تعتبر حصة الدين في مدارسنا تجسيدا لتناقضات فكرية عديدة تفيض بها حياتنا. لا أحد يجرؤ علي المساس بها. و حين فكر البعض في أن يضاف إلي جانبها مقرر في الأخلاق يتم التركيز فيه على ما هو مشترك من قيم أخلاقية تحض عليها الأديان و العقائد جميعا قوبلت الفكرة بهجوم عاصف ساحق وأدها في مهدها لمجرد شبهة أن يكون ذلك و العياذ بالله جزءا من مؤامرة خفية علمانية إلحادية تستهدف إلغاء حصة الدين كما لو أن تلك الحصة هي الدين ذاته.
و لو كان الأمر هاما إلى هذا الحد فقد كان المتوقع منطقيا أن يكون مقرر الدين ضمن المقررات الرئيسية إذا لم يكن على رأسها، ولكن الواقع هو أن درجة الطالب في مقرر الدين لا تضاف للمجموع إطلاقا؛ و من ثم فإنها لا تلقى من التلاميذ الحريصين على تحقيق درجات أفضل أي اهتمام حقيقي، ومن المدهش أن تلك المفارقة الغريبة لم تثر دهشة أحد بل لم تثر جدلا ولا نقاشا ربما لأن تلك الحصة قد أصبحت ضمن المقدسات التي لا يجوز الاقتراب منها.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل نظرًا لعدم وجود أهمية فعلية للمادة فإنها لا تحتل قط مكانة متقدمة في جداول التدريس؛ حيث تخصص الحصص الصباحية التي يكون فيها التلاميذ أكثر نشاطا لحصص المقررات الأكثر أهمية وتحتل حصة الدين أوقاتًا متأخرة بحيث يكون الإنهاك قد بلغ مبلغه بالتلاميذ والمدرسين معا.
وفيما يتعلق بالمدرسين فغالبا ما تسند حصة الدين الإسلامي لمدرس اللغة العربية وتسند حصة الدين المسيحي لأي مدرس مسيحي بالمدرسة؛ أي أن تلك المادة المحاطة بكل سواتر القداسة التي تحرم الاقتراب منها يقوم بتدريسها غير المتخصصين في تدريس الدين إلا إذا اعتبرنا أن كل منتمٍ لدين قادر على تعليم أسس هذا الدين؛ و غني عن البيان أن مثل تلك المهمة موكولة حصريا لأهل الوعظ و التبشير من كافة الديانات.
و لعل الميل إلي إسناد مهمة تدريس حصة الدين الإسلامي إلي مدرس اللغة العربية ترجع لخلط شائع بين "الإسلام" و اللغة العربية، صحيح أن اللغة العربية هي لغة القرآن ولكن صحيح كذلك أن اللغة العربية سابقة علي الرسالة المحمدية باعتبارها لغة العرب؛ و إلى جانب تلك الحقيقة التاريخية؛ فإن الوقع الاجتماعي يكشف أن التخاطب باللغة العربية لا يقتصر على المسلمين دون غيرهم وأن غالبية المسلمين لا يتحدثون العربية، و قد امتد هذا الخلط المشين بين اللغة العربية و الدين الإسلامي إلى حد الاعتماد على آيات القرآن الكريم في مقررات اللغة العربية بل وفي مقرر الخط العربي مما يثير إشكالات و حساسيات لا مبرر لها.
في ظل كل ما سبق هل نتوقع في ظروفنا التعليمية التي نعرفها من مدرس منهك غير متخصص أن تعلو شفتيه الابتسامة وأن تعبر كلماته عن سماحة الدين وأن يكون في مقدوره أن يقدم تفسيرا متنورا متسامحا للفصل الضروري بين المسلمين والمسيحيين في حصة الدين؟
إننا نشكو جميعا من قصور شديد في العملية التعليمية في مدارسنا بحيث أن من أبنائنا الذي اجتازوا المرحلة الابتدائية ممن لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم، و القصور التربوي في مدارسنا غني عن البيان مما يؤكد أن ما يطلق عليه "حصة الدين" لا تسهم البتة في تعليم الدين لأبنائنا.
