أعزو كثيرًا من التخلف والفقر والتراجع فى التنمية فى البلدان ذات الأغلبيات المسلمة إلى الفهم المغلوط للدين والنظرة القاصرة للدنيا .
منذ خطت أقدامنا على الأرض ونحن نسمع أحاديث مُكررة حول فتن الدنيا ، ومحبة الله للفقراء ، وتأخر المؤمنين الأغنياء فى دخول الجنة ، وتخلى بعض الصالحين عن ثرواتهم ليحيوا فى ضنك وتقشف .
إن التراث الاسلامى ملىء بفخاخ من التواكل ، والكسل ، وتقييد النجاح بدعاوى القناعة .
كل هذا فى ظنى لا علاقة له بالاسلام ولا بالمسيحية ولا بغيرها من الأديان السماوية التى جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الظلم إلى العدل ، ومن الفقر إلى العيش الهانىء . تذكروا قوله تعالى : " وقال استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموالٍ وبنين . ويجعل لكم جناتٍ . ويجعل لكم أنهارا ."
تحت لافتات الزهد المتطرف توقفت كثير من الأيدى عن العمل ، وباسم التوكل على الله سكنت كثير من النفوس عن السعى نحو الرزق ، وبعبارات الارهاب والتخويف من الثراء رضت عقول عدة بما لديها من مال ولم تسعى لمضاعفته وتنميته . وكان النتاج المر أن شعوبنا العربية والاسلامية لم تبتكر ولم تتطور ولم تقدم ما يفيد البشرية علما أو اقتصادا أو فكرا .
قبل عقود خلت كان الشيخ محمد الغزالى ـ رحمه الله ـ يجلس على شاطىء المتوسط فى إحدى المدن الساحلية بالجزائر عندما لفت نظره صياد بسيط يصطاد السمك فى صبر وطمأنينة . نظر إليه بامعان ولاحظ أنه بعد ساعة زمن اصطاد سمكة كبيرة ، فوضعها فى حقيبته وقام واقفا ليعود منزله . اقترب محمد الغزالى من الرجل وقال له : لماذا تنصرف؟ رد الرجل : لقد حصلت على رزقى وهو يكفى لليوم . فقال له الغزالى : أنت تصنع رزقك . ما ضرك لو جلست ثلاث ساعات أخرى واصطت ثلاث سمكات وبعتها وكان رزقك أكبر .
إن السعى وراء المال ليس عيبا ، ولا ينبغى أن يكون ، وحلم الثراء ليس جريمة . واذا كان بعض الجهلاء يدّعون أن الثراء جريمة ، والمال ابتلاء ، والمكسب فتنة ، فاللهم ارحمنا شر هؤلاء ، وامنحنا القدرة أن نُحسن قراءة ديننا الذى انكمش بين مَن يرون الدين جهلا ، ومَن يرون الجهل دينا .
والله أعلم .
mostafawfd@hotmail.com
منذ خطت أقدامنا على الأرض ونحن نسمع أحاديث مُكررة حول فتن الدنيا ، ومحبة الله للفقراء ، وتأخر المؤمنين الأغنياء فى دخول الجنة ، وتخلى بعض الصالحين عن ثرواتهم ليحيوا فى ضنك وتقشف .
إن التراث الاسلامى ملىء بفخاخ من التواكل ، والكسل ، وتقييد النجاح بدعاوى القناعة .
كل هذا فى ظنى لا علاقة له بالاسلام ولا بالمسيحية ولا بغيرها من الأديان السماوية التى جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الظلم إلى العدل ، ومن الفقر إلى العيش الهانىء . تذكروا قوله تعالى : " وقال استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموالٍ وبنين . ويجعل لكم جناتٍ . ويجعل لكم أنهارا ."
تحت لافتات الزهد المتطرف توقفت كثير من الأيدى عن العمل ، وباسم التوكل على الله سكنت كثير من النفوس عن السعى نحو الرزق ، وبعبارات الارهاب والتخويف من الثراء رضت عقول عدة بما لديها من مال ولم تسعى لمضاعفته وتنميته . وكان النتاج المر أن شعوبنا العربية والاسلامية لم تبتكر ولم تتطور ولم تقدم ما يفيد البشرية علما أو اقتصادا أو فكرا .
قبل عقود خلت كان الشيخ محمد الغزالى ـ رحمه الله ـ يجلس على شاطىء المتوسط فى إحدى المدن الساحلية بالجزائر عندما لفت نظره صياد بسيط يصطاد السمك فى صبر وطمأنينة . نظر إليه بامعان ولاحظ أنه بعد ساعة زمن اصطاد سمكة كبيرة ، فوضعها فى حقيبته وقام واقفا ليعود منزله . اقترب محمد الغزالى من الرجل وقال له : لماذا تنصرف؟ رد الرجل : لقد حصلت على رزقى وهو يكفى لليوم . فقال له الغزالى : أنت تصنع رزقك . ما ضرك لو جلست ثلاث ساعات أخرى واصطت ثلاث سمكات وبعتها وكان رزقك أكبر .
إن السعى وراء المال ليس عيبا ، ولا ينبغى أن يكون ، وحلم الثراء ليس جريمة . واذا كان بعض الجهلاء يدّعون أن الثراء جريمة ، والمال ابتلاء ، والمكسب فتنة ، فاللهم ارحمنا شر هؤلاء ، وامنحنا القدرة أن نُحسن قراءة ديننا الذى انكمش بين مَن يرون الدين جهلا ، ومَن يرون الجهل دينا .
والله أعلم .
mostafawfd@hotmail.com