أكثر من تفجير بقنابل بدائية الصنع في يوم واحد ، إصابات محدودة ورسالة جديدة من الإرهاب مفادها أنه بخسته لن يهدأ حتى يثير الرعب في قلوب أبناء وطننا، لتتأكد الرسالة التي أطلقها الإخوانجية منذ ما قبل لحظة إعلان نتيجة المشئوم مرسي واحتلالهم ميدان التحرير وتصريحاتهم بحرق البلد إذا تم التزوير ، وطبعًا التزوير في مفهومهم هو سقوط مرشحهم ، أما البلد التي يريدون حرقها فهي في مفهومهم قطعة أرض لا معنى لها يسكنها أسرى حرب لديهم ، وهذه الأرض هي مجرد منصة انطلاق يتحركون منها لينفذوا تعليمات تنظيمهم الدولي ، ولم تتوقف رسائل تهديدهم عند هذا الحد، ولكنه قيل بوضوح في دوائر ضيقة، حيث أكد واحد من كبارهم لمسئول مهم في الدولة آنذاك: " يا نحكمكم يا نقتلكم ".
هذه الإطلالة التي تفوح منها رائحة البارود ، تذهب بنا إلى ما سبق وقلناه مرارًا وهو أن مصر تخوض حربًا حقيقية ، حرب على أكثر من جبهة، والإرهاب المتأسلم هو واحد من هذه الجبهات ، فضلًا عن الحرب السياسية الكبرى التي تخوضها مصر في مواجهة المخطط الدولي الاستعماري الذي كان يرتب لتقسيم مصر وإنهاء وجودها للأبد وفق ما قالوا عنه مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وإذا كان المشهد يتم كتابته بكل هذا الوضوح ، يصبح تحديد الخنادق في الداخل المصري أمر لا بد وأن يتم التعامل معه أيضًا بكل الوضوح ، لقد تابعت ردود الفعل بعد الإعلان عن تفجيرات المترو، فكانت الملاحظة هي أن كل من صدعونا بحقوق الإنسان وقطاع كبير من الذين تاجروا بإعلان انتمائهم للثورة والفقراء قد صمتوا صمت الحملان ، لم يصدروا بيانًا واحدًا يرفضون فيه ممارسة الإرهاب المتأسلم ، لم يتضامنوا مع ضحية واحدة من ضحايا الرصاص الغادر الذي أطلقته ميليشيات القتل الممنهج ، استشهد عشرات من جنودنا البواسل ولم نسمع من مسببي الصداع كلمة ترحم واحدة على من ذهب دون ذنب إلا وقوفه حارسًا للبلد.
العجيب هو أن موقف البسطاء من الناس يأتي راقيًا بعد كل حادثة ، بينما من اصطفوا معنا يوما ما في طابور المطالبين بالتغيير والدولة المدنية فلا أجد من ردود فعلهم إلا ما يشير إلى خدمتهم للمتأسلمين سواء بالغطاء النظري الذي يلعبون عليه وهو حكاية الفصيل الوطني، والتي ثبت كذبها، أو بحكاية الدولة العميقة التي يعلقون عليها كل أسباب موقفهم المخزي.
وليت الأمر يتوقف عند فشل أو نجاح هؤلاء من أسماهم البعض بالنحانيح فالفشل والنجاح يرجع أصلًا لتقدير خاطئ للموقف، ويمكن استيعاب هذا التردد رغم مخاطره، ولكن الأمر يتجاوز التقدير الخاطئ ليدخل دائرة الشبهات، فما معنى عدم صدور أي بيان أو تصريح يحدد فيه هؤلاء موقفهم من الإرهاب المتأسلم، يتكلمون معك سرّا أنهم ضد تصرفات الإسلامنجية، بينما المعلن منهم في أوراقهم هو دعمهم المتوالي للإرهاب بل والنضال نيابة عنهم في بعض القضايا، حتى إن صورتهم العامة في نظر الناس صارت "مقرفة"، وليس أدل على ذلك من عدم تضامن الناس معهم في قضايا حقيقية مثل حق التظاهر.
