السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قطر والإخوان وحمرة الخجل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

المتابع الدقيق والراصد الموضوعى للعلاقة الوثيقة بين دولة قطر وجماعة الاخوان الإرهابية على مدار السنوات الأربع الماضية منذ اندلاع مايسمى ثورات الربيع العربى وبصفة أخص منذ سقوط تلك الجماعة الإرهابية من فوق مقاعد الحكم فى مصر يلاحظ بوضوح انها ليست مجرد شراكة استرتيجية أو علاقة تضامن وأخوة أو حتى علاقة مصالح بل انها تتجاوز كل ذلك بكثير بسبب ردود الفعل القطرية تجاه كل مايصيب الاخوان ويوجه لهم من ضربات وصفعات مصرية وخليجية ودولية تصل الى حد ان دولة قطر وخاصة حاكمها وحكومتها تتألمان لألم جماعة الاخوان الإرهابية..

فدولة قطر ليس مجرد صديق أو حتى حليف أو شريك لتلك الجماعة الإرهابية بل وصل الأمر الى انها الأب الروحى والحصرى لرعاية تلك الجماعة والمسئول عن ممارساتها وارهابها وجرائمهما وهذا ليس من قبيل المبالغة او الافتراء على دولة قطر بل الأدلة تنكشف يوما بعد آخر على صحة هذه الحقيقة وان العلاقة بين قطر وتلك الجماعة الارهابية وصلت الى حد الزواج الكاثوليكى الذى لا انفصال فيه بين الطرفين حتى الموت..

ويبدو ان حاكم وحكومة قطر رفعت شعار بشأن هذه العلاقة مع الجماعة الارهابية نعيش سوا ونموت سوا واذا كانت جماعة الاخوان الارهابية لا تخجل من هذه العلاقة ومما يوجه لها من ضربات شعبية ورسمية وآمنية وقضائية وأفريقية ودولية لانها اعتادت على مدار تاريخها الا تخجل مما تفعلة بل كانت دائما تتباهى بجرائمهما واغتيالاتها للقادة السياسيين فلا يوجد أدنى عذر لدولة قطر وحاكمها وحكومتها ان تسير على نفس النهج ايضا والا تشعر بالخجل لهذه العلاقة الأثمة وتتمسك بها حتى اليوم..

فالضربة الأفريقية الصاعقة والمدوية من مجلس السلم والأمن الأفريقى لجماعة الاخوان الإرهابية مؤخرا بعودة مصر للمارسة نشاطها فى الاتحاد الأفريقى بالاجماع والغاء القرار السابق والذى صدر بسبب تضليل جماعة الاخوان وشريكها القطرى للدول الأفريقية يمثل صفعة على وجه الشريك القطرى وعلى قفا ومؤخرة تلك الجماعة الارهابية التى أنفقت أموال الشريك القطرى على مدار الشهور الماضية من أجل استمرار هذا القرار وأرسلت الوفود تلو الوفود للعواصم الأفريقية وتحرك سفراء قطر فى تلك العواصم للحيلولة دون عودة لمصر مكانتها داخل الاتحاد الأفريقى..

فبدلا من ان تتوارى تلك الجماعة الإرهابية خجلاً وتنزوى بعيدا عن الأضواء مازالت تتحرك وتسعى لهز الأمن والاستقرار فى مصر بمساعدة وعون الشريك القطرى الذى لايشعر هو الآخر بالخجل أو حتى الندم على مافعلة فى حق أرض الكنانة بل فى حق شعبة وشعوب منطقة الخليج العربى ولكنها حمرة الخجل الغائبة عن وجه أمير وحكومة دولة قطر الذين لايعرفون الخجل رغم ان الخجل يعنى الحياء والحياء فى الدين الاسلامى شعبة من شعب الايمان ومن لايعرف الحياء فلا يعرف معنى الإيمان.

ويبدو ان الجماعة الارهابية وشريكها القطرى لايعرفان ان الحياء والايمان قرناء ولايفترقان فمن فقد الحياء فقد الايمان ومن ضاع منه الحياء ضاع منه الايمان ولعل الفضيحة المدوية الان ليس فى أوساط الفيفا فقط وفى كل الأوساط الرياضية فى دول العالم بل فى الأوساط السياسية والدينية حول قيام قطر بتقديم رشاوى من أجل الفوز بتنظيم مونديال 2022أكبر دليل على ان دولة قطر لاتعرف الحياء ولاتخجل مما ترتكبة من جرائم جنائية ورياضية وأخلاقية..

ولان الطيور وعلى أشكالها تقع فان العلاقة بين دولة قطر وجماعة الاخوان الإرهابية أكبر مثال على ذلك فجماعة الاخوان منذ نشأتها الاولى وهى جماعة انتهازية تتستر وتتاجر باسم الدين الاسلامى ونفس الوضع لدولة قطر وحاكم وحكومتها حيث تتخذ من الانتهازية السياسية منهما فى علاقاتها مع كل الأطراف بلا استثناء دون تفرقة بين الأشقاء والأصدقاء والاعداء لانها تعلم ان الانتهازية هى السبيل الوحيد لتحقيق طموحاتها غير المشروعة.

فليس غريبا ان تظل قطر على موقفها وعلى علاقاتها لانها لاتعرف معنى للخجل وليس غريبا ايضا ان تظل تلك الجماعة الإرهابية على موقفها لانها اعتادت على ذلك فلم يسجل تاريخها آى لحظة ندم أو خجل أو اعتذار حتى بعد ان سب مرشدها السابق والمحبوس حاليا مهدى عاكف وطنه مصر بقوله "طز فى مصر" فهل يعتقد أحد أن مثل هؤلاء يخجلون مما يفعلون أو حتى يخجلون مما يوجه لهم من صفعات ولطمات فالجماعة والخجل خضمان لدودان.

ودولة قطر وحاكمها وحكومتها تعلموا الكثير من الدروس من هذه الجماعة الارهابية وأصبحت دولة قطر تلميذ نجيب فى مدرسة الارهاب الاخوانية خاصة ان عمر الجماعة أقدم من عمر دولة قطر فالجماعة هى المعلم ودولة قطر هى التلميذ النجيب الذى لايعرف هو الآخر معنى أو طريقا للخجل حتى بعد ان سحبت دول الامارات والسعودية والبحرين سفرائهم من الدولة لم تخجل قطر ولم تعتذر رغم ان الجميع داخل قطر وخارجها كان يسألها أين أنتِ ياحمرة الخجل؟.

فالأيام والأسابيع المقبلة ستشهد المزيد من الضربات واللطمات لجماعة الإخوان الارهابية والتلميذ القطري والمصائب سوف تأتى تباعا على رأس الجماعة وقطر لأنهما لم تحسبا أى حساب لهذا اليوم رغم ماقيل لهما ان شعب مصر لن ينسى من وقف بجواره وسانده ودعمه، كما لن ينسى من وقف ضده ودعم أعداءه وأنفق عليهم.. فيوم الحساب بات قريبا ولكن مازالت حمرة الخجل بعيدة عن الاثنين معا الجماعة الإرهابية وتلميذها القطري.