اليوم 30/ يونيو سـنـة 2014 الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، بعد أن مضت الجماعة عاماً واحداً في حكم مصر، تركت في هذا العام أسوأ انطباع لدى الشعب المصري الذي لم يتحمل حكم الإخوان عاماً واحداً لأسباب عديدة ذكرناها في مقالات كثيرة، إلا أننا ننوه على أن شعب مصر أكبر شعب في العالم يحتفظ لنفسه بذاكرة تاريخية نادرة تتشكل، وتتكون من موروث حضاري يمتد عمقه إلى قبل سبعة آلاف عام قبل الميلاد، وأن مصر هي أقدم دولة عرفت نظام الحكومات المركزية.
بينما كان العالم كله تحكمه القبيلة إلى عهد قريب جداً ويكفي المرور على الآثار المصرية القديمة المتمثلة في معابد وأثار الفراعنة إلى العهد الحديث في متحف قلعة صلاح الدين في قلب القاهرة، وهو المتحف الذي يحتفظ بتاريخ الجيش المصري الذي أسسه محمد علي باشا إلى يومنا هذا، مما يعطي دلالة على العمق الحضاري لهذا الشعب وما فعلت إسرائيل إبان الغزو الأمريكي للعراق الشقيق بتجهيز مجموعات كوماندوز لسرقة المتحف التاريخي للعراق بحجة سرقة لوحة الأسر البابلي لليهود.
وأنه دليل على أن إسرائيل نجحت لنفسها عن ذاكرة وعن حضارة ولو مسروقة من حضارة الشعب العراقي، لكي تعطي لنفسها مبرر للوجود ولو مزيفاً فذاكرة الشعوب هي التي ترسم العمق الحضاري لأي شعب ولعل الشعب المصري لا يذكر للإخوان إلا المساوئ والقهر ومازال الإخوان يصرون على أن تكون صفحة تاريخهم في ذاكرة الشعب المصري سوداء من أول الإعلان الدستوري الذي حصن فيه رئيس الإخوان قراراته من الطعن عليها، وكأنه معصوم لا يخطأ.
وخرج المصريون في هذا اليوم ملايين امتلأت بهم شوارع مصر معترضين على ذلك ولم يعبأ الإخوان.. ثم تحصين اللجنة الدستورية.. وإقالة النائب العام.. وحصار المحكمة الدستورية.. وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي.. وحصار كاتدرائية الأقباط في العباسية.. وحصار أمن الدولة.. وحصار وزارة الدفاع.. وحصار وزارة الداخلية.. وحرق المجتمع العلمي.. وللعلم والمعرفة المجمع العلمي المصري هو المكان الوحيد في العالم الذي كانت به وثائق مذبحة الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية وهي الوثائق الوحيدة الصحيحة في العالم؟ ومحاصرة دار القضاء العالي.. وبيع وثائق سرية جداً متعلقة بالأمن القومي المصري للأمير حمد بن باسم مدير المخابرات القطرية بملايين الدولارات قبضتها جماعة الإخوان نقداً وعداً وقطر هي الوكيل الإسرائيلي في المنطقة ومهاجمة المعترضين على الإعلان الدستوري في ميدان التحرير والتحرش بأكثر من مائة فتاة وإحداث جروح بآلات حادة في الأماكن الحساسة .. ثم جلب ميلشيات الإخوان إلى قصر الاتحادية وعمل مذبحة لأكثر من 11 شاب لقوا مصرعهم بعد حفلات التعذيب البشعة والموثقة وقتل الحسيني ضيف الصحفي لأنه قام بتصوير هذه المذبحة كما قتلت الصحيفة" ميادة"، وهي تصور خروج الإخوان بالأسلحة الآلية في عين شمس أي تعمد قتل الدليل التحالف مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وطلب مرسي المعزول من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري نقل نشاط التنظيم إلي مصر بهدف تدمير الجيش المصري واستبداله بالمليشيات الإخوانية.
ورغم معرفتي الشديدة ومعايشتي للدكتور أيمن الظواهري فهو إنسان لا يعرف ماذا يريد وهو إنسان حالم لا علاقة له بالواقعية وقد قالوا "أحرقت الأحلام من استضاء بنورها"، فباع نفسه للمخابرات القطرية بعد وفاة أسامة بن لادن زعيم التنظيم الأول وأصبح أيمن أداة تنفيذ المخطط الأمريكي البغيض في المنطقة وهو الفوضى الخلاقة..
