الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

عبلة البدري: أطفال الشوارع أخذوا «بومبة» من الثورة.. فباعوا أنفسهم لإخوان «رابعة والنهضة»

جانب من المؤتمر الصحفي
جانب من المؤتمر الصحفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أمين عام جمعية قرية الأمل لأطفال الشوارع لـ«البوابة نيوز»: 

ظاهرة أطفال الشوارع لن تنتهي.. وواقعة تحرش التحرير إرهاب منظم لكسر المرأة

معظم الفتيات اللاتي هربن إلى الشارع تعرضت لاعتداء جنسي من أحد أفراد أسرتهن

أطفال الشوارع يجدون لذة في الشارع وحرية مطلقة دون سلطة تمارس عليهم

♦ «
عيب تفضحي أبوكي ولا أخوكي ولا عمك» كلمات ترددها الأم لإخفاء زنا المحارم

نسعي للتوسع ولكن الحكومة محتاجة إعانة.. فلننتظر عليها حتى تسترد قوتها وعافيتها.

♦ «
فيروس سي» والجرب أشهر الأمراض التي تصيب العاملين مع أطفال الشوارع 


امرأة أربعينية تحمل من المودة والرحمة والعطف والحنان، ما يطغي على نفوس مجتمع بأكمله، كان القدر والصدفة وحدهما سبيلها وطريقها ليرسمان لها مستقبلها، فهي أستاذة جامعية تخصصت في النفس البشرية كغيرها من النساء، كانت تؤدي فريضة الزكاة، فألقاها القدر أمام إحدى دور رعاية أطفال الشوارع لتقديم ما استطاعت من الزكاة هي ووالدتها، لتصبح لافتة معلقة تحت عنوان "جمعية قرية الأمل" هي نقطة التحول في حياتها.

تدق باب الجمعية هي ووالدتها، لتلتقي المدير الذي يطلب عونها ومساعدتها، فهو يفتقد للتخصص والأم البديلة، فكل من يعمل بالمركز من الرجال والمركز يستقبل حالات من الأطفال الذكور والإناث وجميعهم في حاجة إلى أم تضيء لهم نور حياتهم ليصيرون في يد أمينة، فما عليها سوي أن قبلت لستة أشهر كمتطوعة وأم بديلة لأطفال تراوحت أعمارهم من 5 إلى 12 عاما، ليصمم القدر على مستقبلها ويراهن على عطفها، فيلقي مدير المركز ربه لتصبح د. عبلة البدري هي الأمين العام للجمعية.

"قرية الامل" تخدم أطفال  الشوارع من خلال 14 مركز منتشرة في أنحاء المحافظات وموزعه علي القاهرة و الجيزة و العاشرمن رمضان وهي "وحدة خدمات متنقلة لتقديم الخدمات للأطفال في أماكن تواجدهم بالشارع , عدد 4 مراكز إستقبال نهاري لأطفال الشوارع من البنين والبنات بمناطق السيدة زينب واكتوبر ومركزين بالاسكندرية للامهات ضحايا الاغتصاب  وعدد 3 مراكز للرعاية والإقامة المؤقتة للبنين والبنات بمناطق المقطم والسلام والطوب الرملي بمدينة نصر وعدد 4 مراكز للرعاية والإقامة الدائمة بمنطقتى مدينة نصر والعاشر من رمضان وملحق به مجمع كامل للورش الإنتاجية التدريبية

كما تم غلق بعض المراكز بمنطقة أمبابة وروض الفرج لعدم توافر المناخ الأمني للأطفال حيث كان يتم خطفهم من أمام المركز بواسطة سائقي التوك توك مما جعل الجمعية تنتقل الي اماكن أخري أكثر آمناً للحفاظ علي سلامة الأطفال والعامليين معهم.

التقت "البوابة نيوز"، د. عبلة البدري للوقوف على طبيعة "قرية الأمل"، وإدارتها والعاملين عليها والحالات التي يستقبلها، خاصة أن الجمعية تستقبل أمهات أطفال الشوارع والمغتصبات والحوامل من الشارع.

تقول عبلة البدري في بداية حديثها "لافتة غيرت مصيري"، أنا في نعمة عمرى منذ عام 1993، لكي أن تتخيلى ما ينتابك من مشاعر وانتي تساهمين في تغيير مسار ومستقبل طفل للأفضل، طفل لا ذنب له ولا مأوي سوي الشارع والعنف والاغتصاب وهتك العرض والبلطجة والإهمال والمرض.

