الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الرئيس الفرعون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاءتني رسائل فى الموبايل عبارة عن مطالع أغانى باسم الرئيس ومدح الرئيس وحب الرئيس إلخ.. ولأنى أحب الرئيس السيسى وأقدر ما فعله وهو ليس بالهين بل كنت أظنه مستحيلا، وأيضا لأنى مستعد أن أموت فداءه بعد حلف اليمين لأنه أصبح رمزا لوطنى ولكنى لا أعلم لماذا تذكرت الأسطورة المصرية التى تفسر فيضان النيل ورسمة الدلتا وتنتقد الشعب المصرى وتصرفاته التى أظنها باقية حتى اليوم، وإليك الاسطورة ياعزيزى القارئ لتقرأها وتحاول أن تفهمها وتغير من سلوكك الذى أظنه مستمرا منذ سبعة آلاف عام وحتى اليوم.
غضبت "حتحور" من الشعب المصرى لأنه يتمشى فى العصارى على شاطئ النيل فى ثنائيات أو أكثر ويتبادلون النكات البذيئة والحكايات الملفقة (الإشاعات بمفهومنا الحالى)، وأقسمت "حتحور" على الانتقام منهم وإلقاء جثثهم فى النيل حتى يتلون باللون الأحمر وتشرب من دمائهم جزاء وفاقا فى حق ما ارتكبوه، وفعلا شرعت فى قتلهم ولما رأى كبير الآلهة حسب مفهومهم فى هذا الوقت "رع" أمر باقى الآلهة بصب النبيذ الأحمر فى النهر، وعندما تلون نهر النيل باللون الأحمر (وهذا يفسر حمرة الفيضان الذى كان يأتى قبل بناء السد العالى) شربت "حتحور" ربة الجمال والفن عند القدماء فسكرت من النبيذ ونامت على القطر المصرى وفردت ذراعيها (وهذا يفسر دلتا النيل) وقالت نبوءتها الخالدة حتى تاريخه "لا صلاح لك ياشعب مصر، فأنت من تفرعن الفرعون وترفعه إلى مصاف الآلهة ثم تعود لتهدم صورته بالنكات البذيئة والحكايات الملفقة".
وإلى هنا تنتهى الأسطورة المصرية فهل تنتهى معها النبوءة أم تظل باقية ويظل الشعراء يكتبون "تفوت على الصحراء تخضر" أليس هذا رفعا للرئيس فوق مستوى البشر، هل تتذكر عزيزى القارئ المسميات التى أطلقت على الرئيس الراحل عبدالناصر؟ المارد العربى، ناصر الحرية، ناصر الوطنية، ناصر يا روح الأمة العربية، أليس هذا اختصارا مخلا للأمة العربية فى شخص واحد مع كامل إيماننا بأنه كان وطنيا مخلصا لبلده والأمة العربية، وما قولك عزيزى القارئ فى الألقاب التى أطلقت على الرئيس الراحل انور السادات من عينة "الرئيس المؤمن وكأنه الوحيد المؤمن، وكبير العائلة المصرية مع وجود من هم أكبر سنا وأكثر حكمة، وما قيل عن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك مثل أنه قائد نصر أكتوبر وصاحب الضربة الجوية.. أليس هذا تزييفا للتاريخ، والحق أن حسنى مبارك لم يجد الشعراء ما يقولونه عنه إلا "لا هايرقينى ولا فيه مصلحة بينى وبينه"، أو مرسى وما عانيناه من وضعه فى مصاف الأنبياء بل وإمامتهم فى الصلاة ووضع صورته مع الميت حتى يضمن وصوله الجنة، وهذه اعتقادات فرعونية مثل وضع كتاب الموتى بين أرجل المتوفى وتصدر من جماعة تدعى الإيمان بل ويحتكرون الإسلام وينفونه عن غيرهم.
أتمنى ألا تتحقق نبوءة "حتحور" ونتخلص من ما نعتقده فى أن الرئيس يملك العصا السحرية لحل جميع المشاكل، وقد أحسن الرئيس السيسى فى قوله "العصا السحرية هى الشعب المصرى"، أيضا يجب أن يعامل الرئيس بكل حب واحترام لأنه أحد رموز الوطن، ولكن أيضا يجب محاسبته لأنه وصل إلى هذا المنصب الرفيع بانتخابات شعبية ولقيادة وطن إلى بر الأمان، وأعتذر للسادة الشعراء عن الإطناب فى وصف سيادة الرئيس خاصة أننى كملحن لم ألحن أغنية واحدة على مدار تاريخى الفنى باسم رئيس، لا محمد نجيب ولا ناصر ولا السادات ولا حسنى مبارك وقطعا ليس مرسى مع كامل حبى وتقديرى وتهنئتى للرئيس السيسى وللشعب المصرى يعم فيها الرخاء والعدل والمحبة.