الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الفول طعام الملوك وسحور الصائمين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
" ونرص الأكل على السفرة أشكال وألوان
و الفول أبو زيت أصلي بحبه في فطور رمضان
يسيب الأكل كله
و يمسك طبق الفول
و لقمة تجر لقمة
يشبع ويقوم على طول"
بهذة الكلمات أختزلت الفنانة " صباح" العلاقة التاريخية الوثيقة بين وجبة الفول المدمس والمصري وتحديدا في شهر رمضان. الفول المدمس هو الطعام الأول بلا منازع في مصر وترجع أصل تسمية المدمس إلى "ديموس " أول من " دمس" الفول في الحمامات العامة فكان يشعل النار في مقلب القمامة حتى يعطي سخونه لماء الحمام وفجأه جاءته فكرة وهي أن يضع قدرة الفول وسط القمامة المشتعلة لكي ينضج أسرع!
و فعلًا نجحت العملية وأصبح أهل المدينة كلهم يضعون قدرهم عند " ديموس" ومن هذا جاءت كلمة الفول المدمس.
ومن أشهر الأماكن التي عرفت بتدميس الفول "مستوقد باب الخلق خلف دار الكتب والوثائق القومية كانت قطعة من الخلاء كبيرة لها باب خشبي قديم، وغرفة صغيرة بمدخنة شاهقة الارتفاع، أشبه ببرج، ويؤدي أحد زواياه إلى إحدى الحمامات الشعبية الشهيرة وهو حمام"التلات". لذا نجد أن مستوقدات مصر أصبحت ملازمة للحمامات بدأًت من مستوقد باب الخلق مرورا بالناصرية وحتى باب الشعرية.
أختفت هذة الطريقة في تدميس الفول مع اختفاء الحمامات الشعبية ووجود حمام في كل مسكن ٬ وهوما يؤكده " فرج الجحش " مالك أشهر محال ومطاعم بيع وتقديم الفول المدمس في السيدة زينب بل وفي مصر كلها حيث يتوافد عليه السائحين خصيصا لشهرته في الطعم والمذاق اللذان يتميز بهما "الجحش "عن باقي المحال التي تقدم الفول ٬ يتابع الجحش أن مطعم الجحش أسس منذ أكثر من ٥٠ عام وكان بالفعل يستعين بالمستوقدات الملحقة بالحمامات الشعبية في تدميس الفول لكن هذة الطريقة انتهت مع اختفاء الحمامات منذ ما يقارب ٢٠ عام وإن كانت ألذ وأطعم لأن الفول" لياخد راحته في السوا على الفحم والرمل ".
وعن الأسعار والإقبال هذا العام في رمضان عن الأعوام السابقة خاصة العام الماضي قال الجحش: هناك إقبال ورواج في الحركة عن العام الماضي بسبب اختفاء المظاهرات وعودة الأمن إلى الشارع واطمئنان الناس فيتناولون وجبة السحور في المطعم وهي فترة الضغط الأكبر في شهر رمضان والتي نبدأ في التجهيز لها عقب الإفطار مباشرة من الساعة السابعة ٬ طبعا الإحوال أفضل هذا العام وليس هناك مشكلات في النقل كما كنا نواجهها العام الماضي باختفاء البنزين وارتفاع مصاريف النقل
أما عن أثر وجود مسجد السيدة زينب بالقرب من مطعم " الجحش" يؤكد فرج أن توافد المصلين والزائرين للمسجد ومقام السيدة يؤثر بالإيجاب على مطعمه وترويج للحركة بل هناك من يأتي خصيصا لزيارة حي السيدة ليتناول وجبة من الفوق المدمس في مطعمه والتي لا تكون قاصرة على الفول فقط فهناك الطرشي والزبادي البطاطس بأنواعها وبالطبع " الطعمية" قرينة الفول المدمس.
أما عن الأسعار فتتراوح وجبة الفول المدمس بمشتملاتها للفرد الواحد ما بين ٦ إلى ٧ جنيهات.
لا يتحرج صاحب مطعم الجحش من تعليق نموذج" للجحش " كنوع من زينة رمضان فهو يراه سبب كبير في الشهرة التي ينالها مطعمه ويجعل الناس تقبل عليه.