تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ما زال الرئيس عبد الفتاح السيسى يبهرنا باستخدام العصا السحرية التى قال إنها الشعب المصرى، والتى أقول إنها لا تزيد عن "إبدأ بنفسك"، فلم نسمع عن أى رئيس مصرى أو ملك أو وإلى أو سلطان أو أمير (فقد مر على مصر كل هذه المناصب) أن تبرع بنصف راتبه علاوة على نصف ما يملك وحتى ماورثه عن آبائه، فالعصا السحرية لمست قلوب المصريين جميعا (طبعا ماعدا رجال الاعمال) فهاهم أحفادى يطلبون التبرع وسآخذهم فى رحلة جماعية إلى البنك المركزى لكسر الحصالات والتبرع بما فيها.
ايضا قالوا لى نحن نريد ان نتبرع بنصف ملابسنا ونصف العابنا خاصة قبل عيد رمضان، وقلت لهم الأقربون أولى بالمعروف، ابحثوا بأنفسكم فستجدوا من يستريح له قلبكم فى التبرع، ولأنى سافرت الى الولايات المتحدة الأمريكية العديد من المرات فاعلم أن التبرع بالملابس غير المناسبة أو التى انتهت موضتها يجرى بصورة منظمة طول العام لأن هناك صناديق حديدية تستطيع إدخال الملابس إليها ولا تستطيع أن تأخذها، وهى مقسمة إلى حريمى ورجالى وأطفال وأحذية، وهى باللون الأخضر ومكتوب عليها، ويأتى فرد من جيش الخلاص وهى منظمة امريكية معنية بهذه الأمور من جمع وترتيب وتجهيز وتوزيع لهذه الملابس على من يحتاجها أو بيعها لمحلات خاصة واستخدام حصيلة الدخل فى مساعدة المحتاجين، أيضا الصرف على الموائد المجانية للفقراء طول العام.
وقد استخدم الرئيس العصا السحرية أيضا عندما سأل عن أول رحلاته فقال السعودية وحاول البعض استخدام زيارته للجزائر للنيل من مصداقيته أقول لهم إنه قبل التوجه إلى الجزائر حطت طائرة عاهل السعودية العظيم فى مطار القاهرة وقام الرئيس السيسى بالصعود على متنها، وهى أرض سعودية جرى عليها أول زيارة خارجية للسيسى، وأيضا تم أول اجتماع لتبادل الرأى بين المسئولين السعوديين ونظرائهم المصريين على متن نفس الطائرة، والغريب والجميل ايضا ان السعودية شكرت للرئيس السيسى صعوده إلى الطائرة والضرب بالبروتوكول عرض الحائط وتقبيل رأس خادم الحرمين الشريفين فالرئيس تصرف كسعودى وخادم الحرمين تصرف كمصرى، وهنا أقول، موتوا بغيظكم.
أيضا جرى استخدام العصا السحرية فى إعادة هيكلة الميزانية ورفض اعتمادها للعجز الرهيب بها وتطبيق الحد الاقصى للأجور وضغط الانفاق فى المؤسسات والهيئات الحكومية التى تعتمد البذخ كوسيلة من وسائل الترفيه عن موظفيها الكبار والتضييق على الموظفين ذوى الرواتب الصغيرة، وإذا كان اول الغيث قطرة فقد اعلنت وزارة الداخلية تطبيقها للحد الأقصى للدخول وتنازل وزيرها عن نصف راتبه للدولة، ونحن ننتظر أخبارا سعيدة من كل الوزارات وستأتى تباعا إن شاء الله وقد ظهرت البشائر أيضا عندما أعلن محافظا الإسماعيلية والبحيرة على ما أعتقد بالتنازل عن نصف راتبهم ايضا لصالح الدولة، وسننتظر ما تأتى به الايام القادمة.
وقد مست العصا السحرية ايضا المجمعات الاستهلاكية التى استطاعت السيطرة على جنون الاسعار والنزول به إلى أكثر من 25% من أسعارها من لحوم وأسماك ومستلزمات شهر رمضان أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركات.
وعلى أهمية ترشيد الإنفاق والتبرع للدولة من المواطنين كل حسب موقعه وكل حسب دخله فهذا يصب فى مصلحة الدين الداخلى والسيطرة على التضخم، ولكن لابد من رفع شعار "التصدير أو الموت" فالعملة الصعبة هى وسيلتنا لدفع فوائد الديون الخارجية وإن توافرت نستطيع ان ندفع اصل الدين.
ننتظر عودة السياحة بفارغ الصبر، هل لك ياسيادة الرئيس أن تلمسها بعصاك السحرية فهى مصدر لا يقارن من العملة الصعبة وحتى تعود افضل مما كانت فى العصور السابقة، وعفوا ياعزيزى القارئ سأنهى مقالتى بما سارت عليه اليابان وسبب رخائها ألا وهو "التصدير أو الموت".