السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نازل ومش حاتنازل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شكرًا للدكتور مرسي أو الريس مرسي، على خطابه الهزلي والذي ذكرني بالمثل الشعبي المصري “,”خالتي اللتاتة“,”، لأنه جعلني وغيري كثيرين بالملايين أكثر تمسكًا وإصرارًا وعزيمة على النزول يوم 30 يونيو لإسقاط النظام، وإسقاطه بعد أن فقد شرعيته الدستورية والسياسية والأخلاقية، وسقطت ورقة التوت عن عورته السياسية بعد خطاب 26 يونيو المهزلة، والذي يعد واحدًا من أسوأ خطاباته منذ 30 يونيو الماضي، وأكد أنه ليس رئيسًا للدولة؛ بل “,”مخبر“,” في جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد، يقدم تقارير عن فودة وعاشور والرجل بتاع المعادي.
والرد الوحيد على هذا الخطاب الهزلي المضحك الذي ذكرني بمرافعة الممثل الرائع القدير عبدالفتاح القصري في فيلم “,”الأستاذة فاطمة“,” هو أنني نازل يوم 30 يونيو، رغم أنف مرسي ومرشده وجماعته وعصابته وميليشياته، نازل ولن أخشى الفزاعة التي استخدمها حول الفلول والثورة المضادة، ونسي أننا نعيش في عصر فلول الإخوان وهم أخطر على مصر من التتار والهكسوس.
نازل ومش حاتنازل عن إسقاط هذا النظام القبيح الاستبدادي، وإسقاط رئيس بدرجة مخبر أمن في قسم شرطة بإحدي القرى، وليس المدن بل مخبر عبيط، كما هتف الثوار وشباب تمرد أمس في ميدان التحرير “,”الشعب يريد إسقاط العبيط“,”، وكان هذا أبلغ رد عليه لأنه استخدم مصطلحات ومفردات لا يستخدمها إلا البلهاء من الناس.
بالتأكيد أنا نازل يوم 30 عن قناعة وإيمان وثقة بأن النزول في هذا اليوم هو الحل، بل هو الحل الوحيد لإنقاذ مصر التي ضاعت ونبحث عنها منذ عام كامل مضى، نبحث عنها في ظلمات شوارعها ونبحث عنها في طوابير الزحام أمام محطات السولار والبنزين، ونبحث عنها عند انقطاع الكهرباء، ونبحث عنها مع كل قتيل يسقط بسبب حرب المذاهب، كما حدث في زاوية أبومسلم بسبب شيوخ الفتنة، ونبحث عنها في وجوه المصريين العابسة والتي اختفت منها الابتسامة.
أنا نازل ومش حاتنازل عن حريتي وحرية قلمي وفكري وآرائي ومعتقداتي وحرية هذا الوطن المسلوبة الآن والمقيدة بالأغلال، ومش حاتنازل عن حقي في الحياة الآمنة الكريمة والانتخابات الحرة النزيهة وليس انتخابات التزوير بما لا يخالف شرع الله، ومش حاتنازل عن مقاومة مشروع الأخونة والتمكين كما قاومنا مشروع التوريث، ومش حاتنازل عن استقلال القضاء وحيادية جهاز الشرطة وحرية الإعلام والصحافة.
نازل ومش حاتنازل عن عودة مصر الحبيبة التي ضاعت منا ونبحث عنها جميعًا فلم نجدها، نازل من أجل دماء شهداء رفح ودماء الجندي وجيكا وغيرهم، والقبض على خاطفي الجنود، وملاحقة الهاربين من سجن وادي النطرون من العناصر المصرية والأجنبية من أجل عدم التسول من ماما قطر، والبيت العثماني السيد أردوغان، مش حاتنازل عن نظافة مصر وشوارعها التي تحولت إلى مقالب للقمامة بشكل غير مسبوق، مش حاتنازل عن استبعاد كل القيادات الفاشلة ومستشاري السوء في أجهزة الدولة.
نازل ومش حاتنازل عن حلم جميع المصريين في مصر دولة مدنية ديمقراطية، وليست دولة استبدادية وفاشية، ومش حاتنازل عن مصر دولة وسطية، وليست دولة إرهابية تحتضن الإرهابيين والمتطرفين، ومش حاتنازل عن الفصل بين المال والسلطة وابتعاد شيوخ المال ورجال أعمال الإخوان عن صانع القرار واختيار الوزراء والمحافظين.
نازل ومش لوحدي ومعي أسرتي الصغيرة بعد أن قررت بل وأصرّت زوجتي على النزول والاعتصام في الميدان ومعي بناتي أيضًا بل ومعي والدتي والبالغة من العمر 75 عامًا، وأوصتني بأن تسير معي في مسيرة تمرد ومعي جيراني وجيران رئيس الوزراء هشام قنديل بمنطقة المساحة تحت شعار الحرية لمصر 30 يونيو، نازل ومعي أصدقائي من الإخوان والسلفيين رواد مسجد عكاشة وثوار 25 يناير أيضًا، ولن نعود إلا بعودة مصر التي ضاعت والثورة التي سُرقت.
نازل ومعي أعضاء من الجالية المصرية بالسعودية الذين حضروا لمصر من أجل 30 يونيو، وحضور العشرة أيام الأخيرة من حكم الإخوان كما أعلنوا في بيان لهم، نازل ومعي قلمي لأنه سلاحي، ومعي الكارت الأحمر، ومعي ومعنا جميعًا الله سبحانه وتعالى، فهو نعم المولي ونعم النصير لنا يوم 30 يونيو.