تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رغم مرور ما يزيد على 3 سنوات على إطلاق مصطلح الربيع العربى من خلال قناة الجزيرة القطرية الذراع الإعلامية لجماعة الاخوان الإرهابية إلا أن هذا المصطلح لم يعد يتردد بقوة كما كان فى الأسابيع الأولى لعام 2011، بل أصبح ينزوى ويتوارى يوما بعد آخر لأن من يستخدمه من الكتاب والإعلاميين أو حتى الباحثين والدارسين يشعر بالخجل من نفسه ومن قرائة ومتابعية لأن ما أصاب المنطقة العربية من أحداث وإرهاب متصاعد يؤكد أنه ليس ربيعا بل ربيع القاعدة أو ربيعا إرهابيا.
ولعل أكبر دليل على هذا التوجة هو لجوء عدد كبير من الكتاب الأمريكيين وخاصة المتخصصيين فى شئون الجماعات الراديكالية الاسلامية ومنهم الكاتب الأمريكى المعروف دانييل جرينفليد الذى قرر العدول عن استخدام هذا التعبير واستبدالة بتعبير آخر أكثر واقعية وهو " ربيع القاعدة" نسبة الى تنظيم القاعدة الارهابى..
ومن المعروف لدينا نحن معشر الكتاب العرب ان كتاب الغرب بصفة عامة والأمريكان بصفة خاصة لايطلقون شعارات أو مصطلحات خالية من المضمون ولكنهم أشد حرصا منا فى استخدام الشعارات والمصطلحات خاصة ان تحت أيدى هؤلاء الكتاب العديد من الوثائق والأسرار والمستندات غير المتاحة لدينا كما انهم يشاهدون مايدور على أرضنا العربية من الخارج بعيداً عن آى انحيازات عاطفية أو مصالح شخصية أو صراعات عقائدية أو مذهبية..
فالربيع العربى الذى روجت له قناة الجزيرة القطرية أتى بربيع القاعدة وتمدد وانتشار ارهاب القاعدة لأول مرة منذ ظهورها على يد بن لادن على مساحة أكبر من المنطقة العربية ولأول مرة تشهد مصر هذه العمليات الارهابية من تنظيم القاعدة باستخدام السيارات المفخخة ووصل الأمر الى زرع المتفجرات بالقرب من قصر الرئاسة وهى المنطقة المحرمة لدى جميع المصريين أصبحت منطقة مباحة لربيع القاعدة الارهابى.
فالأمر الان لايحتمل الانقسامات بين مايطلقون على أنفسهم ثوار 25يناير أو فريق 25يناير لان 25يناير كان هو بداية ظهور ربيع القاعدة وهيا للارهاب حاضنة سياسية واقتصادية واجتماعية على أرض مصر ولولا 25يناير ماشهدت مصر هذا الارهاب المتصاعد وماستشهد هذا العدد الكبير من رجال الشرطة والجيش والمدنيين وماتحملت ميزاينة الدولة خسائر مالية بمليارات الجنيهات..
فالكاتب الأمريكى دانييل جرينفليد محقا فى وصفة لما يدور ويحدث على أرضنا العربية فى مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق على انه ربيع القاعدة وليس ربيعا عربيا لان الربيع هو فصل تفتح الزهور وليس فصل قتل الأبرياء ولولا موقف الجيش المصرى وانحيازة السريع الى مطالب ثورة 30يونيو وعزل الاخوان لغرقت مصر فى بحور من حمامات الدم مثلما نشهد الان فى العراق وسوريا وليبيا..
فربيع القاعدة الذى تعيشة المنطقة العربية منذ أكثر من 3سنوات جعل السموات العربية فوق هذه الدول تغطيها سحابة سوداء لم تنقشع حتى الان بسبب مانراه من تفجيرات ارهابية وقتل ودماء وان السحابة السوداء التى كانت تشكو منها مصر فى سنوات الأمن والاستقرار بسبب تلوث البيئة وحرق قش الأرز انقشعت تماما بينما حلت محلها السحابة السوداء لربيع القاعدة بسبب رائحة وتفجيرات البارود والديناميت..
وأثبت ربيع القاعدة ان جميع التنظيمات الدينية التى ترتدى ثوب الاسلام وتتخذة ستارا لها وتتاجر به وخاصة جماعة الاخوان الإرهابية انها تتفق فى الأهداف وتختلف فى التكتيكات فهذا التنظيم يفضل زرع المتفجرات وآخر يفضل الاغتيالات وثالث يفضل حرق الممتلكات ورابع يفضل نشر الفوضى فهى فروق تكتيكية وليست ايديولوجية..
فلا تصدقوا من يدعى كذبا ان هناك تنظيمات اسلام سياسى يمكن ان تنبذ العنف أو تتخلى أو تجرى مراجعات فكرية والدليل ان قادة الجماعة الاسلامية عادوا مرة آخرى للعنف والقتل والدم وحملوا السلاح فى وجه الدولة والمواطنين لان شهوة السيطرة على الحكم فى بلادنا أصبحت مثل السرطان فى أجساد هذه التنظيمات لا شفاء منه ولكن لابديل عن بتر هذه الأجساد.
فربيع القاعدة يجب ان يكون هو المصطلح الأكثر استخداما وانتشارا من خلال الكتاب والمفكريين والسياسين العرب وخاصة المصريين وباقى الدول التى تعانى من ويلات ربيع القاعدة والتى تغطى سمائها السحابة السوداء لهذا الربيع الأسود ومن يريد أن يتأكد عليه ان يطلع على مايكتبة عدد من الكتاب والمتخصصين الأمريكيين هذه الأيام لأنهم يخشون ان تكتوى بلادهم بربيع القاعدة مرة آخرى.