وتشير بيانات دراسات ميدانية عديدة عن حقيقة أن المعلومات والقيم الدينية يتلقاها الأبناء في أسرهم فضلا عن المساجد و الكنائس؛ وأن الإشارة إلي دور "مدرس الدين" في هذا الصدد لا تكاد تذكر.
تري ألم يحن الوقت بعد لإعادة النظر في "حصة الدين"؟
و لو كان الأمر هاما إلى هذا الحد فقد كان المتوقع منطقيا أن يكون مقرر الدين ضمن المقررات الرئيسية إذا لم يكن على رأسها، ولكن الواقع هو أن درجة الطالب في مقرر الدين لا تضاف للمجموع إطلاقا؛ و من ثم فإنها لا تلقى من التلاميذ الحريصين على تحقيق درجات أفضل أي اهتمام حقيقي، ومن المدهش أن تلك المفارقة الغريبة لم تثر دهشة أحد بل لم تثر جدلا ولا نقاشا ربما لأن تلك الحصة قد أصبحت ضمن المقدسات التي لا يجوز الاقتراب منها.
ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل نظرًا لعدم وجود أهمية فعلية للمادة فإنها لا تحتل قط مكانة متقدمة في جداول التدريس؛ حيث تخصص الحصص الصباحية التي يكون فيها التلاميذ أكثر نشاطا لحصص المقررات الأكثر أهمية وتحتل حصة الدين أوقاتًا متأخرة بحيث يكون الإنهاك قد بلغ مبلغه بالتلاميذ والمدرسين معا.
وفيما يتعلق بالمدرسين فغالبا ما تسند حصة الدين الإسلامي لمدرس اللغة العربية وتسند حصة الدين المسيحي لأي مدرس مسيحي بالمدرسة؛ أي أن تلك المادة المحاطة بكل سواتر القداسة التي تحرم الاقتراب منها يقوم بتدريسها غير المتخصصين في تدريس الدين إلا إذا اعتبرنا أن كل منتمٍ لدين قادر على تعليم أسس هذا الدين؛ و غني عن البيان أن مثل تلك المهمة موكولة حصريا لأهل الوعظ و التبشير من كافة الديانات.
و لعل الميل إلي إسناد مهمة تدريس حصة الدين الإسلامي إلي مدرس اللغة العربية ترجع لخلط شائع بين "الإسلام" و اللغة العربية، صحيح أن اللغة العربية هي لغة القرآن ولكن صحيح كذلك أن اللغة العربية سابقة علي الرسالة المحمدية باعتبارها لغة العرب؛ و إلى جانب تلك الحقيقة التاريخية؛ فإن الوقع الاجتماعي يكشف أن التخاطب باللغة العربية لا يقتصر على المسلمين دون غيرهم وأن غالبية المسلمين لا يتحدثون العربية، و قد امتد هذا الخلط المشين بين اللغة العربية و الدين الإسلامي إلى حد الاعتماد على آيات القرآن الكريم في مقررات اللغة العربية بل وفي مقرر الخط العربي مما يثير إشكالات و حساسيات لا مبرر لها.
في ظل كل ما سبق هل نتوقع في ظروفنا التعليمية التي نعرفها من مدرس منهك غير متخصص أن تعلو شفتيه الابتسامة وأن تعبر كلماته عن سماحة الدين وأن يكون في مقدوره أن يقدم تفسيرا متنورا متسامحا للفصل الضروري بين المسلمين والمسيحيين في حصة الدين؟
إننا نشكو جميعا من قصور شديد في العملية التعليمية في مدارسنا بحيث أن من أبنائنا الذي اجتازوا المرحلة الابتدائية ممن لا يعرفون كيف يكتبون أسماءهم، و القصور التربوي في مدارسنا غني عن البيان مما يؤكد أن ما يطلق عليه "حصة الدين" لا تسهم البتة في تعليم الدين لأبنائنا.
وتشير بيانات دراسات ميدانية عديدة عن حقيقة أن المعلومات والقيم الدينية يتلقاها الأبناء في أسرهم فضلا عن المساجد و الكنائس؛ وأن الإشارة إلي دور "مدرس الدين" في هذا الصدد لا تكاد تذكر.
تري ألم يحن الوقت بعد لإعادة النظر في "حصة الدين"؟