الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الاختطاف.. الجريمة الكبرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتهمت الحكومة الإسرائيلية جماعة حماس الإخوانية باختطاف ثلاثة من مواطنيها ثم قتلهم وإلقائهم في أحد الحقول ونحن لا نعلم مدى صدق هذا الاتهام لجماعة حماس والتي نناصبها العداء لكونها الذراع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية ولضلوعها في تدريب العناصر الإرهابية في سيناء ولدورها الخطير في زعزعة الأمن القومي المصري وقامت الدنيا ولم تقعد حزناً وألماً واستنكاراً لجريمة خطف المستوطنين الثلاثة ثم قتلهم ولم يمضمن الوقت الكثير حتى قام المستوطنون اليهود بخطف طفل فلسطيني وتعذيبه وقتله وتوالت الغارات على قطاع غزة وكذلك المداهمات والاعتقالات العشوائية ليزداد الشعب الفلسطيني بؤساً فوق بؤسٍ وسوف تستمر تفاعلات الحدث إلى زمن غير قليل وربما يتطور الأمر إلى حرب بين الفلسطينيين والسلطة الإسرائيلية بسبب جريمة اختطاف ثلاثة من المستوطنين اليهود فماذا يقول العالم عن اختطاف وطن بأكمله وطرد شعبه وارتكاب مذابح يشيب لها الولدان ألا وهي جريمة اختطاف فلسطين العربية وتشريد أهلها في بقاع الأرض ؟
نعم أفعال جماعة الإخوان الإجرامية ضد الشعب المصري ألهتنا عن الجريمة الكبرى جريمة اختطاف فلسطين قضية مصر الأولى والأمة العربية إنها فتن تقطع الليالي المظلمة يُنسي بعضها بعضاً من شدة الألم هكذا نجح الإخوان في تغيب قضيية العرب الأولى ألا وهي قضية اغتصاب فلسطين والأجيال الصاعدة لا تعرف البؤس والمأساة التي عانى ويعاني منها الشعب الفلسطيني، إن زيارة واحدة لمخيمات اللاجئين في لبنان وغيرها (كمخيم المائة مائة أو برج البراخبة أو اليرموك... إلخ) تعرف مدى الصعوبة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني، وسوف أذكر الجيل الجديد الذي تغيب وعيه بحادثة واحدة في هذا المقال حتى لا ننسى القضية الأساسية للأمة العربية ولعل القاصي والداني يعلم أن العقيدة القتالية للجيش المصري هي قتال إسرائيل وكل ما تعده مصر من عدة ما هو إلا ليوم اقتتال سوف يحدث بين الجيش المصري والإسرائيلي قادم لا محال..
إننا الآن نتكلم عن مذبحة من المذابح العديدة التي حدثت للشعب الفلسطيني ألا وهي مذبحة "صبرا وشتيلا" وهو اسم مخيم فلسطيني يقع في الجبهة الجنوبية من مدينة بيروت عاصمة الدولة اللبنانية.. وكانت بيروت قد تعرضت للغزو الإسرائيلي سنــة 1982 وسقطت ثاني عاصمة عريقة في أيدي المحتل الإسرائيلي بعد سقوط العاصمة الأولي وهي مدينة القدس، ففي اليوم التالي لمقتل بشير الجميل الرئيس اللبناني الطائفي تحركت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومعها ميليشيات الكتائب التابعة للطائفة المسيحية في لبنان بقيادة آل الجميل نحو معسكرات صبرا وشتيلا بعد أن غادرها الفدائيون في أكبر عملية خروج للمسلمين الفلسطينية من لبنان بقيادة (أبو عمار) ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني حاصرت القوات الإسرائيلية وميليشيات الكتائب المخيم في يوم الثلاثاء الموافق 14 سبتمبر (أيلول) وظن أهل المخيم أن الضمانات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها من قوانين وضعت لحكم الضعفاء فقط ظنوا أن مثل هذه القوانين سوف تحميهم من البطش والمذابح. 