كيف ترين المشهد بعد ثورة يناير فيما يخص أطفال الشوارع؟

ظاهرة أطفال الشوارع خلال الثلاث سنوات الماضية في تزايد مستمر وتميل إلى العنف بشكل أكبر وبصورة واضحة، فلا يكفيهم إيذاء أنفسهم، بل هم طاقة مليئة بالطوفان تنفجر في وجه المجتمع.

وما السبب وراء هذا الكم من العنف ؟

كان لديهم مطالب في الثورة لتوفيق أوضاعهم، وفكروا أن الثوره ستأتي إليهم بالأمل والحياة فـ"خدوا بومبة"، واقتنعوا بأن الانحراف والعنف بيكسب، فاستغلهم أهل رابعة والنهضة، وصاروا أداة لكل التجمعات من مظاهرات واعتصامات واحتجاجات، فكانت الصدمة أن لا حامي لهم، وصار مبدأهم "يلا نفسي واللى يدفع اكتر"، "لا ولاء ولا انتماء للوطن أنا للى بيدفع اكتر".

أما وقائع الأطفال وهم في أسرهم، فهو أنهم لا رقابة عليهم، فهم لا يعرفون أي شيء عن الاغتصاب أو التحرش، هم فقط يشاهدون المواقع الإباحية والأفلام فلا أب ولا أم يربي.

هناك أسئلة كثيرة تقف في حلق الجميع أمام المشاهد اليومية التي لا يمكن أن يغفلها منصف، فهل ما زال القلق والخوف عنوانًا بعد ثورتين نضج الشعب خلالهما، أم أن هناك باعثا للطمأنينة ؟

القادم أفضل بإذن الله تعالي، وسيكون هناك نوع من الانضباط وقلة من أطفال الشوارع، فمنهم من يعود لأسرته أو للجمعيات الأهلية أو يختبئ خوفا من رجال الأمن ولكن الظاهرة لن تنتهي.

كيف ترين مشهد فتاة التحرير يوم تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

ما حدث في التحرير إرهاب منظم، فلم يكن يقصد التحرش والاغتصاب بقدر ما يقصدر كسر المرأة في مثل هذا اليوم وتعمد الأذي والإساءة، فهم مأجورون.

اغتصاب وانتهاك وتحرش لم يعد تقتصر على الشارع اليوم، نحن أمام آباء تغتصب فتياتها وأمام أمهات تتستر على فعلة أزواجهن.. كيف ترين ذلك؟

هذه الوقائع ليست جديدة، فأغلب الفتيات اللاتي تركن منازلهن كان نتيجة تحرش الأهل بهم، وما في الأمر هي أن الأم كانت تردد "عيب تفضحى أبوكى، عيب تفضحي أخوكي، ما يصحش"، ولكن ما هو جديد هو الإعلان عن ذلك وافتضاح أمرهم.


تستبقلين أطفال الشوارع وأمهات الشوارع ومغتصبات وحوامل ما أصعب ما واجهت ؟

كل ما واجهنا صعب، ولكنى كنتأاشعر بالاشمئزاز والرغبة في الصراخ أمام زنا المحارم، وأمام من اعتدي على عرضه وحرمة بيته، معظم الفتيات اللاتى خرجن من منازلهن للشارع كان باعتداء أحد أفراد الأسرة عليهن.

هل ترفضين استضافة بعض الحالات ؟

نعم أنا لا أقبل أي مغتصبة، فإن لم تكن طفلة أو طفل شارع لا أقبلهم، فنحن فقط لمن ليس لديه أهل أو سند في الحياة، فنأخذ المغتصبة والمغتصبة الحامل ومن يأتى إلينا ولا أهل لديهم، أما المغتصبة أو الحامل التي لديها أهل ويرغبون في إبقائها داخل القرية خشية الفضيحة أو بدافع الاختباء فلا نقبلهم ونقنعهم بأهمية تواجد الفتاة برفقتهم لما له من دفعة نفسية ومعنوية كبيرة، خاصة أنها مجني عليها.