انظر إلى ما يحدث في سوريا على يد داعش والنصرة ومن على شاكلتهم وكذلك ما يحدث في العراق فمنظمة داعش التي تتخذ من أسلوب جنكيز خان قدوة في حروبها تقطع الرؤوس، وتلعب بها الكورة لم تقتل أمريكياً واحداً ولم تقتحم قاعدة أمريكية واحدة قتلت من أهل السنة في العراق ضعف ما قتلت من أهل الشيعة فهي تسعى لتدمير دولة العراق بإحراق مساجد السنة ومساجد الشيعة على حد سواء حتى تشعل حرب المائة عام التي ذكرها هذى كسينجر اليهودي وزير الخارجية الأمريكي في حقبة الثمانينات.
وقال: إنها
ستكون في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة فداعش والإخوان والنصرة وأيمن الظواهري
هم أدوات إشعال حرب المائة عام التي سوف تُهلك المسلمين سُنة وشيعة، أن قدر لها
الاشتعال وبإذن الله لن يحدث فكل المخلصين يقفون ضد هذه المؤامرة وما حدث يوم 30
يونيو هو آية من عند الله أنقذ بها المنطقة من حرب تأكل الأخضر واليابس، وهذا ما قاله
المشير طنطاوي في حواره مع جريدة اليوم السابع في مارس سنــة 2014 عندما قال الحمد
لله ثورة 30 يونيو أنقذت المنطقة من مخطط التقسيم الذي كان معدا لها، والإخوان
شركاء في هذا المخطط .. ثم مذبحة المقطم أمام مكتب الإرشاد.. حيث قام قناصة حماس
الذين أوكلت لهم مهمة حماية مكتب الإرشاد بقتل أكتر من 12 من الشباب المصري
المعترض على حكم الإخوان ثم المزايدة على الشعب المصري سنوات ورفض اتفاقية السلام
بين مصر وإسرائيل، ثم تبني الإخوان اتفاقية الصلح والسلام بين حماس وإسرائيل.. ثم
التعهد لأن باترسون السفيرة الأمريكية بإعطاء 60 ألف فلسطيني الجنسية المصرية؛ لكي
يتمكنوا من شراء أراضٍ في سيناء المصرية لتكون بديلاً عن الأراضي الفلسطينية التي
أقامت عليها إسرائيل 400 مستوطنة يسكن بها قرابة 180 ألف يهودي وبالفعل ثم إعطاء10 آلاف فلسطيني الجنسية
المصرية أغلبهم من منظمة حماس.
التعهد للحكومة السودانية بالتنازل عن
أرض حلايب وشلاتين وضمها للسودان استجابة للرغبة الأمريكية مقابل تخلي السودان عن
إقليم "دارفور" وإعلانه إقليماً مستقلاً على غرار ما حدث في جنوب
السودان.
ولعلم
القارئ أن إقليم "دارفور" مساحته
تساوي مساحة دولة فرنسا وبه أغنى جبال يورانيوم في العالم ولذلك أمريكا حريصة على
فصل هذا الإقليم من دولة السودان.
التحالف مع أعداء مصر قطر وتركيا
وأمريكا وإسرائيل وإنجلترا بحجة إسقاط انقلاب 30 يونيو، ومحاولاتهم إسقاط الدولة
وتشجيع عمليات الإرهاب، وطلب المزيد ودعم الجماعات الإرهابية بالمال والسعي لتكوين
ما يسمى الجيش المصري الحرفي ليبيا بزعامة عبد الحكيم بلحاج الذي زار قطر عدة مرات
بهدف التنسيق مع جماعة الإخوان في مصر وإنشاء 3 معسكرات للجيش المصري الحر في
ليبيا وتوفير كميات من السلاح المنتشر في ليبيا بعد فتح مخازن الجيش الليبي.
هكذا تأتي الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو
على حكم جماعة الإخوان، والإطاحة بها ورفض النموذج الإخواني والتصور الإخواني لرسالة
الإسلام؛ لأنه تصور خاطئ يمثل فكر الخوارج والفكر التكفيري والإقصائي لكل
المخالفين وقد ترك الإخوان صفحات سوداء في ذاكرة الشعب المصري ذكرنا بعضها في هذا
المقال للتذكرة فقط.