الإثنين 07 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

قنابل بيئية تهدد مستقبل مصر.. التلوث يزيد على ثلاثة أمثال المعدلات العالمية.. و24 مليارا خسائر سنوية.. والقمامة تنشر 42 مرضا خطيرا.. واغتيال 30 ألف فدان سنويا.. وأزمة المياه في الطريق

قنابل بيئية تهدد
قنابل بيئية تهدد مستقبل مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تمثل مشاكل التلوث البيئي أبرز المخاطر التي تكبد الدولة خسائر بالمليارات سنويا، نتيجة تفشي الأمراض الناتجة عن التلوث ومحاربتها، فضلا عن تدهور الثروات الطبيعية.

وتشمل المخاطر التي تهدد البيئة المصرية عدة نماذج، تتضمن- بجانب التلوث الذي يزيد على ثلاثة امثال المعدلات العالمية- أشكال أخرى من بينها ارتفاع فقدان الأراضي الزراعية والتصحر وخطورة ندرة المياه فضلا عن الاحتباس الحراري الذي يهدد بغرق الدلتا.

وعلي الرغم من وجود مجموعة من القوانين تهدف إلى حماية البيئة مثل قانون البيئة الصادر عام 1994م والذي يلزم جهاز شئون البيئة بإصدار تقرير سنوي عن حالة البيئة إضافة إلى إعلان المؤشرات العامة كل ثلاثة اشهر إلا إن هذا التقرير لم يصدر الا مرة واحدة عام 1996م.

ووفقًا لقوانين أخرى فإن هناك العديد من الجهات المتخصصة بحماية البيئة إلا أنها لم تستطع توفير الحد الأدنى لحق المواطنين في بيئة نظيفة، حيث بات المواطن المصري يعاني من تلوث الهواء وتراكم المخلفات وعدم وجود إدارة سليمة للمخلفات وهو ما يؤثر على حالة الموارد البيئية من ناحية وصحة الإنسان من ناحية أخرى.


وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للبيئة.. نستعرض في هذا التقرير أهم المشاكل البيئية المحلية:

المخلفات

تعد القمامة والمخلفات مصدرا خطيرا لعدد من الأمراض وانتشارها بما لا يقل عن 90%، حيث تنشر نحو 42 مرضا كلها خطيرة.

وقدرت أجهزة البيئة والأمم المتحدة أن التلوث الناتج عنها يكلف مصر نحو 24 مليار جنيه ثلثيها تنفق على العلاج والدواء والثلث الباقي قيمة خسائر تدهور الثروات الطبيعية، بطريقة مباشرة.

وكشف تقرير للأمم المتحدة أن بيئة القمامة تولد مجموعة من الأمراض الاجتماعية مثل الإرهاب والتوتر وسوء معاملة الزوجات والأطفال والاغتصاب، فضلا عن ارتفاع نسبة وفيات الأطفال


المياه النقية

وكشف تقرير لمركز "حابي" للبيئة، عن معاناة المواطن المصري في بعض المحافظات من الحصول على نصيبه من المياه النقية وانقطاعها لفترات طويلة قد تمتد لشهورا.

في حين حذر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من تعرض المصريين للفقر المائي، حيث من المتوقع أن يتراجع متوسط نصيب الفـرد من الموارد المائية إلى 582 مترا مكعبا عام 2025.

وأشار إلى أن إجمالي ما تستغله كل من مصر والسودان من مياه النيل لا يزيد على 5% من العمق المطري على حوض النيل، في حين توجد استخدامات كبيرة للزراعة المطرية في جميع دول المنبع.


الأراضي الزراعية

وفي سياق متصل، أكد الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، خلال دراسة أعدها عن الموارد المائية وترشيد استخدامها، ارتفاع متوسط الفقد السنوي من الأراضي الزراعية ليصل إلى 25 ألــفا منذ ثورة 25 يناير بسبب البناء على الأراضى منذ عام 2011.

التصحر

تسمي ظاهرة "التصحر" بقضية الاغتيال الصامت للأراضي الزراعية بما يعادل 30 ألفا و219 فدانا سنويا، خاصة أن المنتجعات السياحية في الساحل الشمالي، أفقدت مصر مساحات شاسعة من المراعي الطبيعية.

قش الأرز والسحابة السوداء

بعد موسم حصاد الارز في فصل الخريف تواجه المصريين أزمة السحابة السوداء وهي طبقة سميكة من الدخان الناجم عن احراق قش الارز تخيم على القاهرة ودلتا النيل لعدة اسابيع.

وينتج المزارعون المصريون نحو 30 مليون طن مخلفات كل عام. ويقول خبراء البيئة أن ما يحرقونه مسئول عن 42% من تلوث الهواء في فصل الخريف.

ويظهر أكبر اثر في القاهرة التي هي واحدة من أكثر مدن العالم تلوثا ويبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة.


التلوث البيئى

يعد التلوث مشكلة إستراتيجية تواجه المجتمع المصرى فقد جاء في تقرير منظمة الصحة العالمية أن نسبة التلوث في مصر تزيد على ثلاثة امثال المعدلات العالمية للتلوث، وتتفاقم نسب التلوث في محافظات القاهرة الكبرى عن سواها من محافظات الجمهورية، مما يأتي بعواقب وخيمة على صحة المواطنين ومستقبل التنمية.

أمراض التلوث

اظهرت دراسة بريطانية أن 2% من أمراض القلب ناتجة عن تلوث الهواء، وجاءت تلك الدراسة في اعقاب تزايد الادلة العلمية بان هناك عددا كبيرا من الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب تاتى أمراضهم بسبب التلوث وهو ما يقود إلى انخفاض متوسط العمر كما يؤدى التلوث إلى الإصابة بأمراض الرئة والأمراض الصدرية والقصور في الدورة الدموية.

ويزيد من نسب الإصابة بأمراض الكلى والقلب والتهابات العين ويؤثر على الجهاز العصبى خاصة عند الأطفال، ناهيك عن اضراره بالنبات والحيوان وما ينتج عنه من تآكل المواد المستخدمة في الأبنية.

كما يؤثر التلوث على الأجنة في طور التكوين حيث يقلل اوزان المواليد، فقد اظهرت دراسة طبية حديثة نشرت بمجلة طب الأطفال المتخصصة أن تعرض الام للجسيمات الدقيقة الناتجة عن التلوث يؤثر على وزن الطفل عند الولادة بنسبة تصل إلى 26% وهو ما يضر بصحة الطفل.


التغيرات المناخية

السنوات الأخيرة من القرن الماضي الاهتمام بظاهرة التغيرات المناخية أو الاحترار العالمي.

وترجع أهمية هذا الموضوع لخطورتها التي من الممكن أن تؤدي إلى غرق الدلتا في مصر، كما يمكن أن تؤثر على منتجاتنا الزراعية.

و الجهود التي يجب العمل عليها لتخفيف حدة هذه المشكلة ليس من خلال الدعوة إلى خفض إنتاجنا الصناعي، ولكن بالدعوة إلى تحويل صناعتنا إلى استخدام الطاقة النظيفة.