ماذا عن طبيعة العاملين بالفروع وبالقرية ؟

يعملون في مناخ خطير فهى وظيفة خطيرة، فيواجهون العنف من كل جانب، فهناك عنف مقدم تجاههم ممن يعلمون بوجود هؤلاء الأطفال لدينا وكانوا يستغلونهم في بعض الأعمال، وبالتالى أصبحنا بالمعنى الدارج "بنقطع عيشهم" فيحاولون الاعتداء على أخصائيي المركز أو من المقيمين والمترددين على المأوي انفسهم، فمنهم من لا ثقة لديهم، ومنهم تعرضت للاغتصاب من قبل 10 إلى 20 شخصا ومنها من تزوجت باسم الشارع العديد من المرات، ومنهم من ذاق مرارة العنف والبلطجة والخوف والحاجة، فصار من المنطقي أن يوجهوا العنف للقائمين على رعايتهم إلى أن يهدأوا ويثقوا بنا، إضافة إلى الأمراض التي تنقل لهم مثل فيروس سى والجرب وغيرهما من الأمراض المعدية

ماذا عن حالتك النفسية وما ينتابك مساء كل يوم بعد عودتك من الجمعية؟

في البداية كنت أشعر بالاكتئاب الشديد من شدة الحالات وأحزن عندما اسمع عن واقعة لأحد أطفال الشوارع، واشعر بتأنيب الضمير لأسأل نفسي لماذا لم أعثر على هذا الطفل أو هذه الفتاة قبل الواقعة التي حدثت له، وكنت أتعايش مع كل حالة إلى أن قررت أن أفعل ما استطعت وكل ما في وسعي فيما هو متاح، فأنا لا أملك كل أطفال الشوارع

وماذا تفعلون مع المغتصبات الحوامل فيما يخص النسب؟

الأم الصغيره لها الحق في إعطاء نسبها وشهادة ميلادها لابنها ولا يوجد طفل شارع أو طفلة شارع لقيطة، هم يعرفون أسماءهم ونسبهم، ونحن نستخرج لهم شهادات ميلاد وأوراق ثبوتية.

كيف يتم تأهيلهم ليخرجوا للمجتمع مرة ثانية ؟

لا أتركهم قبل 21 عاما، فأعلمهم صنعة أو حرفة حتى لا يعودوا للشارع مرة أخرى، مع توفير قروض صغيرة وعمل ورش غير تقليدية، فلا نتركهم سوي للزواج أو للعمل في وظيفة، ومنهم من يستكمل تعليمه ومنهم من تعمل جليسة للأطفال.

وهل هناك من سعى إلى ترككم ولم يستجب للبقاء معكم ؟

هناك الكثير تركونا ولم نجبر أحدا على البقاء أو من جاء لإقامة مؤقتة، فهم يجدون لذة في الشارع وحرية مطلقة دون سلطة تمارس عليهم لسلامتهم.

وماذا تريدين من الحكومة ؟


الحكومة نفسها محتاجه اعانه  وهي جهة رسميه وتشرف علينا لكنها في احتياج للدعم والمساندة فلننتظر عليها حتى تسترد قوتها وعافيتها , ونحن في حاجة مستمرة الي تمويل ودعم من كل فئات المجتمع

كما ان المنظمة بالفعل تتعامل مع اليونسيف واندية الروتاري المصرية بالمنطقة 2451  برئاسة ياسر عاصم , في مجالات تأثيث وفتح مراكز استقبال لأطفال الشوارع وتقديم الخدمات الطبية لهم وخاصة الكشف علي الامهات الصغيرات ومتابعة حملهن , ودعهمن اقتصادياً عن طريق اقامة الورش التدريبية لتعليمهن حرف تمكنهن من الكشب المشروع وعدم الرجوع للشارع مرة أخري بالاضافة الي الإشراف علي برامج محو امية اطفال الشوارع

 ♦ وماذا عن خططكم المستقبلية ؟

نسعى للتوسع، فالمركز أصبح لا يتسع لعدد الأطفال وأمهاتهم، وفي طريقنا لإنشاء مجمع بمساحة أكبر في التجمع الخامس يتسع في المرحلة الأولى لـ100 شخص

وأريد توجيه رسالة إلى المجتمع: "لا تعادوا أطفال الشوارع.. هم يضرون المجتمع بأفراده قبل أن يضروا أنفسهم.. وعلينا جميعا أن نتوحد ونقدم المساندة الكاملة لهم كل في مكانه".