ولذلك يرى البعض وأنا منهم أن ذلك التشوه الذي أصاب قطاعًا من النخبة صار حملًا ثقيلًا على الثورة وعلى قصة التغيير نحو دولة مدنية، وصار بعض من هذه النخب أكثر بشاعة من تفجيرات المتأسلمين في المترو، وصار عليهم أن يراجعوا مواقفهم وتصرفاتهم أو فليصمتوا إلى الأبد.
هذه الإطلالة التي تفوح منها رائحة البارود ، تذهب بنا إلى ما سبق وقلناه مرارًا وهو أن مصر تخوض حربًا حقيقية ، حرب على أكثر من جبهة، والإرهاب المتأسلم هو واحد من هذه الجبهات ، فضلًا عن الحرب السياسية الكبرى التي تخوضها مصر في مواجهة المخطط الدولي الاستعماري الذي كان يرتب لتقسيم مصر وإنهاء وجودها للأبد وفق ما قالوا عنه مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وإذا كان المشهد يتم كتابته بكل هذا الوضوح ، يصبح تحديد الخنادق في الداخل المصري أمر لا بد وأن يتم التعامل معه أيضًا بكل الوضوح ، لقد تابعت ردود الفعل بعد الإعلان عن تفجيرات المترو، فكانت الملاحظة هي أن كل من صدعونا بحقوق الإنسان وقطاع كبير من الذين تاجروا بإعلان انتمائهم للثورة والفقراء قد صمتوا صمت الحملان ، لم يصدروا بيانًا واحدًا يرفضون فيه ممارسة الإرهاب المتأسلم ، لم يتضامنوا مع ضحية واحدة من ضحايا الرصاص الغادر الذي أطلقته ميليشيات القتل الممنهج ، استشهد عشرات من جنودنا البواسل ولم نسمع من مسببي الصداع كلمة ترحم واحدة على من ذهب دون ذنب إلا وقوفه حارسًا للبلد.
العجيب هو أن موقف البسطاء من الناس يأتي راقيًا بعد كل حادثة ، بينما من اصطفوا معنا يوما ما في طابور المطالبين بالتغيير والدولة المدنية فلا أجد من ردود فعلهم إلا ما يشير إلى خدمتهم للمتأسلمين سواء بالغطاء النظري الذي يلعبون عليه وهو حكاية الفصيل الوطني، والتي ثبت كذبها، أو بحكاية الدولة العميقة التي يعلقون عليها كل أسباب موقفهم المخزي.
وليت الأمر يتوقف عند فشل أو نجاح هؤلاء من أسماهم البعض بالنحانيح فالفشل والنجاح يرجع أصلًا لتقدير خاطئ للموقف، ويمكن استيعاب هذا التردد رغم مخاطره، ولكن الأمر يتجاوز التقدير الخاطئ ليدخل دائرة الشبهات، فما معنى عدم صدور أي بيان أو تصريح يحدد فيه هؤلاء موقفهم من الإرهاب المتأسلم، يتكلمون معك سرّا أنهم ضد تصرفات الإسلامنجية، بينما المعلن منهم في أوراقهم هو دعمهم المتوالي للإرهاب بل والنضال نيابة عنهم في بعض القضايا، حتى إن صورتهم العامة في نظر الناس صارت "مقرفة"، وليس أدل على ذلك من عدم تضامن الناس معهم في قضايا حقيقية مثل حق التظاهر.
ولذلك يرى البعض وأنا منهم أن ذلك التشوه الذي أصاب قطاعًا من النخبة صار حملًا ثقيلًا على الثورة وعلى قصة التغيير نحو دولة مدنية، وصار بعض من هذه النخب أكثر بشاعة من تفجيرات المتأسلمين في المترو، وصار عليهم أن يراجعوا مواقفهم وتصرفاتهم أو فليصمتوا إلى الأبد.