تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أكتب له قبل أن يدخل قصر الحكم، وقبل أن يتلو خطاب التسلم، وقبل ساعات من حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية مصر.. أكتب والفرح طائر غض يرفرف فوق سماوات الوطن، أملا فى عهد جديد ومستقبل رشيد.
ما دام من حقي الكتابة سيدي، فسأفعل.. سأقول له: حذار أن يفتنوك كما فتنوا مَن قبلك.. حذار من بسماتهم وتصفيقهم والتفافهم.
سيفعلون ما فعلوه مع السابقين دون خجل وحياء.. ستنحني قاماتهم تزلفا وتقربا.. سيتلون المدائح تلو المدائح فى حكمتك الدائمة، وبصيرتك الملهمة.. سيباركون هفواتك ويلعنون منتقديك ويشوهون معارضيك ويرمونهم بكل جريرة.. سيكتبون المقالات والدراسات والكتب حول عبقريتك ورجاحة عقلك وشفافيتك وحدسك وصدرك الرحب.
سيفتحون صنابير الأغاني والقصائد والأناشيد الممجدة، والمعظمة لقيادتك النادرة. سيصفونك بأوصاف الأنبياء والصالحين وسيعلقون صورك ومقولاتك فى مكاتبهم وحجرات نومهم.
سيقفون صفا إلى جوارك.. يؤيدون من تؤيد، ويرفضون من ترفض، ويعتقدون ما تعتقد. سيقدمون آيات الولاء والمحبة المصطنعة وسيعظمونك ويقدسونك ويؤلهونك.
سيحاولون معك ما فعلوه مع الرئيس السابق ، والأسبق والأسبق.. كانوا بشرا فحولوهم إلى أصنام، وكانوا إناسا طبيعيين فجعلوا منهم أصحاب قداسة.
سيدي الرئيس: أغلق الباب فى وجه المداحين، وافتحه أمام الناس وأصحاب الحاجات..
لا تلتفت لمن يؤيدك ويراك مصيبا وإنما انتبه إلى من يحصى عليك أخطاءك.
لا تهدر وقتك في الاستماع لكلمات الشكر وأشعار المديح وافتح أذنيك جيدا لشكاوى الناس ولمطالب الرافضين والمعارضين.
احرص أن تتعرف على ملاحظات المخالفين، وأفكار المنسيين، واقتراحات المهمشين.
سيدى الرئيس: اقتل جوقة الطبالين والزمارين والمتقوسين.. اقتلهم بالتجاهل والتناسى واللامبالاة.. اقتلهم بالإبعاد والابتعاد والإعراض.. اقتلهم باللامكافأة واللاشكر واللاتحية.
اقتلهم كى تنجو من مصير مبارك، ونهاية مرسي، وآخرة السادات ، ومأساة الملك فاروق.
والله أعلم.