جرائم حمساوية كنا ضدها ومازلنا وأن يبرر طلبه لصمتنا بأن هذا ليس أوانه، عذراً إذا لم تتكلم الآن وتعلق دماء شهداء غزة في رقبة حماس فأنت تساهم في التضليل وفي ضياع حق هؤلاء الشهداء، فكيف أفهم أن يستخدم القادة الحمساويين الأشاوس شعب أعزل كدرع بشري ليحموا أنفسهم، وكيف يستخدم الحمساويين مدارس الأطفال التابعة للأونروا كمنصات اطلاق صواريخ، وهذا القول ليس من باب التخمين ولكنه تصريح من مسئولي هيئة الإغاثة العالمية ( الأونروا).
ستسمر الحرب ولن تقف إلا إذا أمر بالتوقف كفيل حماس الدولي سواء كان في قطر أو في تركيا، ستسمر الحرب واسرائيل تقدم نفسها للعالم الخارجي كحمل وديع يستخدم سلاحه لحماية مواطنيه بينما حماس تستخدم مواطني غزة لحماية سلاحها، ستسمر الحرب والحمساوية كجزء من التنظيم العالمي للإخوان يلعبون مع مصر لعبة الخنجر المسموم في الظهر.
يكذب مسئولو حماس بحديثهم عن تحقيق توازن الرعب بدلاً من توازن القوة، يكذبون عن التضامن الدولي معهم ويدفع الأطفال والأبرياء الثمن، يكابرون ضد القيادة المصرية ومبادرتها ويركعون للمعزول مرسي، وباختصار يمكن القول أن القضية الفلسطينية لم تخسر على مدار تاريخها بقدر ما خسرت بعد تقدم تلك العناصر التكفيرية المشهد السياسي، والانتظار هنا لا يفيد، فهذا التعامي يؤدي إلى تنامي فساد الفكرة، وإذا كنا جادين بحق لابد من الحوار الواضح والشجاع والقرارات الكبرى وشعارنا واضح ضد إسرائيل وضد حماس مع المواطن الفلسطيني وقضيته العادلة.
ووسط هذا التضامن لا يمكن التعامي عن تراجع قوة تعاطف الشعب المصري بل والعالم هذه المرة مع غزة لابد من أن تنتبه حماس واتباعها أن الدم المصري غالي والذاكرة الشعبية لم يجف فيها صور الجنود المصريين والمدنيين الذين استشهدوا في هجمات أعلنت أذرع حماس مسئوليتها عنها، سواء كانت سرايا القدس أو بيت المقدس، وهذا يعني أن كيلو الفول أو العدس أو أي معونات يقدمها المصريون هي أرقى درجات الإنسانية، أن تحاول اطفاء النار في بيت من يشعل في بيتك النار وأن تطعم اطفال من سرق قوت اطفالك.. أما عن السوس أو كون مستوى المعونات لا يصل لما ابتغاه الأشاوس فإنني فقط أذكركم أن في مصر من سيقدم الحمد والشكر لله، ولمن يوزع عليهم هذا الذي يترفع عنه مليونيرات حماس أصحاب العقول التي ضربها السوس فانهزمت.