الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الجيش و "العبور" الجديد ..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد صمت لم يطل كثيرا لبى جيش مصر الوطني نداء الشعب المحتشد بالملايين في الميادين، أو المنتظر في البيوت من بقايا حزب الكنبة، فأصدر بيانه المُنتظر والمقتضب الذي قال فيه دون أن يصرح “,”إنه أنقذ ثورة يناير وأعادها إلى الطريق الصحيح الذي تعطل كثيرا“,”، وكان يمكن لهذه “,”المساحة الزمنية “,” أن تضع الدولة بأكملها على طريق التحديث وتحقيق أولى الأماني: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كما كان يمكن لهذه الفترة الضائعة أن تجنبنا الخيبات التي أوقعتنا فيها “,”عصابة الإخوان“,” الذين استولوا على الكرسي الرئاسي وما لبث سرطان الأخونة أن بدأ يستشري في جسد مصر المحموم وأصبح المستقبل كله مرهونا بمشروع “,”ماضوي“,” مر زمانه، وأسلوب حكم لا يصلح مع دولة في حجم مصر، فلأول مرة بعد سقوط الملكية يأتي الرئيس “,”الصورة“,” الذي يجلس بجوار التليفون في انتظار “,”التعليمات“,” التي يقرها الحاكم الفعلي في المقطم، “,”البقال“,” الشاطر في تجارته وليس المرشد الأحمق.
مع هؤلاء “,”الغزاة“,” الجدد كانت سفينة مصر – بعد جنوحها – قد بدأت رحلة الغرق، فلم يكن بد من اللجوء إلى آخر المنقذين: القوات المسلحة أو “,”الجيش“,” بتعبير بسطاء المصريين والذي لا يرى فيه الشعب إلا حائطه الأخير الذي يستند إليه في الملمات والأخطار، فلبى الجيش النداء بعد أن أعطى “,”الجميع“,” مهلة للحوار فلم يلتفت إليه أحد من المقصودين بالجميع: محمد مرسي وجماعته الإخوانية، ولأن الغباء السياسي مرض مميت فإن مرسي – في عز المهلة – ألقى خطابًا غبيًا لم يخل من تعالٍ وأكاذيب، مما ساهم في تأكيد نزول الملايين لإنقاذ الوطن من براثن “,”عصابة“,” محترفة وخطرة تلعب على الوتر الديني الحساس وتدغدغ التدين الفطري في قلوب المصريين.
بهذا الإنذار أنهى جيش مصر المعركة مبكرًا وقضى مبكرًا على جماعة عاشت ثمانين عاما تحت السطح، فلما واتتها ظروف “,”العلن“,” تعاملت بأساليب الظلام وكادت تشد وطنا بأكمله إلى ظلام “,”المستقبل“,”، كما قضى هذا الجيش بأقل قدر من الخسائر وأكبر قدر من الدهاء على نظام أعمى لا يرى حتى ما تحت أقدامه.
لقد حققت القوات المسلحة في الأول من يوليو 2013 العبور العظيم الثاني الذي سيسجل في دفتر زهوها وفخارها، حين عبرت بمصر “,”بحر الظلمات“,” الذي يقف على مياهه العميقة فصيل كامل من الإرهابيين والظلاميين الذين يضعون الدين في خندق التخلف والجهل ولا يؤمنون أنه دين الاستنارة لكل العصور.