السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أي صلح؟ ومع أي إخوان يا سيادة اللواء سامح؟

محمد الباز
محمد الباز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في واحدة من إطلالاته التليفزيونية الكثيرة تحدث اللواء سامح سيف اليزل في برنامج " الحياة اليوم" عن تصوره للشروط التي يجب أن يقبل بها الإخوان المسلمون قبل أن يقبلهم الشعب المصري في صفوفه مرة أخرى، وحدد لذلك أن يعترفوا بثورة 30 يونيو وشرعية الانتخابات الرئاسية، والاعتذار للشعب المصري عما اقترفوه من أعمال عنف وقتل، والتعهد بعدم العودة لممارسة أعمال العنف والقتل مرة أخرى... ثم وهذا هو الشرط الأخير التعهد بعدم خلط الدين بالسياسة.
لو أن أحدا غير اللواء سامح سيف اليزل؛ الخبير الأمني والاستراتيجي، هو من قال هذا، لمر الكلام علينا مرور الكرام، كنا سنتعامل معه على أنه من لغو الحديث الذى نستمع إليه يوميّا فى الفضائيات، لكن عندما يتحدث سامح فإننا نتعامل مع ما يقوله على أنه حديث يتم التشاور بشأنه فى غرف السلطة المغلقة، فهو مطلع على ما يجرى، ليس بحكم أنه باحث ومسئول عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لجريدة الجمهورية، ولكن باعتباره مستشارا متداخلا فى أكثر الملفات خطورة وأهمية، وهذا حديث يطول.
فهل ما قاله سامح سيف اليزل وجهة نظر عابرة جاءت ردّا على سؤال لحظى؟
أم أن ما ذهب إليه يعكس تفكيرًا للنظام القادم سيحاول تنفيذه حتى يتخلص من أعقد التحديات التى ستواجهه... وأقصد تحدى التعامل مع التيارات الإسلامية المتطرفة وإلى جوارها جماعة الإخوان المسلمين؟
قد يكون ما قاله سامح مجرد بالون اختبار... جر المجتمع ليناقش مسألة معقدة جدّا، وهى المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، فيمهد بهذه المناقشة الطريق أمام قرار يتحرج النظام فى أن يقدم عليه من تلقاء نفسه.
الشروط التى أطلقها سامح سيف اليزل منطقية جدّا، لكن ذلك من وجهة نظرنا، لكن هل هذه الشروط منطقية بنفس القدر من وجهة نظر الإخوان المسلمين؟
أعتقد أن الإجابة القاطعة والحاسمة هى لا طبعا.
فالعصابة التى تتعامل مع ثورة 30 يونيو على أنها انقلاب لن تعترف على الإطلاق بشرعية الثورة، ولا بما ترتب عليها من انتخابات رئاسية، ثم أى اعتذار يطلبه سامح والجماعة لا تزال تتعامل مع كل ما فعلته على أنه ثورة سلمية، دعاها محمد مرسى فى رسالته المفبركة التى أذاعتها قناة الجزيرة مساء الأربعاء ( 4 يونيو) إلى إكمالها حتى النصر.
هناك ما هو أهم، فسامح سيف اليزل يتحدث عن تعهد الجماعة بعدم العودة إلى العنف وعدم خلط الدين بالسياسة، وهو ما يعنى إعلان الجماعة انتحارها ونهايتها تماما، فهى جماعة لا يمكنها الاستغناء عن العنف، ولا تستطيع أن تعيش دون خلط الدين بالسياسة... أى أن ما طرحه اليزل لا يعبر إلا عن أمنية أو حلم مستحيل لا علاقة له بالواقع.
ثم عن أى جماعة إخوان يتحدث سامح سيف اليزل؟
هل يتحدث عن محمد مرسى ومحمد بديع وخيرت الشاطر وبلطجية الجماعة الموجودين الآن فى السجون، يتعاملون بمنتهى الانحطاط ويعبرون عن موقفهم الذى يؤكد أنهم لا يحترمون الدولة المصرية، بل يسخرون من قضائها وإعلامها وجيشها وشرطتها؟
أم إخوان الخارج الذين تفرقوا بين قطر وتركيا والسودان وأوروبا ولا يكفون عن التآمر على مصر؟
أم شباب الجماعة الذى لا يزال يشن حربًا عنيفة على المصريين فى الشوارع ويرهبهم ويتهمهم بأنهم عبيد؛ لأنهم ثاروا على مرسى وساندوا الجيش؟
صحيح أن سامح سيف اليزل وضع شرطًا لإقرار الصلح وهو أن يوافق الشعب المصرى على ذلك، وألا يحدث ما يخالف القانون فى إطار هذه المصالحة... لكن هذا لا ينفى أنه يدخل بنا إلى مساحة من الجدل لا ضرورة ولا أهمية لها الآن.
كان من الأولى أن يدلنا اللواء سامح سيف اليزل على الطريقة التى سيتعامل بها النظام فعليّا مع جماعة الإخوان – وهو لديه معلومات عن ذلك بالتأكيد - لا أن يطرح رؤية لن يرضى عنها الشعب الذى رأى إرهاب الجماعة وقسوتها ورغبتها فى حرق وطن لا يريد أبناؤه إلا العيش فيه بسلام.