تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كلمات بسيطة كتبها المناضل كمال خليل على صفحته الخاصة بالفيس بوك مساء الخميس الماضي، فقامت الدنيا عليه ولم تقعد، تعليقات جارحة وسباب وتخوين وخراب عظيم، أتمنى أن لا يسألني القارئ عن تعريف لكمال خليل، فعلى من لا يعرفه أن يذهب بعيدا عن هذا المقال ليعرف أيقونة الثورة الحقيقية كمال خليل ثم يعود لاستكمال قراءة المقال.
كتب صوت الانتصار كمال على صفحته وجهة نظره في ممارسات الإخوان الإجرامية التي شهدناها ومازلنا وكذلك ممارسات المدافعين عنهم من مدعي اليسارية أو الليبرالية فيقول كمال فى البوست الذي نشره " اللى بيدافع عن الارهاب والارهابيين لايمكن يكون ديمقراطى ولا ثورى ولا اشتراكى ....انا دافعت عن حرية الاخوان المسلمين قبل الثورة عندما كانوا لا يحملون سلاحا فى وجه الشعب ...وأبقى انسان أهبل وخاين لشعبى ومبادئى لما ادافع عن ارهابهم الذى لايمكن فصله عن ارهاب دامى فى كل المنطقة العربية ".
قال هذه الكلمات وسكت ولكن صبيان خيرت الشاطر أو كما أسماهم البعض ب " خدامين الإخوان " لم يسكتوا فراحوا يكيلون له السباب الشخصي والاتهامات الغبية وكأننا لا نعرف الرجل ، لم يسكت " خدامين الإخوان " بعد تعليق أو اثنين على البوست ولكنهم راحوا بشكل منظم ومكثف في بجاحة لا ينافسهم فيها سوى لجان الاخوان الالكترونية يهيلون التراب على تاريخ الرجل الذي ما عرفناه سوى أيقونة للثورة وصوت للانتصار، الرجل الذي لم نكن نطمئن على أنفسنا في مظاهرة في زمن مبارك إلا بوجوده معنا قائداً للهتاف وراعياً لأجيال جديدة كانت تحبو لتعلم فنون التظاهر.
كمال خليل المناضل الفذ الذي لم تلن له قناة في مواجهة الفساد والاستبداد والتوريث مدافعاً صلبا عن حقوق بسطاء شعبنا من عمال وفلاحين ، جاء عليه اليوم الأسود الذي يزايد فيه بعض الصغار على قامته الشامخة ، لست صديقاً صدوقاً لكمال ولم أكن عضوا بتنظيمه الذي كان يقدمه كمتحدث عنهم في اجتماعات التنسيق بين الاحزاب والتيارات وكانت هذه تضحية كبرى منه حيث كان يضع رقبته على كفيه في مواجهة المباحث ، ذلك التنظيم الذي فقد ظله ومعه آخرين يهاجم كمال خليل الآن.
أقول لم أكن صديقاً لكمال ولكننا كنا زملاء ميدان هو يعرف أنني قيادي بحزب التجمع وهو لديه ملاحظات على حزبنا ونحن لنا ملاحظات على تنظيمه ، وبالرغم من ذلك وعلى حسب ما تعلمناه وتربينا عليه سياسياً هو أن نحفظ للناس أقدارها ، فما بالنا والرجل ينطق الآن بما هو حق وما هو معبر عن جموع شعبنا المصري وما الجريمة في أن يقول كمال على صفحته " خدامين جماعة الاخوان واللى بيطالبونى بالدفاع عن مجدى حسين ومجدى قرقر ...هيه الناس دى قالت اى كلمة لما الحسينى ابو ضيف أتقتل ولما الناس أتعذبت عند الاتحادية و لما الناس أترمت من فوق الاسطح فى الاسكندرية ولما الناس أتقتلت فى بين السرايات والمنيل ولما الناس بتموت فى قنابل مفخخة كل يوم ، خدامين الاخوان المدافعين عن ارهابهم ضعوا السنتكم تحت احذيتكم ،لانخاف من سلطة لكنى لا ادافع عن الارهاب ".
هذا موقف واضح وشجاع يستحق كمال عليه الاحترام والتقدير وليس السباب والتخوين من محدثي الثورة وأثريائها الذين لا يقتاتون إلا على الجيفة والغباء السياسي ، وهنا لابد من الانتباه والحذر ذلك ما يؤكده لنا الكاتب والباحث المناضل مصطفى الجمال حيث كتب تعليقاً على تلك المهزلة قائلاً " لا أصدق ما قرأته.. في لحظات خطيرة لأزمة الثورة بين مطرقة الإرهاب وسندان الشمولية التي تحاول البزوغ.. وجدت أكوامًا من الشتائم والإهانات تنهال على المناضل كمال خليل من مختلفين معه في الرأي.. ولا شك أن كل إساءة تحيق في النهاية بمن يطلقها، فهي تكشف ضحالته وعجزه وضيق أفقه.. وأرجو من المناضل كمال خليل أن يضغط على نفسه ولا يستجيب بأي شكل لتلك المهاترات.. وأتمنى أن نتعلم جميعًا الطرح الموضوعي لأفكارنا واحترام الأخلاقيات الثورية والإنسانية ".
وأنا أيضاً من حقي أن أقول دون تردد أن الإرهاب المتأسلم لا حقوق ديمقراطية له وأن حق التظاهر مكفول لمن يعرفون قيمة السلمية ومعناها ، أما المتحدثون بالقنابل المفخخة فهم مجرمون لا أكثر ولا أقل ، وعلى من يدعون أنهم رسل الديمقراطية فى بلادنا المتمولين من كل حدب وصوب عليهم أن يحددوا موقفهم وأن يفكوا الارتباط بوضوح بين حق التظاهر وحق التفجير ، وعليهم أن يعلموا أن استمرار خلطهم للأوراق يجعلنا نتهمهم وضميرنا مرتاح أنهم ظهير سياسي للإرهاب سواء بوعي أو بدون وعي ، ومن الآن لا بد أن تتحدد الخنادق.
وأخيرا.. كمال خليل صوت الثورة والانتصار مصر وبسطائها يحبونك فلا تحزن إن الشعب معنا.