الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت.. ارفضها يا "سيسي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنا فى واشنطن مجموعة من الصحفيين المصريين نتحاور ونتشاور ونفكر ونسأل حول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية عندما طلبنا لقاء مسئول كبير من مناهضى مصر فى الكونجرس، وتحدد اللقاء بشرط عدم نشر اسمه، وجلس معنا مستر"اكس" يسألنا إن كان ثمن صداقتنا للولايات المتحدة دفع 1.3 مليار دولار سنويا؟ فنفينا وقلنا إنها اتفاق غير مكتوب منذ توقيع معاهدة السلام .
وقلنا للرجل، إن قيمة المعونة تقل عن نصف من واحد فى المئة من الناتج الإجمالى لمصر وهى لا تمثل اضافة حقيقية، فردّ: إن ذلك صحيح، لكنها تمثل للأمريكيين رقما كبيرا ويمكن من خلالها رصف عشرات الطرق.
وقلنا، إن مصر وأمريكا تخوضان حربا ضد الارهاب، وأن أمريكا لا يمكنها التحرك فى المنطقة بعيدا عن مصر، وقال مستر "اكس" إن ذلك صحيح، لكن هل ينبغى أن تحصل مصر على معونة عسكرية مقابل تعاونها؟ وإذا لم تكن هناك معونة هل يعنى ذلك أنه لا تعاون بين البلدين؟ ثُم ما هى علاقة صفقة "الأباتشى" بمكافحة الإرهاب؟
واستغربنا المنطق وقلنا: ربما.. وعليكم أن تعلموا أن المعونة مفيدة لأمريكا مثلما هى مفيدة لمصر، وليس منطقيا ربطها بأمور سيادية مثل التدخل فى شئون القضاء مثلما طالب بعض أعضاء الكونجرس .
انتهى اللقاء ونحن مُحبطون ، لكن مسئولا بالسفارة المصرية بواشنطن دعانا إلى فنجان شاى وقال إن أمريكا تمثل عشرات التوجهات والرؤى والأفكار، وأن مستر "اكس" مجرد صوت من بين كثير من الأصوات، بل إن هناك أعضاء بالكونجرس يعون تماما أهمية دور مصر فى المنطقة.
ورغم ذلك ظلت بأذنى بقايا غُصة وكثير من الحُزن من كلمات مستر "اكس" الجارحة. " إنها أموالنا وليست أموالكم، ونحن نعلم جيدا أن ينبغى أن تكون"، وتذكرت مقولة الرئيس السيسى قبل ترأسه "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا" ورفعت جبهتى، وطلبت بُرهانا، فكتبت هذا المقال، واخترت عنوانه قبل كتابته: ارفضها يا سيسى.. ارفضها تماما.