" هذه المدينة لغز، رغم أنك ستتعب حتى تجد أى سحر فيها ، ستجردك هى من قدرة الرحيل ، والناس فيها لا يجيدون شيئا أفضل من البقاء ملتصقين بها كالأطفال . "
هكذا ينبئنا عنها الشاعر الجميل سعد العبدلى وهو يرى دواخلها وخباياها . كلما ابتعدت تقترب ، وكلما افترقت عنى أجدها ملتصقة بروحى ، فى السفر سبع فوائد لا تساوى خسارة غيابها ، فى السفر أفتقدها ، بسخونتها وزحامها وضوضائها وحزنها وهموم أبنائها . بذلك الضجيج المتواصل والصراع الدائم بين القوة والحق ، والحرب الصاخبة بين الأمة والحكومة ، بتلك المقاومة التى لا تنتهى للقبح ، والأمل المتسع لغد أجمل .
كنت فى رحلة عمل لأمريكا ، وكانت مصر حاضرة فى كل شارع ، وفندق ، ومطعم ، وتاكسى . كنت أقول إننى من مصر ، فتبتسم الوجوه إجلالا وتنحنى الهامات احتراما ، مصر أكبر مما تتخيلون ، وأعظم مما تتوقعون ، حضارة هى الأعظم ، ومكانة هى الأعلى ، وريادة هى الأبقى ، لذا لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر بعظمتها من الذين قالوا إنا وطنيون ثم أحنوا الرءوس أمام العاهل القطرى ، أو الدب التركى ، أو المتآمر الحمساوى .
لا يضيرك الذين يفرّطون فى ترابها شرقا لأهل غزة ، وجنوبا للإخوة السودانيين ، فهم لا يعرفون عدد من سكب روحه فداء لهذا الثرى .
لا يحبطك الذين يهبطون بها إلى الجهل والتعصب والتطرف وضيق الأفق .
لا يقهرك الذين يفرعِنون حاكمها ويؤلهونه ويخلعون عليه أوصاف الأنبياء والصحابة، ولا يريدون نقدًا لسوء ولا إنكارًا لباطل .
لا يعنيك الذين لا يرونها ولا يعترفون برابطة لأبنائها ، أولئك الذين ختم الشيطان على قلوبهم ، فصار لديهم الماليزى كالمصرى ، والغزاوى أولى من الصعيدى .
تندهشون تندهشون عندما تعلمون أن سائقى التاكسيات ، وعمال السكك الحديد ، وموظفى الفنادق ، والعاملين فى محلات الملابس ، ورواد المقاهى والمطاعم فى أمريكا يحبون مصر ، ويسألون عنها وعن أهلها الطيبين وحضارتها التى لا تتبدد .
تندهشون تندهشون عندما أكرر لكم عبارة سيدة جميلة عن وطن يحتضن الحضارات وينتج الجمال ويصدره ويمد العالم به .
تندهشون تندهشون عندما يسألنى مغترب مصرى مهاجر لم يرَ الوطن منذ 25 سنة إن كان الناس فى مصر ما زالوا يبتسمون كما كانوا أم لا !
أتساءل مع صديقى الشاعر محمد الماغوط فى أسف : " هل أنا فى وطن بحاجة إلى حدود أم حدود بحاجة إلى وطن ؟ "
أخجل أن أجيب، وأستغرق فى التذكر وأستعيد التاريخ وأتمثل الحضارة فيعود لوجهى بريق الأمل ، لقد احتل الهكسوس مصر ثلاثمائة عام ولم تتهكسس ، واستولى عليها البطالمة ولم تتبطلم ، وبقى فيها الفاطميون قرنين كاملين ولم تتشيع ، وغزاها نابليون بعساكره ولم تتفرنس ، وأقام فيها الإنجليز سبعين عاما ولم تتجلنَز ، لذا فإنها لم تتأخون ووقى الله المصريين شر الفاشية الدينية .
هكذا ينبئنا عنها الشاعر الجميل سعد العبدلى وهو يرى دواخلها وخباياها . كلما ابتعدت تقترب ، وكلما افترقت عنى أجدها ملتصقة بروحى ، فى السفر سبع فوائد لا تساوى خسارة غيابها ، فى السفر أفتقدها ، بسخونتها وزحامها وضوضائها وحزنها وهموم أبنائها . بذلك الضجيج المتواصل والصراع الدائم بين القوة والحق ، والحرب الصاخبة بين الأمة والحكومة ، بتلك المقاومة التى لا تنتهى للقبح ، والأمل المتسع لغد أجمل .
كنت فى رحلة عمل لأمريكا ، وكانت مصر حاضرة فى كل شارع ، وفندق ، ومطعم ، وتاكسى . كنت أقول إننى من مصر ، فتبتسم الوجوه إجلالا وتنحنى الهامات احتراما ، مصر أكبر مما تتخيلون ، وأعظم مما تتوقعون ، حضارة هى الأعظم ، ومكانة هى الأعلى ، وريادة هى الأبقى ، لذا لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر بعظمتها من الذين قالوا إنا وطنيون ثم أحنوا الرءوس أمام العاهل القطرى ، أو الدب التركى ، أو المتآمر الحمساوى .
لا يضيرك الذين يفرّطون فى ترابها شرقا لأهل غزة ، وجنوبا للإخوة السودانيين ، فهم لا يعرفون عدد من سكب روحه فداء لهذا الثرى .
لا يحبطك الذين يهبطون بها إلى الجهل والتعصب والتطرف وضيق الأفق .
لا يقهرك الذين يفرعِنون حاكمها ويؤلهونه ويخلعون عليه أوصاف الأنبياء والصحابة، ولا يريدون نقدًا لسوء ولا إنكارًا لباطل .
لا يعنيك الذين لا يرونها ولا يعترفون برابطة لأبنائها ، أولئك الذين ختم الشيطان على قلوبهم ، فصار لديهم الماليزى كالمصرى ، والغزاوى أولى من الصعيدى .
تندهشون تندهشون عندما تعلمون أن سائقى التاكسيات ، وعمال السكك الحديد ، وموظفى الفنادق ، والعاملين فى محلات الملابس ، ورواد المقاهى والمطاعم فى أمريكا يحبون مصر ، ويسألون عنها وعن أهلها الطيبين وحضارتها التى لا تتبدد .
تندهشون تندهشون عندما أكرر لكم عبارة سيدة جميلة عن وطن يحتضن الحضارات وينتج الجمال ويصدره ويمد العالم به .
تندهشون تندهشون عندما يسألنى مغترب مصرى مهاجر لم يرَ الوطن منذ 25 سنة إن كان الناس فى مصر ما زالوا يبتسمون كما كانوا أم لا !
أتساءل مع صديقى الشاعر محمد الماغوط فى أسف : " هل أنا فى وطن بحاجة إلى حدود أم حدود بحاجة إلى وطن ؟ "
أخجل أن أجيب، وأستغرق فى التذكر وأستعيد التاريخ وأتمثل الحضارة فيعود لوجهى بريق الأمل ، لقد احتل الهكسوس مصر ثلاثمائة عام ولم تتهكسس ، واستولى عليها البطالمة ولم تتبطلم ، وبقى فيها الفاطميون قرنين كاملين ولم تتشيع ، وغزاها نابليون بعساكره ولم تتفرنس ، وأقام فيها الإنجليز سبعين عاما ولم تتجلنَز ، لذا فإنها لم تتأخون ووقى الله المصريين شر الفاشية الدينية .