بعد الحصار دخلت القوات المخيم وهي تنادي (سلم سلاحك تسلم) (استسلموا تسلموا) فقام عدد من سكان المخيم بالتوجه إلى قوات الاحتلال والمليشيات مؤكدين لهم خلو المعسكرات من المقاتلين والأسلحة وبأن كل المقاتلين غادروا المعسكر ولكن كل هذه التوسلات باءت بالفشل وتأكد سكان المعسكر بأن شعارات استسلموا تسلموا ما هي إلا شعارات للغدر وبدأت المذبحة من الساعة الخامسة يوم الخميس السادس عشر من أيلول سنــة 1982 على يد ميليشيات حزب الكتائب وإن الحصار الإسرائيلي كان لإفساح المجال للميليشيات التي قامت بقصف المعسكر بنسائه وأطفاله بالمدفعية لعدة ساعات ثم توالت القذائف الضوئية على المعسكر ودخلت القوات حي الحرش وعرسال وبدأت القوات في اقتحام البيوت وتعالت الصراخات وعويل الأطفال مع طلقات الرصاص التي كانت تحصد الأطفال أمام الآباء والأمهات ثم يتم قتل الآباء والأمهات مئات من العربات المصفحة تجوب أحياء المعسكر وتفرض عليه حصاراً محكماً ثم تقتحم القوات البيوت وتطلق الرصاص على كل من فيها من نساء وأطفال وشيوخ والصراخ يتعالى وسط صيحات للمليشيات بمكبرات الصوت "موتوا يا إرهابيين" "موتوا يا كلاب" ثم اختطاف عدد كبير من الفتيات وثم اغتصابهن أمام الآباء والأمهات في عملية اغتصاب جماعي وثم تعذيب أعداد حتى اعترفوا على ملاجئ يختبئ بها البعض وأخرجوهم وقاموا بصفهم وإطلاق الرصاص عليهم في حفل قتل جماعي أمام العالم أجمع وشاركت قوات الاحتلال في المذبحة بقصف مدفعي لبيوت المخيم.  
في اليوم التالي للمجزرة يوم الجمعة 14 أيلول وصلت تعزيزات للميليشيات التي اقتحمت المعسكر وتعالت نداءات "سلّم تسلّم" ولكن انتشار الجثث في شوارع المخيم كان أكبر دليل على كذب وخداع هذا النداء وكانت عملية القتل ممنهجة حيث إنه كان يتم تصفية عائلات بالكامل والبحث عن فروع العائلات المتناثرة في المخيم وتعمد قتلها وبعد استمرار اقتحام البيوت وقتل من فيها قامت القوات بعدها بعمل مذابح جماعية باستخدام السيوف وذبح الضحايا وقطع رؤوسهم وأثناء ارتكاب المذابح كانت إذاعة الكتائب والإذاعة الإسرائيلية وميليشيات حزب الكتائب ضد المقاتلين في مخيم صبرا وشتيلا كذباً وزوراً لتبرير تواجد هذه القوات وسط سكان المخيم العزل في أبشع صورة لتزييف الحقائق وهذا الكذب عين ما تفعله قناة الجزيرة المجرمة لتزييف الحقائق وتزييف وعي المواطنين ولعلنا جميعاً نذكر استقالة الإعلامي الشهير غسان بن جد وعندما استقال علانية من قناة الجزيرة وقال إن عمل قناة الجزيرة ليس إعلامياً ولكن استخباراتي هدفه تمزيق الأمة العربية في مخطط أعد سلفاً من قوى الاستعمار هكذا قامت القوات الإسرائيلية وميليشيات الكتائب بارتكاب مجزرة للشعب الفلسطيني في مخيمات صبرا وشتيلا أقل تقدير لضحاياها هو قتل 1800 من النساء والأطفال والشيوخ و اغتصاب وقتل أعداد كبيرة من الفتيات ويصل أمر تقدير ضحايا هذه المذابح إلى 4000 والأدهى من ذلك أن القوات اقتحمت المستشفيات الخاضعة للصليب الأحمر وقامت بقتل المرضى إلا من تمكن رجال الصليب الأحمر من تهريبيهم هكذا حتى لا ينسى الجيل الجديد من هو العدو الحقيقي في المنطقة ويحاول تدمير المنطقة باستخدام عملائه.