تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لم تكتفِ جماعة الإخوان الإرهابية بما أطلق عليها من أسماء وألقاب منذ سقوطها من فوق مقاعد حكم مصر، مثل الجماعة الإرهابية وجماعة الكذب، والجماعة المنبوذة، وجماعة الفتن والضلال، وغيرها من الألقاب التي تستحقها، والتي أطلقها عليها الإعلام تارة، والشعب المصري تارة أخرى، والكتاب والصحفيين تارة ثالثة، أما اللقب الجديد الذي حازته هذه الجماعة بامتياز، جاء من فوق منصة القضاء الشامخ والعادل ومن القاضي الجليل المستشار محمد سعيد الشربيني قاضي محكمة جنايات بورسعيد، عندما سأل مرشد الجماعة وقادتها الذين يقبعون في قفص الاتهام أمامه، بعد أن تطاولوا على المحكمة، أين أخلاقكم التى تتشدقون بها؟!
وسؤال القاضي الجليل لمرشد الجماعة الإرهابية، وباقي المتهمين معدومي الأخلاق من أمثال السفيه محمد البلتاجي، وأيضا صفوت حجازي لم يكن سؤالا استفهاميا، لكنه سؤال استنكاري، لأن القاضي الجليل يعلم علم اليقين الإجابة على هذا السؤال، ويشاهد بنفسه فى كل جلسة من جلسات المحكمة هو وغيره من القضاة الأجلاء.
بالتأكيد فإن مرشد هذه الجماعة محمد بديع، بل ومؤسسها الأول حسن البنا، وجميع مرشدي الجماعة على مدار عمرها، لم يعطوا أي اهتمام لبناء منظومة الأخلاق لدى أعضاء هذه الجماعة، بل ربما لا يعون ماذا تعني الأخلاق؟ وهي في أبسط صورة وأسهل تعريف لها مجموعة من القيم جالبة للخير وطاردة للشر، وهي من أشكال الوعي الإنساني وتزرع في النفس البشرية قيم العدل والحرية والمساواة، وتصبح هي المرجعية الأولى له في كل أفعاله وممارساته وتصرفاته الفردية والجماعية.
ورغم أن الدين الإسلامي الحنيف اهتم بمنظومة الأخلاق اهتماما كبيراً وظهر ذلك جليا فى قوله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم "وإنك لعلي خلق عظيم" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، إلا أن تلك الجماعة التي تسترت برداء الدين الإسلامي على مدار 80 عاما أبعد ما تكون عن معاني الأخلاق، ولم تزرع منظومة قيم الأخلاق في نفوس أعضائها كما يزرعون، وما نراه يوميا -أو أسبوعيا- من ممارسات أعضاء هذه الجماعة، يؤكد ذلك دون أي افتراء عليهم.
والتعبير اللاتيني للأخلاق والمرادف للمعنى العربي هو (ethic) وهو مستخلص من الجدار اليوناني لحضارة اليونانية القديمة إيثيه أي "عادة" وتتشكل الأخلاق من مجموعة من المعتقدات أو المثاليات والتي تدير حركة وممارسة الفرد، والمتابع الجيد لممارسات وأفعال أعضاء جماعة الإخوان داخل اقفاص الاتهام بالمحاكم أو خارجة فى الشوارع والميادين خلال مظاهرات العنف ومسيرات الإرهاب يدرك بوضوح أن أعضاء تلك الجماعة ليس لديهم أي قيم أو معتقدات مثالية، وأنهم معدومو الأخلاق.
ولعل الأمر اقتصر أو توقف عند رجال وشباب هذه الجماعة، لكنه امتد بشكل كبير وظاهر إلى سيدات وفتيات هذه الجماعة، وشاهدنا بأنفسنا العجب العجاب على مدار الشهور الماضية من إشارات وعلامات بذيئة من فتيات الإخوان بالجامعات وخاصة جامعة الأزهر، وشاهدنا كلمات وتصريحات منزوعة الأخلاق تخرج من أفواه أولئك الطالبات اللاتي يتباهين بأنهن من تنظيم الأخوات داخل تلك الجماعة الإرهابية.
فأعضاء جماعة الاخوان الإرهابية معدومو الأخلاق، لايعرفون أن الأخلاق الإسلامية تعني شعور الانسان بمراقبة الله سبحانه وتعالى له في السر والعلن، وأن مصدر الالتزام في الأخلاق هو الضمير المجرد، ولو كان لدى تلك الجماعة ليس منظومة بل ذرة من الأخلاق الإسلامية ما أصابها، ما حدث لها، لكن بسبب انعدام الأخلاق لديهم جميعا بلا استثناء، قيادات وأعضاء ورجال وشباب وسيدات وفتيات، حدث ما حدث لهم بإرادة الله تعالى قبل إرادة شعب مصر.
ولعل أمير الشعراء أحمد شوقي كان محقا عندما قال: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ♣ فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا" فالأخلاق لها دور كبير في بناء واستمرار الأمم والجماعات، لأنها طريق النجاح والاستقامة ولهذا حدث لهذه الجماعة ما حدث، وأصبحت منبوذة ومرفوضة ليس بين شعب مصر فقط، بل غالبية شعوب العالم، وها نحن نرى ما يحدث في ليبيا من رفض لهذه الجماعة منزوعة الأخلاق، وما تجريه بريطانيا من تحقيقات، ودعوات في الكويت لنبذ الإخوان، وغيرها من الدول شرقا وغربا.
وربما لا يعلم قيادات تلك الجماعة أن من مكارم الأخلاق الصدق والأمانة والحلم والمودة والإحسان والاعتدال والرفق والعدل والحياء والعفة وحفظ اللسان والتواضع والرحمة والبر والقناعة والرضى وجميع هذه المكارم مفقودة وضائعة لدى تلك الجماعة عن بكرة أبيها منذ مؤسسها الأول وحتى يومنا هذا لأن جميع القضايا التي يحاكم فيها الآن قادة وأعضاء تلك الجماعة تتصل بفقدان معاني البر والرحمة لأنهم أرهبوا وأفزعوا وقتلوا عدد من الأبرياء وايضا فضيلة حفظ اللسان فصدرت عليهم أحكام قضائية بتهمة اهانة رجال القضاء وافتقدوا فضيلة القناعة والرضى بعد ان فقدوا حكم مصر فتجري محاكمتهم بسبب اللجوء للعنف.
ورغم أن عددا من هؤلاء القيادات قضوا من قبل سنوات في السجون إلا أنها لم تصلح أخلاقهم، وأن شعار السجن تأديب وإصلاح لم يطبق على هؤلاء القيادات الإخوانية وخرجوا من السجون كما دخلوا إليها لكي يعودوا إليها مرة أخرى وهم معدومو الأخلاق وقضاة مصر الأجلاء، لو كان الأمر بيدهم وحدهم وليس بالقوانين فقط لعاقبوهم مرتين، الأولى بسبب ارهابهم وجرائمهم والثانية بسبب انعدام أخلاقهم.