(المواطن الغلبان حسن حصاوى يغشى عليه من حين لآخر، وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات ولكن أحيانا يجعل من يسمعه هو الذى يغشى عليه).
( حصاوى بالمقهى يحضر نفس الشاب صديق المثقف الذى مازال مختفيا)
الصديق: شفت القرارات اللى أصدرتها الحكومة؟ ناوية تجوعنا كلنا.
حصاوي: لا مش للدرجة دى.
الصديق: هل الحكومة عندك ما بتغلطش أبدا؟
حصاوى: بالعكس دى بتغلط طول الوقت.
الصديق: الحمد الله يعنى اعترفت أهو بالحقيقة.
حصاوى: طبعا. أحنا بقالنا ستين سنة في المشكلة دي.
الصديق أشمعني ستين سنة؟
حصاوي لأن الحكومات كلها دعمت كل حاجة عشان تبرر أنها تحكمنا.
الصديق أزاي بقي؟
حصاوي التعليم العالي مجاني ودا مش حاصل في أغني البلاد ودعمت الكهربا والصحة والبنزين ورغيف العيش والميه حاجة ببلاش كده وقالت هنشغل كل الناس حتى لو ما لهمش شغل وندخل العيال المدارس حتى لو كان في الفصل 80 عيل وسمته برضه تعليم وكانت مانعة الاستيراد عشان الجنية يفضل ما سك نفسه لكن دا ما نفعش لأننا دخلنا حرب ورا حرب ورا حرب ومرتين سلاحنا كله يتاخد مننا قبل ما نحارب ونشتري غيره.وسيبك من آلاف الشهداء والمصابين دول مش في الحسبة.
الصديق ( صارخا ) دا كلام الرجعيين.
حصاوي صح. ما أنا من الرأسماليين.
الصديق ( وهو يتأمله ) مش باين عليك.
حصاوي عشان بهرب الدولارات والاسترليني لبلاد بره.
الصديق خلينا في النهار ده.
حصاوي: ما هو النهار دا يا دكتور ابن امبارح.
الصديق: أنا مش دكتور.
حصاوى: دى غلطتك أى حد في مصر يقدر يا خد دكتوراه وهو مغمض.
الصديق: بس كان عندنا صناعة وزراعة ما تنكرش.
حصاوى: الخمس فدادين بتوع الفلاحين عياله العشرة ولا الستة ورثوا من أبهاتهم وكل واحد
باع كام قيراط عشان يتجوزوا ويجيبوا عيال يدخلوهم الجامعة والصناعة بقت بعافية لما مسكها موظفين الحكومة، ولا نسيت عربية نصر اللى عملناها وما عاشتش تلات أربع سنين.
الصديق: وجه السادات ومبارك وباع معظم المصانع والشركات للرأسماليين.
حصاوي: بعد المديرين ما اختلسوها ومعاهم شوية موظفين والباقى بطلوا يشتغلوا وساعات
كانو بيتعينوا وهما ما لهمش شغل.
الصديق: والحكومات اللى جت بعد كده ما صلحتش الوضع ليه؟
حصاوى: يغيروا حاجة ويجيبوا لنفسهم وجع الدماغ؟. غير إنهم كانوا زى اللى سبقوهم، كنت عايزهم يخلوا التعليم الجامعى بالفلوس واحنا ما شاء الله عمالين نزيد، ويدخلوا الأوائل بالمجان زى بقية الدول؟ ولا يسرحوا اللى ما بيشتغلش ولا حتى اللي بيسرقوا ويختلسوا؟ طب وهما مالهم؟ ما هى ماشية.
الصديق: أنا مش فاهم إنت مع الشعب ولا مع الحكومة؟
حصاوى: أنا لا مع الشعب ولا مع الحكومة، الحكومات قعدت تلبخ يمين وشمال والناس اللى
بتفهم هاجرت تشتغل بر،. والناس اللى قعدت مستمرئة الوضع وكل سنة تهتف فى عيد العمال المنحة يا ريس.
الصديق: مش فاهمك.. تقصد إيه؟
حصاوى: أقصد الناس بقوا على دين ملوكهم وما يقدروش يثوروا لأن ما فيش سياسة ولا معارضة، هما كمان بقوا يختلسوا ويرتشوا ويسرقوا الكهربا والكحل من العين، والشرفا الخايبين ضايعين بين الاتنين.
الصديق: تقوم الحكومة اللى عاملة إنها ثورية ترفع الأسعار على الشعب الغلبان؟
حصاوى: لا ما يصحش طبعا.
الصديق: يبقي الحل إيه يا نور؟
حصاوى: الشعب كله وأولهم المسئولين يطلعوا في مظاهرة بالملايين ويهتفوا عشانا عليك
يا رب، اتبرعوا لنا عشان نسدد ديونا اللى بالمليارات وكل سنة بتزيد، اتبرعوا لنا يا مؤمنين، دا أنتم مسلمين زينا، إلهى ما يوريكم مكروه.
الصديق: إيه الكلام الفارغ اللى بتقوله دا؟
حصاوى: طب بلاش لاحسن تقول عليا مع الحكومة، إيه رأيك لو المسئولين يطلعوا يشحتوا
لوحدهم، ويجيبوا لنا اللى إحنا عايزينه وهما اللى يذلوا نفسهم وبعد شوية نشيلهم.
ونجيب غيرهم؟
الصديق: إنت بتهرج ولا بتتريق؟
حصاوى: أنا بقول اللى عندى وانت بقى عليك تختار.
الصديق: دى مسألة عايزة تفكير ودراسة وتأمل.
حصاوى: شفت.. أديك ما عندكش حل، بس ضرورى تفكر بسرعة لأننا بنزيد أكتر من مليون كل سنة.
الصديق: أنت الظاهر مش عارف اللى هيحصلك لما يشيلوا الدعم عن البنزين والتموين ويعملوا تقشف.
حصاوى: أنا ما عنديش حاجة أخسرها، ساكن في السطوح وما بجرش ميه ولا كهربا تقريبا ومش بشتغل ولا بركب تاكسيات، باخدها مشى ودا كويس لصحتى النفسية والعقلية.
بس أوعى تحسدنى.
(الصديق يغشي عليه)
هرش مخ
1ـــ الحلم
أحلم بأنى أرى فوانيس الحكومة المضاءة بالنهار وقد انطفأت، حتى يمكن أن أتحمل انقطاع النور
ليلا فى منازلنا!.
2 ـــ القدوة
وأحلم أن ينقطع النور دوما في حزب النور ما دام يمكن أن يضربوا لنا المثل والقدوة فيشعلوا
الحطب كل ليلة!
3ـــ كسب شرعي
وأحلم أن يكونوا فريقا لكرة القدم يرتدى البنطلونات الطويلة أو الجلابيب ربما ليكسبوا لنا مباراة!
4ـــ الريادة
أو ينشروا بيننا لعبة الكرة بالحجارة أو يقيموا سباق الجمال حتى تكون لنا الريادة على بلاد العالم الكافرة!
5 ــ الحسنة
أحلم بأن يلتزم حزب النور بالصيام في رمضان عن الفتاوى حتى تكون لهم ولو حسنة!.
6ـــ الشعاع الباقي
أحلم بأن يطفئ حزب النور الكهرباء في كل شوارعنا حتى نشعر ساعتها بأن حزب النور هو
الشعاع الوحيد الحقيقى الباقى لنا!.
7ــ الضرورة
هل هناك ضرورة للفرجة على مسلسل ناصر وحكيم الذى شاهدناه مرارا، بينما نحن لم نكتب
تاريخنا بعد؟!.