تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
في البداية.. نتوجه بالتهنئة الحارة للوزارة الجديدة، ونتمنى لهم النجاح والتوفيق، وهذه التهنئة للجميع سواء الوزارات التي نقدر جهودهم، وتضحياتهم الجسام كوزارة الدفاع أو وزارة الداخلية أو الوزارات التي لنا ملاحظات على أدائها.
وفرحنا كثيرا جدا بإنشاء هذه الوزارة الجديدة؛ لأنها تعد ثمرة التفكير الجديد، ونتوقع لها بأن تكون من اهم الوزارات، ولا تقل شأنا عن الوزارات الاستراتيجية. لآنها تتعلق بمستقبل وطن يجب ان نعيد بناءه من جديد لكي يكون خالياً من كافة العشوائيات أيا كان نوعها او شكلها. سواء في الفكر او الاحياء او الشوارع في كافة أوجه الحياة .. إلخ فالعشوائيات متعددة ومتداخلة وسيكون دوره الوزارة الجديدة من خلال اعداد الدراسات والمؤتمرات تحديد مفهوم ومجال عملها لأنها من القضايا المصيرية.
ونأمل الا تكون هذه الوزارة مجرد حبر على ورق او نوع من انواع الديكور لزيادة عدد الوزيرات في تشكيل الوزارة الجديدة. وهذا الاحساس وليد الماضي ابان فترة نظام المخلوع حيث برزت قضية العشوائيات بقوة بسبب زيادة العمليات الارهابية لجماعات الاسلام السياسي. واكدت الدراسات ان اغلبية قادة واعضاء هذه الجماعات نمت وترعرعت في الاحياء العشوائية على مستوى الوطن .. فعقدت المؤتمرات، والندوات، وجمعت التبرعات الا سرعان ما وجدنا كل هذا قد اختفى ..
وتم تغليب الحل الامني وتوجهه الضربات القوية. فكانت حوارات الاستتابة وبدء الافراج عن اعداد كبيرة من الارهابيين، واكدت لنا الايام بأن الجزء الكبير من قيادات هذه الجماعات لجأت لذلك كنوع من انواع التقية وخير دليل على ذلك ما اعلنه عاصم عبد الماجد على منصة رابعة وطارق الزمر.
وبالرجوع للماضي نجد ان زيادة العشوائيات بدأ عقب هزيمة المشروع القومي للتنمية الذي قاده الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث نجحت في تنفيذ الخطة الخمسية الاولى وشرعنا في تنفيذ الخطة الثانية والتي كانت كفيلة بنقلنا لمصاف الدول الحديثة والمتقدمة.
ولكن تم استدراجنا لهزيمة 1967. والتي كان له اثر كبير ومازلنا نعاني من اثارها حتى الان .. وللأمانة ان الجهة الوحيدة التي استوعبت الدرس هي قواتنا المسلحة التي اعدت نفسها من خلال التدريبات الشاقة واعداد الخطط لاسترداد وتحرير سيناء واتخاذ الاسلوب والمنهج العلمي في عملها وتدريباتها ونجح القطاع العام القوي الذي تم بنائه في توفير الاحتياجات الاساسية للمجهود الحربي حتى انتصرنا في 1973.
الا يؤسفنا ان نسجل بأن النظام السياسي الذي كان يحكمنا في هذه الفترة لم يكن على مستوى الحدث العظيم والانجاز الكبير الذي حققته قواتنا المسلحة بالانتصار الكبير في 6 اكتوبر 1973 فقام بالاستجابة للضغوط الاستعمارية وتبني سياسة الانفتاح الاقتصادي مما ادى الى تدمير مقدراتنا الاقتصادية لحساب حفنة من السماسرة والوكلاء للمنتجات الاجنبية وكان طبيعيا ان يتم التخريب المتعمد للقطاع العام ثم عرضه للبيع على المحاسيب وهذا ادى الى رفع الدولة يدها عن كل شيء وتوقفت تمام عن تقديم الخدمات للشعب فحلت الحلول الفردية محل التفكير الجماعي .. مما يمكن القول ان هذه الفترة كانت ازهى نمو للعشوائيات وازدهارها .. واستفاد من ذلك تيار الاسلام السياسي الذي عقد معه اتفاقا سياسيا تحت زعم التصدي لقوى اليسار وانتشرت الاحياء والمدن والطرق والمواقف والتفكير العشوائي والذي كان مرتعا لسيطرة ونمو هذه التيارات وكان النتيجة الطبيعية اغتيال الرئيس انور السادات.
وكان يجب علينا الاستفادة مما حدث ونعيد ترتيب اوضاعنا واعداد الخطط للتخلص من العشوائيات وتيار الاسلام السياسي الا للأسف الشديد بدء نظام المخلوع في سنوات حكمه الاولى ببدايات مبشرة الامر الذي ادى الى التفاف جزء من القوى السياسية حوله وهذا بفضل مستشاريه في هذه الفترة لكن سرعان ما تخلص منهم ليحل محلهم مستشارين السوء الذين قادونا الى ما نحن فيه الآن.
وبفضل سياستهم انتشرت العشوائيات والفقر وتركزت السلطة والثروة في فئة محددة ومزيد من التمكين لجماعات الإسلام السياسي.. ولم ينطلي على أمريكا والغرب محاولات هذا النظام باللعب بورقة هذه التيارات بالعكس اقتنعت بأنها هي القوة المؤهلة لأن تحل محله، فكانت الكارثة التي حلت بنا جميعا واستيلاء جماعة الإخوان المسلمين على السلطة.. وبفضل الشعب المصري وقواتنا المسلحة تم إنقاذ الوطن والشعب وحتى لا يعود هذا الكابوس علينا أن نقتلع جذور ومنابع الإرهاب والجريمة بإزالة وتطوير العشوائيات حتى لا تعود للماضي الأليم.. ونأمل في فتح أوسع الحوار والنقاش حول هذه الوزارة من أجل توفير كافة أشكال الدعم لتنجح في عملها.. والله ولي التوفيق.