الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحالف عمرو موسى الانتخابي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتواتر الأنباء يوميّا عن بناء تحالف انتخابي لخوض معركة البرلمان القادم، الاسم الأبرز في بناء ذلك التحالف هو الدبلوماسي المصري عمرو موسى، وبدون مواربة قال المتحدثون عن التحالف أن مهمته هي مساندة الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي في ظل دستور يمنح مقعد رئيس الوزراء للأغلبية البرلمانية، وهذا وضوح لا غبار عليه ولا يحق لأحد المزايدة على ذلك التحالف الصريح.
ولكن ما يثير القلق هو تسلل المتأسلمين لصفوف ذلك التحالف تحت مزاعم الشعبية في الشارع، أو تحت مبرر التوازن السياسي، هنا لن يكون الحصاد إلا مرارة جديدة تضاف إلى مرارت قديمة شربناها بسبب العك السياسي على مدار سنوات طوال، فلقد كان التعاقد بين الشعب وعبد الفتاح السيسي مبنيّا على ضرورة مدنية الدولة والحفاظ عليها، التزامًا بالدستور من جانب، وتحقيقًا لإرادة الشعب المصري الذي منح السيسي ثقة تكاد تكون مطلقة.
والآن ونحن ندخل إلى الاستحقاق الثالث في خارطة المستقبل التي صاغتها ثورة 30 يونيه ، وندخل إلى أم المعارك وهي مقاعد البرلمان الذي أسموه مجلس النواب، نتوقع أن يكون الضرب فيها بالأكتاف، وسيتعرض المرشحون لكل أنواع الابتزاز السياسي، القبليات تريد حصتها، ورجال المال يريدون الحصانة لتخصيب أموالهم وميلاد مال جديد، كما يقف على خط المواجهة أصحاب حقوق أصيلة كالمرأة والأقباط وغيرهم.
سخونة المعركة تفرض على التحالف المدني المنتظر تماسكه ووضوح هدفه، وهنا وجب التحذير من أطماع المتأسلمين ومحاولاتهم التي لن تتوقف لشق الصف، سيأتون أولاً في ثياب الشركاء ليتسللوا، وبعدها ندخل في طاعون التمكين من جديد، وإذا لم تنجح خطة التسلل سيأتون ثانيًا في ثياب المزايدين، وهم طابور مدني ألعن من المتأسلمين أنفسهم وهم أصحاب نظرية "الإخوان فصيل وطني"، وإذا فشلوا سيبدأون معركة قذف الحجارة على التحالف، وهذه صدها سهل.
عامل الوقت مهم جدّا لنجاح التحالف، سرعة التحرك على الأرض ضرورة، الدخول إلى الريف والمراكز البعيدة هدف استراتيجي لا تنازل عنه، الاعتماد على اسم المشير السيسي وحده لا يكفي، وقد يكون استخدامه فخّا لاصطيادكم واتهامكم بعدم الشعبية والفشل المبكر، أعرف مئات الواعدين في كل مكان، هنا تكمن براعة قادة التحالف في ترتيب القوائم بتلك الأسماء الواعدة.
مررنا بتجربة مريرة في انتخابات برلمان 2012، ونتذكر أن حمدين انخرط مع الإخوان بقائمة، وأخذ جزءًا من رصيد الناخبين، ونتذكر أن التجمع قاوم في صفوف الكتلة المدنية رمز العين، ونتذكر أن عبد الغفار شكر وآخرين ذهبوا مع ما يسمى بالثورة مستمرة ، هذا الخطأ غير مسموح بتكراره ، والغرور المصاحب للأحزاب عديمة الجماهيرية وعديمة الكادر وتريد رأس القائمة لا بد من حصاره، كتبت قبل ذلك أن ميلاد برلمان جديد ناجح يحتاج مهارة ومصداقية، فهل ننتصر هذه المرة؟ أعتقد أنه ممكن؛ لأنني واثق بأن القائمين على أمر التحالف يتمتعون فعلًا بالمهارة ويمتازون بالمصداقية.