الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت.. لا تلوموا "داعش"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل يوم يتقدم القٌبح.. يكسب أرضا جديدة، ويضم أتباعا إضافيين، ويخطو خطوات سريعة فى مشروعه الكبير لتأسيس دولته الكبرى من شرق العراق وحتى ساحل الأطلسى.
فى ريف إدلب قرر رجال "داعش" إغلاق محال الحلاقة ودكاكين بيع الملابس الحريمى، ووزع أشاوس الحركة اللاإسلامية بيانا حذروا فيه النساء من الخروج، وأمهلوا فيه المدخنين حتى منتصف نوفمبر ليمتنعوا تماما عن التدخين ، ولا تعرضوا للذبح .
وفى نينوى قال بيان لهم إنه سيتم جلد كل من ينطق كلمة "داعش" 70 جلدة، وسيتم ذبحه إذا تكرر الأمر، مؤكدين أن اسم حركتهم يجب أن ينطق "تنظيم الخلافة الإسلامية فى العراق والشام".
وفى الموصل قطع رجال العصابة رأس رجل كان ينادى جارا له باسمه الذى كان "حسين" ظنا منهم أنه يتوسل إلى الله بالإمام الحسين.
أى دموية تلك، ومتى نبتت شجرة الكراهية والتخلف فى أوطاننا إلى الحد الذى أوجد عندنا مَن يشربون الدماء، ومَن يلعبون الكرة برءوس القتلى؟
أى مناخ قذر جعل هذا العالم العربى وباء للدنيا التى تسمع وترى كل يوم سادية مفزعة ؟ أى دين ذلك وأى رجال ادعوا أنهم رجاله وقد صنعوا بنا هذه المأسأة ؟
لا تلوموا "داعش" على تعصبهم، ولا تندهشوا من تصرفاتهم.. هُم نتاج طبيعى لحالة الفقر الفكرى الذى ساد االمجتمعات المسلمة خلال نصف القرن الأخير.. هم رد فعل طبيعى لخطابات التكفير وكتابات التسفية، ونقلة النصوص بلا تدبر.
هم ما نستحق كمسلمين تركوا التدبر، وهجروا التفكر، والتحفوا بالسكون، ورضوا بالجهل، وتوقفوا عن الاجتهاد فصارت الدنيا فى جانب والدين فى جانب آخر.
لا تلوموا "داعش" على دمويتهم، فرجال الدين كانوا أكثر دموية عندما كفروا طه حسين من قبل، وطاردوا على عبد الرازق، وطلقوا نصر حامد أبو زيد من زوجته.
سُنت السكاكين، وجٌهزت الخناجر بين المتعممين الذين رغبوا فى التسلط والإثراء من خلال وصف "الشيخ"، وخضع الناس لهم، وطلبوا منهم المدد، ورضوا حكمهم باعتباره حكم الله، فصار الجهلاء حواجز وقضبان أمام كل ذى صاحب فكر أو طرح جديد.
كلما أفتونا قالوا إن أبا حنيفة قال، أو الامام مالك رأى، أو الشافعى ذكر وكأنهم مجرد "بوسطجية" مهمتهم نقل فتاوى القرون الوسطى لنا.
لم يُشغل أيهمم ذهنه، ولم يحرر عقله ويقدم لنا رؤية جديدة، لم يفتح لنا أحدهم آفاق التدبر ولم يقدم أحدهم اجتهادا، ولم يصالح أيا منهم بين الحياة الحديثة ونصوص القرآن والسنة.
سامحهم الله ، فهم وراء داعش ، وهم أصل القاعدة ، وهم سبب كل دنس يطال صورة الاسلام فى العالم.