فى إطار ليالى رمضان الثقافية والفنية بالسيدة زينب التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. عبد الناصر حسن، اُقيمت ندوة بعنوان "العادات والتقاليد والوعى بالثقافة المجتمعية" شارك بها د. سميح شعلان عميد المعهد العالى للفنون الشعبية، د. مرسى الصباغ وكيل كلية الآداب بجامعة قناة السويس، أدارها الكاتب فؤاد مرسى الذى أشار إلى أن المجتمع المصرى أحاط شهر رمضان بخصوصية، فمن أول طلوع الهلال يغير مزاج المصريين ويحتفل به احتفالاً خاصاً فما الذى يفعله بنا رمضان؟ وأضاف أن علماء الفلكلور يتعاملون مع رمضان على أنه أكبر ظاهرة فلكولورية بما تشمله عادات وتقاليد، معتقدات، أدب متمثل فى أغانى وأمثال.
و أكد د. سميع شعلان أنه من الفلكلورين الذين يحاولون تأمل مفردات الثقافة ومعرفة جذورها محاولين التصالح معها، مشيراً إلى أننا نربى فى أولادنا الفردية من خلال جلوسهم أمام جهاز الكمبيوتر، وعدم التجمع حول مائدة الطعام كما كانت الأسرة تجتمع حولها فى الماضى، مؤكداً أننا نحتاج لإعادة اللحمة بين أولادنا وجيراننا وبلادنا، نعيد أشياء إفتقدناها ولا ننظر لإبداعاتنا بدونية موضحاً أن الفلكلور ليس مجرد أن نستدعى الماضى الجميل لكن علينا أن نستبقى ما نستبقيه من التراث من خلال الإبداع، فعلى الموسيقين مثلاً أن يستدعوا الموتيفات الموسيقية.
وتساءل د. سميع كيف نستعيد الذات الحضارية للمصريين؟ هل نخضعها للبحث أم نضعها فى المتحف؟ وقد طالب أن يقام جهاز كبير يُعنى بالتراث وعلى الهيئة العامة لقصور الثقافة أن تستدعى الذات الحضارية فى كل ربوع الوطن بآلياتها والبحث فى كيفية تفعيل هذه الآلية، وتساءل د. سميع كيف سنستمر شعباً لا يفكر ولا يعرف كيف يعيش؟ .. وتداخل فؤاد مرسى متسائلاً : هل الإعلام فى هذا السياق يفهم ما هو الفلكلور ويتعامل معه بطريقة سليمة؟.
و أشار د. مرسى الصباغ إلى أن بعض المصطلحات قد اختلطت مع بعضها مثل "الفلكلور، المأثورات الشعبى، الثقافة الشعبية" مؤكداً أن الفلكلور مصطلح أوربى ظهر فيها بعد أن سادت الرفاهية فى المجتمع متسائلاً هل الأخوان فى أوربا لهم فضل السبق فى القرن السابع عشر الميلادى من خلال عبيد بن ثريا الاجرمى، أبن المقفع، أبن خلدون، كما فرق د. الصباغ ما بين مفهوم التراث الذى هو كل ما توراثناه من أجدادنا ولم نعد نستخدمه فى حياتنا وبين المورث هو كل ما تورثناه ومازال حياً معنا حتى الأن مثل الملابس التى هى ثقافة شعيبة، وتساءل د. مرسى ماذا فعل الإعلام بثقافتنا الشعبية؟ وأجاب أنه قدم لنا أفلام المخدرات والفساد وكل ما يحوى إنحطاط للاخلاقيات ليراه أطفالنا ويتعاملون من خلاله مع الأسرة، واختتم حديثه، مؤكداً أن الثقافة الشعبية بما فيها من وعى ونضج وحكمة ترتفع بمن هم فى الطبقات الدنيا لتجعلم فى مصاف الطبقات الأعلى.
