لا ينتصر الإسلام بقتل الناس، ولا بتخويفهم أو ترويعهم أو تهديد حياتهم، لا تتوسع المبادئ والأخلاق الحميدة بالسيف ولا تنتشر المعانى الطيبة بالقوة.
إن النبى محمد عليه السلام لم يُبعث لقتال المخالفين، ومحاربة الآخرين، وإنما هو رحمة مهداة وكلمة محبة، ورسالة سلام إلى الدنيا كلها.
أقول ذلك بمناسبة دعاوى الإفراج عن الطبيبة السودانية مريم يحيى، التى قالت إنها اختارت المسيحية فحُكم عليها بالإعدام وهى حامل.
وأصل الحكاية أن تلك الطبيبة البالغة من العمر 27 سنة، أحبت شابًا مسيحيًا وتزوجت منه، فما كان من السلطات السودانية إلا أن قبضت عليها ووجهت إليها تهمة الزنى، ثم الارتداد عن الإسلام.
قال القاضى لمريم إن أمامها ثلاثة أيام لتعود للإسلام، لكنها رفضت وقالت إنها مقتنعة بما هى مؤمنة به، فصدر الحكم بإعدامها، وفى السجن وضعت مريم مولودها، وانتظرت عفو الحكومة، لكن ذلك لم يتم حتى الآن.
إن السؤال الذى يطرح نفسه هو ماذا يستفيد الإسلام بإعدامها؟ وما هو الضرر الذى تسببه تلك السيدة للمجتمع السودانى باختيارها عقيدة أخرى غير عقيدتها؟.
امرأة وُلدت مسلمة، ثم اختارت المسيحية أو البوذية، مثلما يختار غير المسلمين فى أوروبا والدول الغربية الإسلام، هل يقبل المجتمع الغربى إعدام أى شخص أسلم لأنه غيّر دينه؟ هل سمعنا عن محكمة فى الولايات المتحدة أو فرنسا أو انجلترا تقاضى من يدين بأى دين؟.
إن نصوص القرآن الكريم تؤكد المعنى نفسه "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و"لو شاء ربك لآمن مَن فى السموات والأرض"، لكن عقول الساكنين، وقلوب الجاهلين تحاول فرض الدين فرضًا على الناس.
أى تنفير للناس من الإسلام بعد ذلك؟ وأى إرهاب لهم؟ لو حاول أعداء الدين وخصوم الإسلام إبعاد الناس عنه ما فعلوا ما فعله أهله.
إن الشيزوفرينيا التى تسيطر على مجتمعات تدعى الإسلام تحتاج إلى إعادة تأهيل، والأنظمة التى تستمد شرعية وجودها من لافتات دينية تشوه أى معانٍ للرحمة والسماحة فى الإسلام، وإذا كانت حرية الإنسان فى اختيار عقيدته من أسمى مبادئ حقوق الإنسان فى العالم، فإن ذلك ليس شأنًا داخليًا للنظام السودانى، لهذا كتبت هذا المقال.. والله أعلم.
إن النبى محمد عليه السلام لم يُبعث لقتال المخالفين، ومحاربة الآخرين، وإنما هو رحمة مهداة وكلمة محبة، ورسالة سلام إلى الدنيا كلها.
أقول ذلك بمناسبة دعاوى الإفراج عن الطبيبة السودانية مريم يحيى، التى قالت إنها اختارت المسيحية فحُكم عليها بالإعدام وهى حامل.
وأصل الحكاية أن تلك الطبيبة البالغة من العمر 27 سنة، أحبت شابًا مسيحيًا وتزوجت منه، فما كان من السلطات السودانية إلا أن قبضت عليها ووجهت إليها تهمة الزنى، ثم الارتداد عن الإسلام.
قال القاضى لمريم إن أمامها ثلاثة أيام لتعود للإسلام، لكنها رفضت وقالت إنها مقتنعة بما هى مؤمنة به، فصدر الحكم بإعدامها، وفى السجن وضعت مريم مولودها، وانتظرت عفو الحكومة، لكن ذلك لم يتم حتى الآن.
إن السؤال الذى يطرح نفسه هو ماذا يستفيد الإسلام بإعدامها؟ وما هو الضرر الذى تسببه تلك السيدة للمجتمع السودانى باختيارها عقيدة أخرى غير عقيدتها؟.
امرأة وُلدت مسلمة، ثم اختارت المسيحية أو البوذية، مثلما يختار غير المسلمين فى أوروبا والدول الغربية الإسلام، هل يقبل المجتمع الغربى إعدام أى شخص أسلم لأنه غيّر دينه؟ هل سمعنا عن محكمة فى الولايات المتحدة أو فرنسا أو انجلترا تقاضى من يدين بأى دين؟.
إن نصوص القرآن الكريم تؤكد المعنى نفسه "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و"لو شاء ربك لآمن مَن فى السموات والأرض"، لكن عقول الساكنين، وقلوب الجاهلين تحاول فرض الدين فرضًا على الناس.
أى تنفير للناس من الإسلام بعد ذلك؟ وأى إرهاب لهم؟ لو حاول أعداء الدين وخصوم الإسلام إبعاد الناس عنه ما فعلوا ما فعله أهله.
إن الشيزوفرينيا التى تسيطر على مجتمعات تدعى الإسلام تحتاج إلى إعادة تأهيل، والأنظمة التى تستمد شرعية وجودها من لافتات دينية تشوه أى معانٍ للرحمة والسماحة فى الإسلام، وإذا كانت حرية الإنسان فى اختيار عقيدته من أسمى مبادئ حقوق الإنسان فى العالم، فإن ذلك ليس شأنًا داخليًا للنظام السودانى، لهذا كتبت هذا المقال.. والله أعلم.